الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارضو الاصلاح الديني في المغرب رجعيون

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الحكمة أن دوام الحال من المحال .
و تقول البيولوجيا الحديثة أن عدم القدرة على التأقلم والتغير مع متغيرات الوسط يؤدي لإنقراض الأنواع الحيوانية والنباتية.
على إثر نشرمراسلة مديرية قسم البرامج بوزارة التربية الوطنية المغربية لبعض دور النشر لإطلاعهم على مضمون المراجعة المرتقبة لمناهج التربية الدينية بالمغرب من طرف موقع تربية بريس الالكتروني المغربي إطلعت يوم 12/06/2016 على مقال لكاتبه محمد أدوحموش نشر في نفس الموقع ، نقل فيه عن رئيس ما يسمى جمعية مغربية لبعض أساتذة مادة "تربية إسلامية" ، إستغرابه ورود مصطلح التربية الدينية في المراسلة عوض "تربية إسلامية" و تخوفه مما وصفه ب "ما يُعد في الخفاء" و الذي قد يمس مكتسبات المادة و كذلك تحذيره من التعديلات المتسرعة التي قد لا تخدم المراجعة الشمولية لمضامين ما أسماه "تربية إسلامية" ..
بينما نقل عن أستاذ آخر قال أنه فاعل مدني ما وصفه ب"التعتيم والإقصاء" للاساتذة من مراجعة المناهج الدينية وكذلك قوله ما معناه "أن مراسلة مديرية المناهج بخصوص التربية الدينية يستعمل نفس "المصطلحات السياسية" عوض الحديث بمرجعية تربوية و إسلامية " مناشدا بإبعاد تقلبات السياسة عن المدرسة المغربية .
تقول المراسلة (ما بين قوسين هو للتوضيح فقط) :
(مِن)
مدير المناهج
إلى السيدين مديري الدار العالمية للكتاب و مكتبة السلام الجديدة
الموضوع : مراجعة الكتب المدرسية للتربية الدينية
سلام تام بوجود مولانا الإمام المؤيد بالله
و بعد ، فتبعا للتوجيهات الملكية السامية للسيدين وزير التربية الوطنية و التكوين المهني ، ووزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية خلال مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 6 فبراير 2016 بمدينة العيون ، قصد القيام بمراجعة مناهج و برامج مقررات التربية الدينية في إتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة و في صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والإعتدال و إلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات و الحضارات الإنسانية.
و على إثر إنتهاء اللجنة العلمية البيداغوجية المكلفة بهذه المراجعة من أعمالها ، يشرفني دعوتكم لجلسة عمل يوم الأربعاء 8 يونيو 2016 على الساعة الثانية بعد الزوال بمقر مديرية المناهج بالرباط و ذلك قصد الإطلاع على الإجراءات المواكبة المتعلقة بمراجعة الكتب المدرسية الخاصة بالتربية الدينية إستعدادا للدخول المدرسي 2016/2017
و تفضلوا بقبول أزكى التحيات و السلام.
انتهت مراسلة مدير المناهج .
يوم 26 يونيو 2016 ورد خبر يقول أن أساتذة التربية الاسلامية يطالبون وزير التربية والتكوين المهني بتوضيحات حول تغيير اسم المادة .( الرابط اسفل المقال)..و المقصود هو ورود عبارة "تربية دينية" بدل اسم "تربية إسلامية" في المراسلة السابقة .
ومن المعلوم أن منصب أي وزير في أي حكومة في العالم هو منصب سياسي و له سلطة تقديرية وسلطة تنفيذية ينفذ بها سياسة الحكومة.وبالتالي فهذه الاخيرة هي التي تتحمل المسؤولية فيما تسن من سياسات .و مراسلات أي وزير لمن يعنيهم الأمر لا تكون موضوع جدال إلا قبل إرسالها و اتخاذ القرار فيها و ليس بعد ذلك .
و نحن حين نكتب حول التعليم كأساتذة نشطين نشارك بما نستطيع في النقاش ، فكل ما نكتب هي آراء أو إقتراحات أو تأملات أو تنويه بشئ ما أثار إنتباهنا ، وليست لنا أي سلطة أو صفة سياسية حتى لو كانت مثلا جمعية أساتذة كذا او كذا تمكننا من رفض مذكرات أو مراسلات الوزير المعني بالتربية والتعليم في المغرب .فكموظفين يلزمنا القانون بتنفيذ أوامر رؤسائنا المباشرين و رؤسائنا البعيدين .
نفس الشيء ينطبق على أعضاء جمعية أساتذة كذا و كذا ....لأنها ليست حزبا سياسيا أو جهة تمثيلية سياسية ونافذة يمكنها ان ترفض سياسة الحكومة و بالتالي فالمذكرات الصادرة من الوزارة حسب القانون الجاري به العمل هي للتنفيذ حتى لو تعارضت سياسة الحكومة و ما تحتوي عليه من تعليمات مع افكارنا. و الا فاي تقاعس في تنفيذها يعرض اصحابه للمساءلة القانونية .لان الوزير نفسه يتحمل المسؤولية فيما أوكل اليه من مهام من طرف من هم أكبر منه في الترتيب الإداري.
اذن كل ما نستطيع فعله اذا تعارضت المذكرات مع افكارنا كأساتذة و موظفين هو كتابة ملاحظاتنا و تساؤلاتنا حول موضوع معين من اجل فهمه اذا كنا فعلا لم نفهم المقصود و ليس اننا نمثل مسرحية عدم الفهم أو سلك القنوات القانونية لذلك.
و لهذا فقرارات الوزارة مثلا بتغيير مصطلحات معينة في موضوع معين تتحمل مسؤوليته الوزارة بداهة .وإذا لم تعجب البعض من الموظفين مثل رئيس جمعية أساتذة كذا و كذا فلا يمكنه قانونا ان يعترض عليها أويقف في وجهها في الحين واللحظة إذا لم تمس حقوقه المباشرة .لأن الوزارة كما سبق ان قلنا جهة سياسية تنفيذية .ما يمكن فعله هو سلوك قنوات سياسية مثل مجلس المستشارين و البرلمان عبر الاتصال بالبرلمانيين من اجل تقديم اسئلة في الموضوع بكل ادب واحترام للوزير المعني.
قرار الوزير بتغيير مناهج التربية الدينية لم يعرفه المغرب وحده و انما كل العالم الاسلامي و سبقه كثيرون في هذا المجال في السنة الماضية كمصر و تونس مثلا ولم يمس الوضعية المادية لاعضاء الجمعية ولا مس قيامهم بمهامهم و لا وضعيتهم الادارية .هذا هو الحق .
علينا ان نواجه بعقل وشجاعة هذه المصيدة التي إسمها الدين الصحيح و هي ليست لا دين ولا صحيحة وانطلت علينا جميعا و كبلت محتمعاتنا و فرملت تقدمها و نهضتها دون ان نكون مشاركين في كتابة فصولها أو كنا حاضرين في بنائها .و ذلك برفض كل ما يتعارض مع العقل و مع معلومات العلم الحديث و مع المنطق في الثراث الديني و القيام بنسخه مثلما يقول النص التالي الذي تعرفون"أنتم أدرى بشؤون دنياكم" .
لقد لاحظنا في تونس مثلا و قبيل رمضان بقليل هذا العام 2016 حركة النهضة التونسية وما أدراك ما حركة النهضة التي كانت هيئة سياسية ذات مرجعية دينية معارضة لنظام الديكتاتور زين العابدين بنعلي وشاركت في ثورة الاطاحة به و شاركت في الحكومة بعد ذلك و التي هي حزب سياسي لا حظنا قرارها التاريخي بتخليها عن الدين مقابل ممارسة السياسة. و هو التخلي الذي كان إستجابة لمتطلبات المرحلة التي تقتضي ذلك تاريخيا .
و لاحظنا ان الاصلاح الديني الذي عرفته اروبا كان رجال الدين انفسهم في قلب الاصلاح و هم من قاموا بذلك و نأوا بأنفسهم عن السياسة.
للأسف في المغرب تنتفض جمعية اساتذة من الموظفين ليست لها اي صبغة سياسية و لا نقابية ثم تقوم برفض قرار للوزير بالاصلاح الديني الذي لم يخرج لحيز الوجود بعد و ليست هناك أي ملامح و لا مضامين لما تم الحديث عنه يمكن الاعتماد عليها للاستدلال على اي شيء و بهذه السرعة و كأنها حزب سياسي تجعل من نفسها مفوضة للكلام بإسم الاسلام لمعارضة وزارة التعليم التي هي جزء من حكومة سياسية .
إذن من فوض لها ذلك ؟
هذا غير معقول .
هل يعقل أن يُدرس لابناء المغاربة و ابناء كل شمال افريقيا و الشرق الاوسط بل كل العالم الاسلامي نصوص تحض على العنف و الكراهية و العنصرية والحرب وتفرمل استعمال العقل و توقف النهضة و تمنع السؤال و تعطي صورة سيئة عن الاسلام و عن رسول الاسلام و عن العرب و غيرهم و تؤجرم المجتمع كتبها أعداء العرب و الاسلام القدامى و دسوها في مصادر الاسلام كلها تناقضات وتفاصيل مخجلة حتى صار كل مسلم مثار للسخرية و الاتهام بالارهاب؟
إن الذين يتكلمون بإسم الجمعية و ربما في غيبة من أعضائها المفترضين يدفعون دفعا لاعتبار الجمعية متجاوزة لاختصاصاتها و المفروض فيها الامثتال لقرارات الوزير المفوض الذي هي تحت امرته قد جعلوا من أنفسهم دون وعي كأنهم هيئة سياسية معارضة للوزير الذي هو جزء من حكومة سياسية لدولة ذات سيادة بل جعلوا أنفسهم ناطقين باسم نصوص الاسلام كما تم تقديمه للجميع في المغرب و غيره وكأنهم مؤلفي هذه النصوص الدينية و يقومون الان بمحاولة عرقلة جهود الاصلاح الديني و التشكيك في نوايا الاصلاح الواضحة و المعلنة ويسعون سعيا رجعيا مضادا للعقل و للتطور والتكيف مع متغيرات العالم .
لذلك يجب حَلُّ هذه الجمعية .
كما يجب حل كل جمعية مماثلة او جماعة أو حزب سياسي يجعل من المرجعية الدينية منطلقا لممارسة السياسة خصوصا بعد الهجمات و التهديدات الارهابية التي تنهل من هذا الثراث الذي تم تقديمه لنا على انه هو الاسلام الصحيح و الاسلام بالمنطق و كما بيننا في مقالات سابقة و كذلك رسول العرب منه براء . .
إن معارضة الحكومة و سياستها مباحة في المغرب بقانون الحريات العامة المغربي الذي يخول له ذلك بتأسيس حزب سياسي و كذلك قانون تكوين الهيئات السياسية لكن المادة 4 منه تمنع عن حق تكوين هذه الهيئات على اساس ديني أو عرقي الخ....

رابط المراسلة :
http://www.tarbiapress.net/2016/06/blog-post_29.html
رابط المقال موضوع الخبر:
http://www.tarbiapress.net/2016/06/blog-post_25.html

رابط تغيير اسم مادة "تربية إسلامية" في موقع لكم :
http://www.lakome2.com/societe/15796.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة