الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها العرب ....الى اليمين در ....؟

حامد الزبيدي

2016 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ايها العرب ....الى اليمين در .....؟

هناك من يريد ان يضع شروطه قبل بدء عمليات تحرير نينوى .... وهذا البعض تقف وراءه قوى اقليمية نافذة لها وجود على ارض العراق ونفوذ بين سياسيين فاعلين لهم جماهيرهم المريدة لهم ....وبين من يسعى الى ان يكون مبضعا بيد جراح التقسيم الامريكي – الصهيوني وهو قد راهن واقتنع بشأن نظريات سادت عقول بعض الصهاينة فتحدثوا عن زوال دول بعينها من على الخارطة .... وذهبوا بعيدا لينظروا بزوال معاهدة سايكس بيكو بمجرد بلوغها المائة عام ....ولم نسمع ان المعاهدات تشيخ وتموت والا لزالت امم ودول عظمى ...وتلاعب الصغار بمصير الكبار .... فمن سنن الحياة وجود اقليات وقد تكون هذه الاقليات كبيرة وصغيرة لا تعد بالعشرات ....وكل القوانين الوضعية وشرائع السماء منحتهم الحق في العيش الكريم والتمتع بالمواطنة الكاملة ....ولم يجرؤ الا بعض القادة الحمقى على سلب ارادة الاقليات والامعان في تصفيتهم الا ونبذ وادين من كل العالم ...ونشهد للان الإدانات التي تلاحق تركيا على المذابح التي ارتكبت بحق الارمن في الحرب العالمية الاولى من قبل الانراك .....العالم يرفض اي تصرف تقوم به دولة او حزب او طائفة اوحتى افرادا ....بقصد القتل او الابادة او الانتقام ....؟ من هنا لا ينبغي تحميل العراقيين كل المأسي التي تعرض لها الكرد ....فبعض القيادات الكردية لطخت اياديها بالدم الكردي واتفقت مع السلطات البعثية لضرب الكرد وتصفيتهم ....ولم يمضي وقتا طويلا على احداث عام 1996 ...؟ولا احد ينكر ان النضال الكردي الديمقراطي كان جزءا مهما من نضال الشعب العراقي من اجل الديمقراطية والتحرر من الظلم والاستبداد ....؟
الا ان الجديد ....هو بروز طبقة سياسية كردية – سنية – شيعية ...تعمل على تقسيم العراق ....وهذه القوى لها حلفاء إقليميين وقوى تنفخ بهم وتنظف الطريق امام تحركاتها ... ومشكلة العراق الحالية هي في وجود هذه الطبقة السياسية ....فلقد مهد لها المحتلين لتتمكن من امتلاك السلطة والمال والهيمنة على القرار السياسي .... ومن هنا احيانا تجري اعمالا في العراق وسياسات لا تمت الى بناء دولة بصلة او ان تحترم راي المواطن ....فبمساومات خفية يتم اطلاق سراح عتاة الارهابيين من السجون والمعتقلات الحصينة اوان تصدر قوانين عفو عن قتلة ومجرمين عليهم اعترافات وتهم موصوفة وموثقة ضدهم ....او ان يتم العفوعن بعض المطلوبين والصادرة احكاما بحقهم .... مساومات بعيدة كل البعد عن مصلحة المواطن ...وانتهاكات قانونية وتشريعية وتنفيذية لا تمت الى اي نظام ديمقراطي او دولة محترمة ...هذه الطبقة السياسية ... هي من تشكل الخطر الاكبر على العراق والعراقيين المخدوعين بأجندات التقسيم والجنة التي تنتظرهم والتي ستفتح لهم أبوابها بمجرد التقسيم والانفصال عن العراق ....السؤال هو من يدعو العراقيين للانفصال ويشجعهم على الكراهية فيما بينهم ..و كم سيستمر القتال في عموم منطقة كردستان العراق وكردستان سوريا ليتم الاعتراف المستحيل بها من قبل ايران وتركيا والذي لا تدركه امريكا ان تركيا مستعدة لمحاربة العالم على ان تتنازل للكرد عن شبر .... فهل ستضحي امريكا بصداقتها ومصالحها في تركيا من اجل الكرد ... ثم ما هو ثمن الدعم السعودي القطري الخليجي الذي يجب ان يدفعه الكرد لهؤلاء تجار الدم ....ثم ان سقوف اللعبة اصبحت مكشوفة ومحسومة ....
....انهم هؤلاء السياسيين وتلك الدول الاقليمية التي تأمرت على العراق منذ عام 1958 والتي شاركت في التأمر مع كل الدوائر الاستعمارية لإيقاف عجلة البناء والتقدم في العراق منذ ذلك الوقت ...والتي سعت الى توريطه في حروبا عبثية ثم الاشتراك والتامر في تدميره والمساعدة على احتلاله والان تحرض طبقته السياسية على بث الحقد والطائفية بين افراده وتدعوا صراحة الى سحقه وتفسيمه هي نفسها من تامر على العراق في عام 1958وضرب اعمار العراق وبنائه في مقتل ...فكل اعترافات السياسيين الصهاينة يعترفون بان اشد اعداء اسرائيل كان الباشا نوري السعيد وانه الوحيد القادر على اذلالهم وافشال مخططاتهم .... وليفهم العراقيين ان هؤلاء.... المتامرين موصوفين في كتاب الله ...من انهم اشد البشر خسة ونفاقا ..........فلماذا نجد البعض من العراقيين يتخذهم قدوة له .....وان كان الشيعة في العراق والمسيحيين والكرد والتركمان والايزيدية والشبك والصابئة والافيلية ليسوا عربا ....فستكون الغالبية في العراق ليسوا عربا وبالتالي فالعراق ليس بلدا عربيا ....وتلك نتيجة تفرح تركيا وايران اكثر مما تفرح بقية الدول التي تدعي انها عربية وانها الوصية على العرب ....؟
ما يحدث للعراق يحدث لسوريا ....حيث ان معارضة الرياض تطالب بتقسيم سوريا ....وكأن الرياض بمجرد مجيء سلمان للحكم تحولت الى قوة عظمى ..... تشترط رحيل الاسد قبل اي مفاوضات ...وتقسيم العراق او ابادة الشيعة قبل ايقاف التفجيرات الانتحارية والحرب الطائفية في العراق ....وذوبان الحوثيين قبل ان توقف تدمير اليمن .... وما لم يتورط الامريكان في قتال الايرانيين للدفاع عن مصالحهم في الخليج ....ستضطر لظم البحرين الى المملكة ...حفاظا على عذريتها .....وهي بصدد اتخاذ الخطوة الاكبر ....وقد بدأ اردوغان بوضع بدايتها ...باعلانه عقد اتفاقية مع اسرائيل يتخلى بها ن كل اشتراطاته السابقة الخادعة لتدخل المنطقة في ارساء حلف يضم كل من تركيا واسرائيل والسعودية وقطر ....وسيكون من نتائجه ان يبدأ سيناريو تطبيع العلاقات العربية الخليجية الموجودة اصلا لكن في الخفاء لتظهر الى العلن ....وتكون سياسة معلنة ومتبعة ...لها اهدافها الواضحة المعلنة وهي اقامة حلف قد يمتد لالف عام ...يهدف الى تغير شكل الصراع ووجهته من اسرائيل الى طهران والخوف الذي يشعر به اعراب الخليج بعد ان شعروا بتدني اهتمام امريكا بهم وبالتالي فحلفهم هذا يعوضهم ويكسبهم بعضا من الطمأنينة ......وبالتالي يقتضي التضحية بسوريا والعراق كدولتين هما اصلا على لائحة المطلوبين للصهيونية العالمية وتقسيمهم الى دويلات طائفية وعرقية صغيرة تدور في فلك هذا التحالف الجديد وتشكل راس الحربة ضد ايران ...لاضعافها وتدميرها ...لان اسرائيل ادركت كما السعودية ان ايران الشيعية الناهضة القوية هي الخطر الاكبر والاعظم ....على وجودهما .
اما تركيا اردوغان وقطر ...فيمثلون سياسة الاخوان المسلمين في العالم السني برهن تبعية العالم الاسلامي السني بالصهيونية العالمية .....والدور الذي تؤديه احزاب السلطة في العراق يصب في خدمة هذا المخطط الصهيوني الاقليمي وهو نفس الدور الذي تضطلع فيه المعارضة السورية ....!
وهذا يفسر صمت امريكا عن كل السرقات التي فاقت التصور والتي تقوم بها احزاب السلطة لانها تدرك ان راس العراق غالي جدا وستبلع امريكا كل سيئاتهم في مقابل الخدمات التي يقدمونها لتمزيق بلادهم ....لذا فهي تمنحهم الجنسيات التي يرغبون بها ويستقبلونهم وكأنهم مواطنين من الدرجة الاولى ...؟
في المقابل ....تعي ايران وروسيا والصين ما يخطط له دهاقنة الصهيونية العالمية والراسمالية المتوحشة.... من هنا نشهد الحروب القذرة التي تشنها امريكا والغرب على روسيا في كافة المجالات وكذلك ضد الصين وايران ....لكن ما يشهده العالم هو تغيير في قواعد الصراع وفي قواعد الاشتباك ....فامريكا تحاول ان تورط اوربا في مواجهة قاسية مع الروس ....وقد ادرك الالمان مدى خطورة هذه المواجهة على مستقبل اوربا ...من هنا جاء خروج بريطانيا من السوق الاوربية المشتركة بمثابة طوق النجاة الاخير لاوربا التي تشعر بانها مهددة اكثر من اي وقت مضى بصعود اليمينيين في اي انتخابات قادمة ....وفي رغبة اوربية عارمة للخروج من الهيمنة الامريكية ...فأوربا ليست حزينة بخروج بريطانيا وانما ستجد نفسها مضطرة لممارسة دورها المستقل عن الاجندة الامريكية ...ولاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية ....وما يميز البريطانيين عن العالم هو وعيهم بأنهم ...يجب ان يتوقفوا عن لعب دور الوسيط المؤثر في القرار الاوربي لصالح الولايات المتحدة الامريكية ويكفي ان يكونوا ظلا للسياسة الامريكية ....وان يستقلوا في قرارهم السياسي ...لبروز قوى عالمية جديدة وتجمعات اقتصادية كبرى سيكون لها الدور الاهم في رسم السياسة والاقتصاد في العالم ....وبريطانيا لا تريد ان تتخلف من اجل عيون امريكا التي استغلتها اوربيا ابشع استغلال ....؟ ولاول مرة سيشعر العديد من الاوربيين ان روسيا جزء من اوربا الكبرى وهي الاقرب من امريكا اليهم ...وانهم بحاجة الى الغاز الروسي اكثر من اي وقت مضى ...؟
وقريبا جدا ستصحو اوربا لتجد ان داعش على حدودها الشرقية وانهم لم يسمعوا لتحذيرات بوتين ....وان اردوغان نزع جلد الحمل عنه ليرسل لهم من يفجر نفسه في محطات المترو والمطارات والأسواق مالم يدفعون له الاتاوه ....!
عودة الى الشأن العراقي ...لا بد من النضال المستميت لخلق احزاب ذات طابعا علمانيا تدعو لبعث روح المواطنة ومنظمات مجتمع مدني لا ترتبط بالحكومة .......والنضال ضد هيمنه احزاب السلطة جميعا دون استثناءات قومية او طائفية او عشائرية ومن هنا فلا تستغربوا زيارة عمار الى قطر او الصمت الحكومي العراقي على تصرفات السفير السعودي السبهان وتدخلاته او القروض التي تقدمها الكويت او العلاقات المتميزة لرئيس البرلمان العراقي بالقادة الايرانيين والعلاقات الحميمة بين غالبية القيادات السنية بتركيا ...حتى بتنا لا نستغرب ان يتحدث الكثير حول احقية تركيا في الموصل ويشرفهم كثيرا الانتماء لتركيا ....وان كان هذا الامر ادعاءات للابتعاد عن ايران والتعبير عن كراهيتها ...نجد بالمقابل من يرتمي اكثر واكثر باحضان ايران ...لانه يشعر ان ابواب انتمائه لايران تحصنه اكثر من عداوة يراد لها ان تحرق ارض الرافدين .... .... فالكل يؤدي الدور المرسوم له في طريق الخيانة للاوطان ....لكن ما نعول عليه هو دور الجماهير صاحبة المصلحة العليا في اي تغيير قادم ....؟

الإعلامي
حامد الزبيدي
28/6/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟