الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإتحاد الأوربى والمشروع الإسلامى

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الإتحاد الأوربى ، والمشروع الإسلامى
تعود فكرة تأسيس الإتحاد الأوربى إلى بدايات القرن التاسع عشر، بعد إنتهاء الحروب النابولونية ، ومانتج عنها من صراع دامى بين الدول الأوربية ، حيث دعا بعض مثقفى أوربا ، مثل ، كارل كراوس ، وسان سيمون ، إلى إنشاء منظمة أوربية فيدرالية تعمل على حفظ السلام وتعميق التعاون بين الدول الأوربية ، لكن هذه الفكرة لم يقدر لها أن ترى النور عملياً إلا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بسبب ماجلبته على أوربا والعالم من كوارث وويلات ، بمعنى أن الإنسان الأوربى ظل يقتل بعضه البعض فى حروب عبثية ، إلى أن إهتدى فى النهاية إلى الفكرة التى طرحها أسلافه قبل نحو قرن ونصف من الزمان، وهكذا شرع فى تنفيذ قصة الإتحاد الأوربى المعاصر.
وفى سنة 1949م تكون المجلس الأوربى بهدف تحقيق ترابط الدول الأعضاء ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وفى سنة 1951م إنشئت المجموعة الأوربية للفحم الحجرى والفولاذ ، بهدف تطوير صناعة الفحم الحجرى والحديد والفولاذ فى بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبرج وهولندا وألمانيا الغربية، وفى معاهدة روما سنة 1957 كون الأعضاء الستة لهذه المجموعة الجماعة الاقتصادية الأوربية ، بهدف إزالة الحواجز والقيود التى كانت تعوق حرية حركة السلع والعمالة ورأس المال والخدمات بين الدول الأعضاء ، وهى الجماعة التى عُرفت بالسوق الأوربية المشتركة . وفى عام 1973م إنضمت إلى السوق كل من بريطانيا والدنمارك وإيرلندا ، وفى عام 1981م إنضمت اليونان ، وفى عام 1986م إنضمت البرتغال وأسبانيا ، وفى سنة 1990م إنضمت ألمانيا بعد توحيد شطريها، وفى معاهدة ماسترخت سنة 1991م تم إعلان تسمية الإتحاد الأوربى بدلاً من السوق الأوربية المشتركة ، وفى عام 1999م إتخذ الإتحاد من اليورو عملة مشتركة للدول الأعضاء، وتم تداوله رسميا بدءً من عام 2002م، وفى عام 2004م إنضمت عشر دول أخرى للإتحاد الأوربى.

وهكذا خلق أكبر تجمع للسلام والتعايش فى العالم، والذى مثل أيضاً أكبر منطقة تنمية إقتصادية فى العالم ، وأكبر كتلة توازن فى صراع الشرق والغرب الدائم ، وأهم نموذج يحتذى لكل أقاليم العالم ، فعلى خطوه إهتدت معظم التجمعات الإقليمية الكبرى فى العالم ، كمجموعة دول آسيان، ومنظمة شنغهاى للتعاون ، والإتحاد الإفريقى ، وإتحاد دول أمريكا الجنوبية ، والتى أصبحت بدورها ، دعامات النظام العالمى الجديد ، الذى تجاوز فكرة الدولة الوطنية الى فكرة التجمعات الإقليمية الأكثر عمقاً، والتى يمكن، إذا تغلب المنطق وحسنت النية ، أن تدفع مستقبلاً بمشروع وحدة العالم . ومن هنا بالتحديد، تأتى حتمية صراع مشروع الإتحاد الأوربى مع المشروع الإسلامى البربرى المتصارع ، ومن هنا يمكن أن نفهم تصريح ديفيد كاميرون ، رئيس الوزراء البريطانى ، بأن داعش ، هو المستفيد الأعظم من إنهيار الإتحاد الأوربى ، فرغم أن داعش وأخواتها ، لم تجد أمامها نموذج محلى يتحداها ، ويقدم البديل الحضارى ، عن حالة الصراع الدينى والبربرية التى تمثلها ، فعلى بعد كيلومترات قليلة منها فقط ، وقف الإتحاد الأوربى ، كبديل حضارى شامخ ، يهدد نموذجها الحضارى الساقط ، ورغبتها البربرية فى الصراع الدائم ، بما يمثله من قيم سلام وتعايش ، وتجاوز لغرائز الصراع والعنصرية بين البشر ، ولذا كان لابد من تفجيره من الداخل ، بعمليات قتل وترويع عشوائية ، لايبدو لها هدف ولامنطق ، من أجل تقوية نزعات اليمين الإنفصالى الكامن ، سواء فى بريطانيا ، أو فى أماكن أخرى من أوربا ، وهو مانجحت فيه مؤقتاً ، ولكن هل سنتركها تنجح دائماً ، أم أن الخير لابد أن ينهض، وينتصر على الشر فى النهاية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات