الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخر الرجال الشيوعيين

أحمد فؤاد أبوريه

2016 / 6 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عطيه على عبد الواحد الصيرفى او عطيه الصيرفى ، اسم قد تكون تسمع عنه لاول مره وهذا احد اسباب الكتابه عنه ، فهو شخصيه فريده من نوعها نادرا ما تتكرر فى يومنا هذا ، فهو الانسان الريفى البسيط والفقير ابن الطبقه العامله والرجل ذو النشأه الازهريه والمثقف ابن المدينه ، كل هذا افرز تركيبه شخصيه وانسانيه منحته القدره على الالتحام بنسيج الشارع المصرى والتقرب من الجماهير ومعايشه قضاياهم ومشاكلهم وهمومهم والتى تعتبر بالاساس جزء من مشاكله ومن شده ارتباط عطيه الصيرفى بالناس كان يسمى عرضحلجى الشعب او كاتب القريه فتحول الى بؤره لتجميع اصحاب المظالم فى ميت غمر والقرى التى حولها ،فكان يكتب الشكاوى للناس ويرسلها بالنيابه عنهم ويتابع رد فعلها .

عطيه الصيرفى من مواليد 1926 فى قريه كفر البرابره مركز ميت غمر بمحافظه الدقهليه ، الاب كان طباخ لاثرياء ميت غمر والام خياطه ، اشتبك عطيه الصيرفى منذ نعومه اظافره مع الحياه والشارع المصرى وذلك بعد وفاه ابيه لينفق على امه وعلى نفسه فعمل صبى نجار وصبى حداد وفقى فى المقابر وعامل رش مبيدات الى ان التحق بوظيفه كمسارى فى شركه شرق الدلتا للنقل ، كان يصر دائما على ان يناديه الجميع بالعامل عطيه الصيرفى وليس هناك ما يدعو للدهشه اذا وجدنا لافته على قبره بميت غمر مدون عليها العامل عطيه الصيرفى وايضا كارت الدعوه الخاص بفرح ابنته ، وكان يعتز دائما ببدله الكمسارى التى كان يرتديها اثناء العمل للدرجه التى جعلته يذهب للقاء تليفزيونى مع المذيعه سلوى حجازى مرتدى بدله الكمسارى .

دخل عطيه الصيرفى فى مواجهه مع انظمه الحكم المختلفه منذ عهد الملك فاروق الى عهد مبارك بسبب دفاعه عن قضايا الطبقه العامله فكان نزيل على معظم السجون والمعتقلات المصريه ، البدايه كانت فى سن الثامنه عشر حيث قبض عليه فى قضيه الشيوعيه الكبرى فى اواخر الاربعينيات فى القرن الماضى و فى عام 1954 قبض عليه اثر الصادم بين عبد الناصر والشيوعيين وقضى خمس سنوات متنقل من معتقل لاخر و فى 1959 قبض عليه وقضى خمس سنوات اخرى الى عام 1964 وايضا فى اواخر عهد السادات قضى ما يقرب من عامين بعد انتافضه الخبر التى سماها الرئيس السادات انتفاضه الحراميه ، و اخيرا عهد مبارك قبض عليه اكثر من مره ،فى عام 1990 قبض عليه بتهمه اثاره الاهالى فى ميت غمر ضد نتيجه انتخابات مجلس الشعب واخرى فى عام 2001 بتهمه جمع تبرعات للانتفاضه الفلسطينيه ومن الطرائف اثناء التحقيق معه كان يصر على انه بالفعل يجمع تبرعات للانتفاضه وانه فخور بهذا الاتهام وبعد ذلك كان تقدير اللجنه الشعبيه المصريه لدعم الانتفاضه الفلسطينيه ان نصف ما ارسل الى فلسطين قد جمع من ميت غمر بفضل مجهودات عطيه الصيرفى و هناك لافته تذكاريه بجوار قصر الرئاسه فى رام الله مدون عليها ميت غمر عاصمه الانتفاضه الفلسطينيه .

فى انتخابات مجلس الشعب عام 1990 دخل عطيه الصيرفى انتخابات مجلس الشعب تحت ضغط الاهالى واعطى نموذج لكيفيه التنظيم والحشد واقامه المؤتمرات وعرض البرنامج الانتخابى ، ولكن السلطه كانت تعرف جيدآ من هو عطيه الصيرفى العامل البسيط المثقف الذى لايرضى بنصف حل فكان لابد من اسقاطه ولكن المشكله كانت اصعب بسبب شعبيته ، بعد اعلان النتيجه بفوز عطيه الصيرفى تم تغيرها بعد ساعات معدوده وكانت تلك اللحظه بدايه ثوره ميت غمر او كما تسمى ثوره عم عطيه ، حيث خرج الألاف من اهالى ميت غمر رافضين نتيجه الانتخابات المزوره وتدخلت قوات الامن المركزى وحاصرت ميت غمر حتى استطاعت اخماد ثوره الاهالى والقبض على ما يقرب من ستمائه شخص من بينهم عطيه الصيرفى .

لم تكن حياه عطيه الصيرفى قاصره على العمل السياسى والحزبى فقط بل توج تلك التجربه بعدد من المؤلفات عن تاريخ الطبقه العامله والحركه الوطنيه المصريه وكانت تلك المؤلفات تدور حول فكره قهر السلطه للفقراء على مر العصور ومن تلك المؤلفات 1- دور العمال فى المجتمع الاشتراكى 2- تاريخ عمال التراحيل 3- عسكره الحياه النقابيه والعماليه 4 - اشتراكيه افندينا 5 - حكم العسكر فى مصر المحروسه 6 - سيره عامل مشاغب والذى تناول فيها سيرته الذاتيه والتى تميزت بالصراحه الشديد وهو يتناول وقائع تاريخيه ويوميه له معترف رغم ثراء سيرته بفقره الثقافى والعلمى فى بساطه نادره يحسده عليها الكثيرين ، واشترك عطيه الصيرفى فى اصدار مجله صوت العامل فى فبراير 1985 وكان ضمن هيئه التحرير و كانت مجله عماليه غير دوريه صدر منها تسعه اعداد ، كان عطيه الصيرفى يسجل تجاربه وخبراته اليوميه فى ما سماه مقامات الصيرفى وفى معتقل القلعه كان له صخره تسمى صخره عطيه الصيرفى كان يجلس عليها فى شمس الشتاء يقرأ الكتب و بعد خروجه من المعتقل الف كتاب نقابتنا فى خدمه السلطان ، كانت كتابات عطيه الصيرفى تتميز بطابع نضالى بالاضافه الى اسلوبها البسيط الموجهه لكافه انواع القراء برغم عمق مواضيعها واهميه القضايا السياسيه التى تتناولها .

وكان عطيه الصيرفى من اوائل المطالبين باءنشاء النقابات المستقله برغم معارضه الكثيرين لفكره التعدديه النقابيه لانها تعتبر تفتيت لوحده العمل النقابى الذى كان يتمثل فى نقابه واحده لكل مهنه وحرفه ، ولكن كانت وجهه نظر عطيه الصيرفى ان النقابات المستقله للحرفه الواحده سوف تطور من نفسها فى انشاء اتحاد يضم اصحاب الحرفه الواحده ويشمل النقابات المستقله فى تلك الحرفه وكل نقابه تمثل فى مجلس اداره هذا الاتحاد مما يسمح بمساحه اكبر من الشفافيه والنزاهه وحريه التعبير عن الرأى وكان له مقوله شهيره ان النقابات المستقله هى التى تقود الحراك نحو التغير الحقيقى والثورى .

ملخص ماسبق ان عطيه الصيرفى استطاع كسر الحاجز التاريخى بين المثقفين اليساريين والجماهير حيث تحول من عامل لمثقف سياسى ثم قائد نقابى وعمالى متعصب للفقراء والطبقه العامله ، عطيه الصيرفى رحل بجسده ولكن كتبه ومقالاته ومواقفه ستظل تراث تتناقله الاجيال فى الحركه الوطنيه والعماليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج