الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما سقطت تنورة المعلمة

سمر المحمود

2016 / 6 / 27
كتابات ساخرة



عندما سقطت تنورة المعلمة

لا أعتقد أن أيا من صديقاتي نسيت كيف سقطت تنورة آنسة القومية العربية أثناء الدرس، في تلك المرحلة كان الدوام المدرسي أشبه بمعسكر يُسمح فيه بالنوم في المنازل شريطة العودة صباحا في السابعة والنصف وحيث أن تلك المدارس ترفض الاختلاط، في مراحل تعليمه الإعدادي والثانوي، كنا جميعنا إناث ورغم ذلك لم تر إحدانا صورة تجسد العري، كيف لو كان ما رأيناه لمعلمتنا الفائقة الصرامة التي لم نعرف شكل أسنانها، فكيف بفخذيها
أجل أعتقد أن طالبات الصفوف الأخرى سيحسدننا سيما أن تلك المعلمة القاسية لم تشاركنا إلا بإعطائها الدرس وقرصة الأذن لعدم حفظ الدرس
- بتنا نحسبها آلة ملقمة .. هذا ما ذكرته إحدى الصديقات متشفية بينما تشرح ما حصل بلهفة لطالبات الصفوف الأخرى
كان الدرس عن التضامن العربي ولأول مرة أنصت دون شرود حين سقطت ..
- سقطت؟
- أجل
- المعلمة؟
- كلا كلا التنورة؟
- يا إلهي وماذا كانت ترتدي تحتها؟
- بطانة ناعمة لكن فخذيها أشد سوادا من وجهها
- وكيف تحملتن الموقف؟
- من التضامن العربي؟
- كلا .. من السقوط؟
- معلمتنا تصرفت دون اكتراث حيث انحنت قليلا ورفعتها، لتصبح أكثر صرامة منادية على إحدانا حتى تعيد تعريف التضامن العربي، متجاهلة الصدمة النفسية التي خلفتها الحادثة وأنستنا كل المعلومات في خضم تشتت تركيزنا بين تعابير وجهها في تعاطيها مع الموقف وبين شكل ثيابها الداخلية
- وماذا حصل مع الطالبة تعيسة الحظ؟
- كررت متلعثمة وعيناها معلقتان على السقف متفادية النظر في وجوهنا: هو ضرورة للنهوض بالأمة العربية والدفاع عن مصالحها .. خاصة أنها تعيش حالة مؤسفة ومؤلمة ....... حيث أن فقدان التنورة .. عذرا آنسة (التضامن العربي) وقد احمر وجهها كالبندورة...... لصالح الانقسام والصراع والخلل المتزايد ............

حتى الآن أتذكر أن المعلمة ادعت الإنصات لأن أذن الطالبة لم تأخذ حصتها من العقوبة المعتادة أو ربما رنين الجرس للاستراحة أنقذها معلنا انتهاء التضامن العربي مع.... سقوط التنورة
وخروج (الأمة العربية) .. عذرا .. المعلمة، منتصبة بكبرياء، متجاهلة بنظراتها المتعالية تسمرنا كتماثيل في مقاعدنا
ولا أنسى أنها بالكاد تجاوزت باب الصف حتى انفجرنا ضحكا
وضحكنا كثيرا حتى بدروسها اللاحقة في تنورتها البيضاء التي استمرت بارتدائها مخفية سوادها
وإلى هذا اليوم كلما تحدثوا عن التضامن العربي أتسمر كتمثال قبل أن أدخل في نوبة ضحك هستيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية