الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلوجة في حضن الوطن والإعلام الداعشي يبتلع هزيمته النكراء.

جعفر المهاجر

2016 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الفلوجة في حضن الوطن والإعلام الداعشي يبتلع هزيمته النكراء.
جعفر المهاجر.
هب العراقيون النجباء الأشاوس من جيش وشرطة إتحادية وحشد شعبي وعشائري هبة الليوث لتطهير جزء عزيز من أرض الوطن المقدسة التي لوثها ودنسها عتاة أشقياء مجرمون غرباء عن تربة العراق تسللوا إلى هذه الأرض الطيبة في غفلة من الزمن من أقاصي الأرض ورحب بهم أشباههم من الأوغاد الأنذال الذين خانوا الوطن وتنكروا لترابه ومائه وهوائه وخالفوا كل عرف ديني وأخلاقي،وأذاقوا الغالبية العظمى من أهل هذه المدينة الأبرياء الويل والثيور وعظائم الأمورفارتكبوا من الجرائم ماتقشعر لهولها الأبدان ، واستباحوا الحرمات ، وعلقوا جثث الأبرياء على الأعمدة الكهربائية ، وأحرقوا ودفنوا الأحياء، وأحلوا دماء المئات من أبنائها الذين لم يبايعوا صنمهم الضال الزنيم أبو بكر البغدادي ودولته الخرافية دولة الدم والسبي والجريمة والمنكرات التي ماأنزل الله بها من سلطان.
لقد تآلفت قلوب العراقيين الأصلاء النجباء واتحدت سواعدهم الأبية في ملحمة الشرف والبطولة والذود عن الديار بأرواحهم ودمائهم لتخليصها من هذا الأسر القاسي تحت نير شذاذ الآفاق ولسان حال كل مقاتل أبي الضيم هب لنجدة هذه المدينة وسكانها يدوي في وجوه العتاة الشقاة وإعلامهم الأصفر الذي مزقته الرياح في سوق الدجل الرخيص:
سأحمل روحي على راحتي
وأهوي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تُسر الصديق
وإما مماتٌ يغيض العدى
لقد هتفت تلك الحناجر البهية بجمل صادقة قاطعة تقر لها عيون الملايين من الأحباء داخل الوطن الغالي والملايين الأخرى من مناصري الحق والحرية وحق الشعوب في الأمن والسلام في كل مكان من العالم، وأقضت مضجع النفوس الظلامية المصابة بمرض الطائفية الوبيل، فارتعدت فرائصهم وتهافت إعلامهم الساقط الذي سداه ولحمته تصدير أكداس الأكاذيب التي ليس لها حدود. وباتوا يخبطون خبط عشواء في تحليلاتهم السفسطائية المتناقضة التي تضحك الثكلى لتفاهتها وهبوطها. أما أبناء العراق النجباء فقد كانوا واثقين من النصر المؤزرعلى قوى الظلام والجريمة وتحدوا بكل عنفوان وشمم وإباء هذا السيل من الأكاذيب والأضاليل ووضعوه في سلة المهملات وداسوا عليه بأقدامهم وهم يهتفون من أعماق قلوبهم وأرواحهم المفعمة بالحق والفضيلة والفداء نعم للعراق لا للنعرات الطائفية المقيتة لالمرتزقة الإعلام العربي ودعاة التقسيم الناعقين من خلف الحدود والقابعين في فنادق عمان وأربيل ودبي وإستانبول الذين باعوا شرفهم لفضائيات الفتنة بثمن بخس بعد أن ماتت ضمائرهم وتحولوا إلى مطايا أذلاء لهذا الإعلام الطائفي الساقط المتهرئ بعد أن تجردوا من كل خلق قويم ،ونهج سليم، ولم تبق في نفوسهم ذرة من حمية وغيرة على أهلهم وأعراضهم التي استباحها الدواعش ، وراحوا يروجون لبضاعتهم الطائفية النتنة التي راهن عليها أعداء العراق طويلا ، ويحرضون ملوك البترول الأنجاس لغزو العراق الأبي على طريقة غزو اليمن بعد أن مرغ الشعب اليمني أنوفهم في وحل العار والهزيمة. وليعلم عملاء ملوك البترول الأذلاء وأسيادهم عملاء أمريكا وإسرائيل إن أشبال الرافدين المدافعين عن الأرض والعرض بصدورهم الطاهرة جبلوا على الفداء عن المقدسات عبر العصور وإنهم أقوى من كل عدو طائفي حاقد وسيلقنون هذه الأصوات الداعشية المنكرة وأسيادها دروسا لاتنسى في البطولة والإقدام والرجولة الحقة لو سولت لهم أنفسهم بتدنيس شبر من تراب العراق الطاهر.
إن أبناء العراق الذين طهروا الأرض من جرذان داعش ورغم هذه الهجمة الإعلامية الداعشية الهستيرية بحقهم لتشويه صورتهم الإنسانية كانوا يمارسون وقفاتهم الإنسانية المتمثلة بإنقاذ الأبرياء من الموت ، وتوفير الممرات الآمنة لخروجهم سالمين من براثن داعش ، وتقديم الماء والغذاء للعوائل المسكينة التي تقطعت بها السبل وهربت تحت جنح الظلام من الجحيم الداعشي .وتشابكت واتحدت سواعدهم السمراء الطاهرة الأبية في ملحمة التطهير الكبرى وهي تزلزل الأرض تحت أقدام الأوباش الظلاميين فأفرحوا بقيمهم الإنسانية وبصولاتهم البطولية النابضة بالتضحية والفداء والإيمان بحب الوطن قلوب الأمهات الثواكل والأرامل اللواتي فقدن الأبناء والإخوان والأزواج برصاص الحقد الداعشي الأعمى، وشتان بين أفعالهم الإنسانية وجرائم الدواعش الأرجاس حين طافوا بالجندي الشهيد مصطفى العذاري والجندي الشهيد رزاق الشيباني والشهيد سمير مراد في المدينة وأصدروا عليهم حكم الموت أمام جمع من شيوخ العشائر المزيفيين الذين جمعوهم من حاويات القمامة وهم يبايعون سيدهم الضال في ذلك المشهد الهمجي الذي تشمئز منه كل نفس إنسانية تمتلك قدرا معينا من الخلق الإنساني .ثم قام أحد أبناء الفلوجة الأبرار رزاق الشعباني الذي قام بدفن الشهيد مصطفى العذاري وقتله الدواعش المجرمون على فعلته الإنسانية.
إن أبناء العراق الأشاوس أبرأوا جرحا عميقا نازفا من جراحات الوطن النازفة ، وأنقذوا بغداد الحبيبة من تهديد مستمر. وتنفس أهل الفلوجة المغلوبين على أمرهم الصعداء بعد أكثر من عامين من سيطرة كابوس القهر والجريمة والتخلف والظلام على صدورهم. فراحت الأبواق الطائفية تبتلع أكاذيبها التي سوقتها وهي تجرجر أذيال العار والشنار والهزيمة.
لقد حاول دهاقنة الإعلام الغارق في بحر طائفيته وكذبه ودجله أن يعتبر من هذه الصولة العراقية المقدسة معركة طائفية بين السنة والشيعة كما هو شأنه حين ينهض أسود العراق الأشاوس لتحرير كل بقعة من أرض الوطن الغالي من دنس قوى التكفير والضلال . فيشن حربه الطائفية الظالمة الضارية متخذا من كلمة تفوه بها شخص ماحجة كبرى لتسويق بضاعته الفاسدة ،ويستضيف لذلك على مدار الساعة عتاة الطائفيين الذين أكل الحقد الطائفي قلوبهم الداعشية السوداء ليصنعوا من هؤلاء السفاحين الأراذل أساطير في التكتيك العسكري، والذكاء التعبوي، والقوة القاهرة التي لايمكن مواجهتها ليشفوا غليل حقدهم الأسود على العراق متلذذين بجراحه ومآسيه.
ولا أتردد في القول وأنا المواطن المغترب الذي تجاوز السبعين من العمر بأنني حين شاهدت وجوه القادة العسكريين الشرفاء والجنود الأبطال وفرسان الحشد الشعبي والعشائري على شاشات الفضائيات وهم يزفون بشرى الإنتصار لشعبهم على هؤلاء الأوغاد وإعلامهم المهزوم سالت دموع الفرح من عيني، وترسخت قناعة عميقة في ذهني إن العراق سيبقى عصيا على وقوى الظلام وإعلامهم ،ولن يرضى ضيم وذل وهوان، وسينهض من كبوته مادام فيه أمثال هؤلاء الرجال الشجعان الصناديد الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم من أجل رفعته وتطهيره من رجس أحط أرجاس الأرض.
وأهيب بالعشائر السنية المجاهدة التي اختلط دم أبنائها مع دماء أخوتهم في الجنوب يعد إستئصال هذه الغدة السرطانية من جسم الوطن أن يقفوا بقوة مع وحدة التراب العراقي ، وأخذ دورهم في رص الصفوف وترسيخ الوحدة الوطنية ، ونبذ رواد الفنادق دعاة الفتنة والفرقة والسموم الطائفية التي جلبت للعراق وشعبه المآسي والجراح والفجائع والدموع . إن أفاعي الطائفية مازالت أحلامهم السوداء تدغدغ نفوسهم المريضة. وهاهي رؤوسهم تطل من الفضائيات الفتنوية مطالبين بما يسمونه باستفتاءات في المناطق السنية لتقرير المصير فلا تسمحوا لهؤلاء الدجالين من عديمي الشرف والرجولة باستثمار هذا النصر الذي حققتموه بسواعدكم وسواعد إخوانكم أن يرفعوا قميص عثمان ليحققوا مآرب أسيادهم من الملوك والأمراء الطائفيين الفاسدين وهم يتمرغون على أعتاب قصورهم ليجلبوا الموت والخراب إلى مناطقكم مرة أخرى. إمنعوا مشايخ السوء عن إلقاء الخطب الطائفية النارية في المساجد لإغراء بعض الفتية البسطاء وجعلهم حطبا لشهواتهم الجهنمية وليتم تبادل الزيارات بين العشائر العراقية في الوسط والجنوب والغرب لتعزيز اللحمة الوطنية ، وعقد ميثاق شرف بينها لحل أي معضلة تبرز وتهدد أمن الوطن.
لقد حررتم الأرض أيها النجباء. وجاءت مرحلة البناء وإعادة العوائل المهجرة إلى بيوتها آمنة مطمئنة. إتركوا بصماتكم الإيجابية على مدنكم لتكون شاهدة على مساعيكم الخيرة . طالبوا حكومتكم المركزية بإنشاء المعامل والجامعات والمدارس والمستشفيات والمتنزهات. وشجعوا شعبكم على زراعة الأشجار لأنها رمز الحياة التي حاول الدواعش قتلها وإيقاف عجلة الحياة فيها.
إن الفلوجة اليوم هي عروسة العراق لكنها حزينة وجسمها يعاني من الجراح وأنتم من يشفي هذه الجراح ويعيد لها إبتسامتها المشرقة وطرحة عرسها الناصعة البياض والمزينة بأجمل أنواع الورود . ولتخصص الحصة الأولى في جميع مدارس الفلوجة لمحاربة التطرف المذهبي وتوضيح آثار الإرهاب الكارثية على الوطن. لقد سفكت أنهار من الدماء على بطاح العراق وشعبكم هو الذي دفع ثمن تصرفات دواعش السياسة الذين لم يفكرواإلا بإتخام بطونهم والعيش في قصورهم الفارهة والحصول على المزيد من المغانم والمكاسب الشخصية. وأخيرا أتمنى أن يقام نصب تذكاري للشهداء الذين طهروا أرض الفلوجة من دنس الأوغاد الأشرار. لأنهم ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل أن يعيش شعبنا بأمن وأمان ومن أجل سلام شعوب الأرض. وهم يستحقون أن تتذكرهم الأجيال بعد جيل. فطريق الوئام والمحبة بين مكونات الشعب العراقي هو الطريق الأمثل لبناء الوطن والسير حثيثا في طريق النهوض الحضاري.
المجد والخلود لشهداء العراق والموت والعار والشنار للدواعش الأشرار ولإعلامهم الأصفر المهزوم .
جعفر المهاجر.
27/6/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا