الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى.. كفى ..كفى.. -صوتك أمانة تسأل عنه يوم القيامة-

إعتراف الريماوي

2005 / 12 / 13
القضية الفلسطينية


في حمى الحملات الإنتخابية والدعائية المرافقة لها، نرى الشعارات والبرامج المختلفة والمتشابهة، لكتل متعددة ما بين المستقلة والمحسوبة على جهة أو جهات سياسية، وقد لفت نظري الشعار أعلاه، من حيث كونه شعارا ترفعه جهة معينة توحي للناس وكأنها ملاذهم يوم القيامة، بل وكأنها مالكة مفاتيح الجنة فهي تقول للناس بشكل أو بآخر من سيصوت لنا سيتقي هذا السؤال يوم القيامة، على إعتبار أن الشعارات الأخرى لحملة هذه الكتلة تدعو الناس صراحة لمنحها ثقتهم من خلال التصويت لها!. فالإنتخابات هذه لمؤسسات محلية وبلدية خدمية، نتوقع فيها التنافس على أساس الكفاءات والتنوع والخبرة والنزاهة ...إلخ، لكن أن يصبح إستغلال مشاعر الناس الدينية لأغراض إنتخابية ومصالح ضيقة فهذا هو الغريب، على إعتبار أن لكل الناس الحق في التدين وممارسة طقوسهم حسب قناعتهم، والله سبحانه هو الذي سيحاسب الناس وحده، فعلاقة الإنسان بالله لا تحتاج لوكلاء ووسطاء فهي مباشرة ما بين العبد وربه.
من جهة أخرى نتوقع الحديث عن الأمانة في التصويت والإقتراع بمعنى المسؤولية في الإختيار والقرار، بمعنى أن الفرد مسؤولا عن أي كتلة سينتخب وبالتالي سيكون مسؤولا عن أداء هذه الكتلة. لكن أن يقوم أصحاب هذا الشعار بربط فكرة التصويت والأمانة بأبعاد غيبية فليس مكانه هنا، إلا من باب محاولة إستغلال الشعور الديني الإنساني للمواطنين، والإدعاء والتفرد بتفسير الدين وفق إجتهاداتهم وتصوراتهم وحدهم، فالصوت الإنتخابي نتائجه تظهر بعد يوم الإقتراع، وصاحبه من المفترض أن يراقب الجهة التي منحها صوته بمدى تقيدها بالبرنامج الذي قدمته، وعليه سيحاسب هو/ كتلته بالدورة القادمة إيجايا أو سلبا بمدى النجاح أو الفشل، إذا فالعملية الإنتخابية هي عملية حياتية خدمية وإجتماعية يومية، تحاسب الكتل الإنتخابيه /الأفراد فيها وبعدها على برامجهم والتزامهم / عدم التزامهم بها، ولا مكان للغيبية فيها إلا لمن إدعى ذلك منتفعا.
إن محاولة إقحام الخطاب الغيبي والتحدث بإسم الدين في العملية الإنتخابية، هو أيضا محاولة لإضفاء الشرعية على الذات من خلال "الثوب الديني"، والبروز في الوسط وكأن لا أحد يعرف بالدين سوى تلك الجهة.وهذا المقياس بإعتقادي قد عفى عليه الزمن، فالتستر بالدين لم يعد كافيا أو ضامنا لتأكيد الخيار الصحيح، فالظهور بالمظهر المتدين أو عدمه ليس مقياسا لوجود / عدم وجود الكفاءة أو المقدرة أو الخبرة أو الشفافية أو الصدق...إلخ، وهذا ما راكمته التجربة في أكثر من مجال، لكن البعض لا يزال يستخدم الدين كوتر حساس لعزف ألحان مصالحه.
فعلا ما أحوجنا اليوم ، في غمار الإنتخابات المحلية الجارية أو التشريعية المقبلة، للعمل بكل جدية ومثابرة، للتأسيس لنظام سياسي فلسطيني تعددي، يخوض فيه الأحزاب / الأفراد الإنتخابات بتنافس، على أسس الكفاءة والحرص على المصلحة العامة، وتوفرالمهارات المختلفةالمطلوبة، والخلفيات السياسية والفكرية المتعددة، وغيرها من القضايا التي من المهم إبرازها، وهذا بدوره يجعل من الإنتخابات محطة من الحراك والجدل والنقاش البناء، ولكن إذا ما أدخلنا عناصر غيبية وإدعاءات آخروية نكون قد قلصنا مساحات الجدل و الحراك وأدخلنا وسائل الترهيب / الترغيب وإستخدام المشاعر والثواب والعقاب حسب تفسيرات خاصة ولأهداف نفعية خاصة، فالتنافس مطلوب ومشروع ولكن يا حبذا لو كان من خلال البرامج لا من خلال طرح الغيبيات وفق رؤى البعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور