الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريطانيا الى أين ؟؟

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2016 / 6 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


بريطانيا تغرد خارج سرب دول اليورو ,عنوان تصدر اغلب الصحف ووكالات الانباء العالمية أثر التصويت على انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوربي ,حيث انتهى التصويت ـ الذي جرى يوم الخميس 23/6/2016 ـــ لصالح اليمين المتشدد لقرار مغادرة الاتحاد الاوربي بنسبة اصوات وصلت الى 52 % مقابل 48% ممن صوتوا على البقاء ضمن الاتحاد ,بعد عضوية استمرت (43) عاماً ,كردة فعل سياسية أولى عن هذا الحدث اعلن رئيس الوزراء البريطاني (ديفد كامرون )عن تقديم استقالته فاسحاً المجال لقيادة البلد من قبل شخصية جديدة ,حسب ما تقتضيه المرحلة ومصلحة البلاد حسب وصفه , وفي حقيقة الامر كما يبدو أن السبب الرئيسي لاعلان استقالته هو ميله لبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الاوربي, حيث حذر من العواقب الاقتصادية الوخيمة التي ستعصف بالبلاد بعد الانفصال ,وكردة فعل اقتصادية أولى هبوط الجنيه الاسترليني لادنى مستوياته منذ عام 1985مقابل الدولار الاميركي حيث امتد تاثير الهبوط الحاد بقيمة الجنيه الاسترليني ليطال اغلب اسواق المال العالمية والاوربية على حد سواء ,وبلمحة تأريخية سريعة نجد أن بريطانيا كانت دائماً بعيدة بمسافة عن منطقة اليويو وكانت رافضة لسياسة العمل بالعملة الاوربية (اليورور) وجرى استفتاء في بريطانيا خلال عام 1999م كان لصالح رفض التعامل باليورو كبديل للعملة المحلية الجنيه الاسترليني , كما ان بريطانيا لم تعمل ــ منذ انضمامها لغاية اعلان انفصالها ــ رسمياً بأتفاقية الشنغن ,أذن هي تغرد خارج سرب الاتحاد منذ زمن بعيد ونهت اليوم هذا التغريد بالانفصال النهائي .
زعيم حزب الاستقلال البريطاني ( نايجل فاراج)من الداعمين و المتحمسين لهذا الانفصال يقول أن بريطانيا هي من حرك الحجر الاول في جدار الاتحاد الاوربي بأعلانها الانفصال في أشارة الى أنها لن تكون الوحيدة وأنما هي أول من بدأ به ,وفي هذا أستقراء لأمكانية ان تكون هناك دول أخرى تسلك نهج بريطانيا للخروج من تحت عباءة الاتحاد الاوربي ,السبب الاهم لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي كما هو معلن مشكلة اللاجئين العرب من المسلمين من سوريا والعراق وليبيبا وغيرها من الدول الاخرى حيث يجد البعض من اليمين المتشدد خطرا داهما على الخارطة الديموغرافية, العرقية الدينية والقومية على حد سواء .
تداعيات هذا الانفصال امتدت اثاره حسب المراقبون لخطورة تفكك بريطانيا, فها هي رئيسة وزراء اسكتلندا (نيكولا سترغون )تلوح بخيار التصويت على الانفصال عن بريطانيا في حالة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوربي كونها تجد مستقبلها مع الاتحاد الاوربي وذلك حسب رغبة مواطنيها حيث سجلت نتائج الاستفتاء في اسكتلندا 70 % من المؤيدين للبقاء ضمن الاتحاد الاوربي ,وكذلك ايرلندا ايضاً من الممكن أن تسير على خطى اسكتلندا .
الان لاتزال الصورة ضبابية وغير واضحة وهناك كثير من التساؤلات حول مستقبل بريطانيا السياسي والاقتصادي , وهذا ما سيتضح أجلاً أم عاجلاً ,فالاحداث ربما تتسارع خصوصاً بعد أن طالب رئيس برلمان الاتحاد الاوربي (مارتن شولتز) من بريطانيا الاسراع لتقديم طلب الانفصال والبدأ بالاجراءات المترتيبة عن ذلك ,حيث وضح ان التأخير ليس من صالح الطرفين كونه يؤثر سلباً على اسواق المال ويخلق اجواء من عدم الثقة فيها,وكما يبدو أن الامر ليس بتلك السهولة لكثرة الملفات والاتفاقيات التي كانت بريطانيا توافق على 90% منها اثناءوجودها ضمن الاتحاد الاوربي .
السؤال الاهم الأن هو هل قابل الايام سيوضح بريطانيا الى اين ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها