الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة فعل قوة(2) نحو بناء فكرة مشروع ثقافي

منال فاروق

2016 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة
يحيا الإنسان محكوما بمجموعة من النظم الأجتماعية، تمارس هذه النظم ضبطها، فى محاولة منها لجعل الحياة البشرية أكثر رقيا، خاصة بعد أن بداء ظهور المجتمعات، واستقرارها، وكان أكبر هذه النظم ما عرف بنظام/ نسق العادات، أو ما عرف بالأستعدادات الدائمة، والقابلة للتحويل، أو لنقل أنه بُنى مستعدة للعمل بصفتها، كمبادئ مولدة ومنظمة للممارسات والتمثيلات التي يعيش فيها المجتمع، أو لنقل أن نظام / نسق العادات: هي المجتمع وقد حل واستقر الإنسان فية عن طريق التربية والتنشئة الأجتماعية، والتعليم والأمتثال للقيم التي يفرضها هذا المجتمع، ذلك أن المجتمع هنا بكل قيمة وأخلاقيته بكل محددات السلوك والتفكير والأختيار، يعيش فية الأشخاص فى صورة نظام ما، يحكم المواقف وكل ما يصدر منهم، هذا العادات تبداء من الفرد، وتتغلغل عبر محيطه إلى المجتمع لتتحول العادة إلى قوة من خلال الضغط المجتمعي، ليعود الأفراد إلى كسر هذه العادات، وخلق عادات أخرى..إلخ
عبر هذه العادات تطرح الثقافة كفعل إنساني واليد العادات، أسئلة متنوعة بتنوع منظور الرؤية التى يتبنها من يعمل فى الحقل الثقافي، لكن تبقى هناك مجموعة أسئلة هي الأساس فى العمل.. هذه الأسئلة نتحرك عبرها نحو مشروع ثقافي قائم بذاته وهي:
ماهي المؤثرات فى تشكيل الثقافة؟
ماذا نريد من الثقافة؟ وما هي الثقافة التي نريدها؟
هذه الأسئلة الأساس (فى ظنى) يحركها مجموعة أسئلة أخرى، إجابتنا عليها (فى الوارق القادمة) سيقوم عليها بناء فكرة مشروع ثقافي يحاول وضع مرتكازات للعمل الجماعي، لنهوض.
الـبـدايـة
كانت ثابت القيم والعادات المجتمعية للأنسان المصري، هذه العادات قائمة على كونه مجتمع زراعي، يقوم بالتصنيع الزراعي وما يتعلق بزراعة، ومع عبو مصر مجموعة من النظم الاجتماعية مرت عليها من خلال تاريخها الطويل، كل هذا جعلها كدولة تقع فى مصافى الدول العجوز صاحبت الخبرة، ليكن العصر الحديث وعبور مصر، والعالم مجموعة من المنحنيات الخطرة نتج عنها خلخلة فى البناء المجتمعي لدولة المصرية، من ريف/ مدينة، إلى مدينة/ عشوائيات/ شبه ريف، عبر:
* رحيل العمالة الزراعية، وقبلها تقسيم الحيازات الكبيرة إلى حيزات صغيرة، هذه المساحات الضغيرة قسمت إلى حيزات أصغر، أو تم تجريفها للبناء عليها لأسباب لا بد من دراستها، والوقوف على أبعادها حتى لا تكرر. ومع التفتيت لم يعد هناك قدرة على الزراعة فى حيزه صغيرة، وأيضا، تغير البناء الفكري لأبناء الفلاحين لأسباب ربما تتضح فى مقال آخر.
*هجرات العماله الصناعية، عبر فتح باب السفر غير المنتظم، إلى بلاد الخليج، وبعض الدول كالعراق وليبيا، ومع خرج الكثير من المصريين إلى العمل، بعضهم كان عمالة مدرب، وبعضهم كان عماله زراعية وحرفية غير مدربة، استقرات هناك فى دول الغربة، وبعضهم حصل على جنسية الدول التي عمل بها(قلة)، ومن عاد، عاد بقيم مختلفة، مع رأس مال كبير، هذه القيم فى الغالب تحتقر الزراعة،والصناعة، وتعلى من شئن التجارة(ثالث أرباع الرزق فى التجارة).
*خلخلة الطبقة الوسطى، وظهور طابقة جديدة، عرفة فى منتصف السبعينيات القرن المنصرم بـ (القطط السمان)،
هذه الخلخه مع ما سبق، ولدت مجموعة من الأفرزات المجتمعية، وكبها إنفتاح اقتصادي غير منظم، عبره صعدت طبقات تحمل قيم مجتمعية ريفية، وقيم عشوائية، تعلى من لعبة الأقوى، وترفض الاحتكام لقانون لدولة، بل وصنعت قانونها الخاص جدا، والذي ترك بصمته على المدن، ويتحول الريف إلى مدن مع عودت المغتربين بما يحملون من قيم، أو ربما لا تحمل أكثر من قيمة ما تملكه من مال، خصة مع صعود نغمة احتقار المهن اليدوية، والحرفية، والزراعية، وبداء صعود نجم التجارة الريعيه، وأكب هذا وكان بتوازي معه عجز الدولة المصرية عن توفير إحتياجات المجتمع، مع ارتفاع نسب الموليد، وأيضا إرتفاع نسبة المتعلمين (ضعاف التعليم إلا قلة)، وضعف القطاع العام، وإنهيار البنية التحتيه بكافة أشكالها، إنهيارات منتظمه سبقها تجريف الرقعه الزرعية، والاعتماد على اقتصاد ريعى بلا تركم انتاجي من أي نوع.

سنوات فارقه 1980- 1995
كان عقد الثمنينات هو البداية الواضحه لإنهيار الكثير من القيم والاخلاقيات، فى المجتمع المصري، كما كان الا حراك الذي بداء بعد نصر 1973م، أثره، ووصول الدولة لمرحلة الركود الاقتصادي، فمن اقتصاد حرب، لسنوات، إلى دولة غير واضحة المعالم السياسية والاقتصادية، والثقافية، وكان عام 1980م ذروة الاحداث مع:
* تغلغل المد الاسلامي فى الجامعات المصرية، وأحداث الزاوية الحمراء وبدء موجة من العنف بين الدولة / الجهادين، وبدء موجات من التدين الظاهري، ومحاربة القيم والثقافة المصرية، رصدتها هذه المرحلة عدسات السينما والدراما المصرية، ومع هذا الصراع كانت الدولة تقف موقفا سلبيا على كل الأصعده بسثتناء التحرك الأمنى.
* تغلغل رأس المال الريعى، فى مقابل رفع الدولة يدها عن كل المقدرات (صحة، تعليم.. إلى آخره)، هذا الاقتصاد نتج عن أسباب كثيرة ليس هنا وقتها.
*هجرات غير منظمة من مناطق الريف بعد تفتيت ما فتت من رقعة زراعية، هذه الهجره، استقرت على حدود العاصمتين الرئيسية غالبا"القاهرة"، والعاصمة لثانية "الإسكندرية"، وتغلغل فى باقى المدن الرئيسة، هذا التكدس جعل المصريين، يعشون على من 10%إلى20% من مساحة الأرض الصالحة للعيش، مما نتج عنه خلخله وتوزيع غير عادل.
ومع حرب الخليج الأولى والثانية، عنى المصرييون الكثير، خاصة فى دول الخليج، فمن عاد مقتولا، في نعوش، بعد حرب الخليج الأولى، ومن عاد وقد خسر كل شيء، كل هذا واكب زواج السلطه برأس المال وبداء حركات توريث للمهن ولكل شيء، حتى غدت هناك تحركات لتوريث مصر، مع تفشيء الأمراض المستعصية كمرض فيرس سيء، والسرطان.
كل هذا وأكثر أحدث فعل عكسي، فلا دولة قادرة على أخذ موقف، ولا الناس قادرين على التحرك لعدم وجود قيادات، فنحن أمام دولة رغم أنتصارها على العدو الرئيسي واسترجعها لأرضها، إلا أنها هزمة فى حربها الداخلية، نتيجة لتغيب المصلحه العامة وفرض المصالح الشخصية، وترهل الدولة بفعل عوامل كثيره منها ما سبق، وهناك ما هو بحاجه إلى دراسة مجتمعية ترصد وتحلل وضع المجتمع المصري، ووضع كافة اطيافة المتشابكه.
واضحت مصر مع صبيحة القرن الواحد والعشرين دولة أقليمة منزوعة القوة، يتصارع بداخلها، دويلات صغيرة، ما بين دويلات دنية، ودويلة الموظفين بكل برقراطيتهم، ودويلة لفساد المتفشي بداخل منظومة القطاع الحكومي، وكل قطاعات الدولة، دويلة القضاء، الشرطة، رجال الأعمال والإعلام، دويلة المثقفين..إلخ
فى كل هذه الدويلات كانت المظلة الأم تتورى، وتضعف، مع ضعف كل شيء، وخاصة النيل الذي شاخ مع عدم تجدد مائة بالطمى، ولا يعبر العقد الثاتي من الالفية الجديدة، إلا بثورة قد يراها البعض مدمرة، ولكنها كانت ضرورية لنزع الغلالة الرقيقة التي كانت تمنع كشف ما هو مسكوت عنه ويعلمه الجميع من فساد، ودمار مجتمعى وقيمى يرفض الهوية المصرية ويراها هوية عفنه وحضارة أوثان، لصالح اي شيء ألا قيم هذا المجتمع الأصيلة والتي فقدها ومفقد معها البوصلة الحقيقية للعبور.
مصر ما بعد 2011
لم يكن تحرّك المصريين وهم يطلقون صيحتهم "عيش حرية عدالة اجتماعية"، وليد صدفة، بل كان نتاج تركم سنوات من التدمير الممنهج لمقدرات المصريين شعب ودولة، وصعود رائحة الفساد القيمى والمجتمعي والاخلاقى، وقبلهما الإقتصادي إلى معدلات لم يسبق لها مثيل، كل هذا هز عرش الدولة المصرية، والتى استبيح فيه الجميع، لصالح طبقات عشوائية حتى على مستوى الدولة، من هنا كان حراك المصريين والذي استكمل مع رفض المصريين لقمة التزاوج بين الإقتصاد الريعى والدولة، ممثلا فى وصول الأخوان إلى سدت حكم مصر، والذي انتفض عليه المصريين فى 30/6، كل هذا خلق وعي وحراك مجتمعي، كلاهما نتاج محاولة الفهم التي تميز بها المصريين بعد كل حراك على مر تاريخهم الطويل والممتد.
هذا الحراك وعلى مدار خمس سنوات، أظهر الكثير من المشاكل الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع المصري، نعم هناك تحركات اقتصادية على مستويات مختلفة، ولكن يبقى التحرك الاقتصادي بلا هدف ثقافي حقيقى قائم على استيعاب المصريين لمشاكلهم الحقيقية ودون الولوج إلى فرعيتها هو الأساس.

الثقافة والبناء الجضاري
لنعد إلى أسئلة البداية، مع تحركات المصريين في 25يناير 2011، وفقدهم للبوصلة،الثقافية التي تنبع منها هويتهم،جعلنا أمام حالة سيولة ثقافية ليس لها ملامح، فهناك من يرى مصر عربية، وآخر يراها متوسطية، إلى الكثير من القضايا التي فجرت بعد ثورة 1919م، وحسمت مع تحركة الجيش فى 1952م وتحديدا بعد هذا التحرك بسنوات بأن مصر تقع فى مجموعة دوائر، وتم جعل دائرة العروبة، هي الأولى وتحملت مصر هذا الفعل، ودفعت ثمن ما ليس لها، وتم تغيب فكرة القومية المصرية، وجعل إفريقية هي الدائرة الثانية، ليتم التنكر للجغرافية والتاريخ والتراث المصري/ الإفريقي، ونحيا نصف قرن وأكثر في قطع معرفي مع عمقنا القارى، وأول وراقة فى الأمن القومي المصري.
من هنا وعبر كون نظام/ نسق العادات هو أقوى نسق يتحكم في الإنسان، ومن خلاله فاي ثقافة نريد؟!
انريدها عربية!!، أم افريقية؟! أم كزموبولتان؟ أم أن مصر قومية قائمة بذاتها، تقع فى مجموعة دوائر أولها بحكم الجغرافيا والتاريخ والمورث أشعبى هي الدائرة الإقريقية، الحوض نيلية، والتي هي ركيزة التحرك الأولى. وعلى هذا: ماهي المؤثرات فى تشكيل الثقافة؟ ماذا نريد من الثقافة؟ وما هي الثقافة التي نريدها؟
ما الثقافة التي تحكم الطبيعة المصرية؟
سؤال طرحه الكثيرين، ودرسة اعداء مصر قبل المصريين، أجابة عنه حوائط المعابد، وأمتداد تاريخ مصر الضارب فى أعماق جذور هذه الأرض التي شخت كما نهرها العجوز النابض بالحياة.
تحمل مصر وكما قال د. جمال حمدان في كتابة شخصية مصر* وصفا خاصا بها، إنها ملكة الحد الوسط " وسيدة الحلو الوسطى"، وعلى هذا فأن مصر تخضع لما هو ملموس فى موقعها، و ما هو غير ملموس وتختص به، فى الموقع الخاص جدا الذي منح لها، وهو موقع لا يتكرر؛ حيث تمتاز بموقع خاص، وأيكيلوجية فرضة نفسها على تكوين المجتمع بكل تفصيلاته الصغيرة والدقيقة.

طبيعة مصر
توسط النيل أرض مصر، ففرض سطوته على طبيعة تكوين التجمعات البشرية التي سكنت ما عرف بالدوله المصرية، ليس فى سماتهم التشريحيه فقط، ولكن أيضا فى دقائق حياتهم اليوميه المعاشة، وفى طبيعة تكوين المنازل وتوزيعها، كما فرض النيل ستطواته على كل ما عاش على هذه المساحة التي عرفة بالدوله المصرية، ليستجلى حمدان تفاصيل هذه السطوه، ويعد إكتشاف مصر مرة أخرى، بكل ما تحمل مصر من مقومات ثقافية خاصة بها. قائمه على فكرة التجانس، هذا التجانس نابع من طبيعة النهر المتجانسة والتي فرضت شروطها على مصر، هذا التوازن وبرغم تنوعه على مستوى مساحة القطر المصري عبر تنوع الجغرافيه الطبيعيه لمصر، وعبر طبيعة اقتصاد العمران المختلفة الذي تخضع مصر له، والغطاء البشري، الذي توزع على مصر من الجنوب إلى الشمال، هذه التناغم / التجانس برغم تبينه كما يوضح د. حمدان"أن النيل على امتداده من الشمال الى الجنوب وهو قمة مصر طبيعيا وبشريا، وان كان القاع تضارب نسبيا إنه محور مصر وعمودها الفقري الصلب الذي يمثل حط الذروة فيها كسلسلة السمكة أو كهرم منه تنحدر وتتدفق شرقا وغربا فى كل شيء، ومصر بدورها نيلية التركيز والاستقطاب."
أن العلاقة هي علاقة أخذ وعطاء متبادله بين الأرض والنهر، هذه العلاقة فرضت سمتها ومنعطافاتها على الطاقة البشرية التي سكنت الأرض التي توسطها النهر، من هنا تطارح الطبيعة العرقية للمجتمع المصري، وطبيعة التكوين الديمغرافي لسكان الوادي.
وفقا لجميع دارسي علم الاجناس الذين يرون أن التركيبة السكانية المصرية لم تتغير منذ التاريخ، بل وفرض المكان تكوين جينى تطبع به كل من سكن المنطقة "مصر"، فلم يكن هناك تغير ملحوظ فى التركيبة الجنية المتوسطة.
إذن فنحن أمام ثبات للتكوين الجيني، والشكلى للمصريين، ما يجعل هناك استثناء للقواعد التى تحتمها الهجرات الدخلية والخارجية، من تشتيت أو تجانس؛ وبرغم الغزوات التي قدمة على مصر، وستيطان الأجناس المختلفة بها، إلا أن الأرض وطبيعة الواحة المحاطة بصحراء، فرضة سطوته على التكوين الجينى لهذا المجتمع، الذي كان الصراع فيها صراع بين قادم يحمل ثقافة الراعي، "الهكسوس والعبرانيين (الاسرائلين) والعرب"، هذه الهجرات لم يكن لها أثر، وإن كان أخطرها العربية لما حملته من تغير ما فى اللغة فكان وكما يقول حمدان عن مصر وموقفها من الهجرة العربية هو :- "تغير اللسان أولا، والقلب ثانيا، ثم كانت عملية تغير جلد فى المرتبة الثالثه، بينما لم يكن تغير الدم إلا فى المرتبة الرابعة" ولكن هنا يطل سؤال هل حقا تم التغير.. أم حدثة عملية هضم من نوع خاص جدا صبغة المهاجرين العرب ولغتهم التي لم يتم التعامل بها الا فى عصر المماليك!!

وهنا يطرح سؤال لما كان عصر المماليك المجلوبين إلى مصر من كل بقاع العالم هو عصر قلب لسان والقلب، ثم تغير الجلج واخيرا الدم؟!
هل كان المماليك يحاولون إيجد نسب لهم ردا على تمسك المصريين بشخصيتهم وطبيعتهم الغير قابلة لتغير؟!
أم كان حمدان يحاول لي عنق ما حدث في مصر لصالح فكرة القومية العربية؟!
أسئلة إجابتها ملك لعلاماء الأجناس والتاريخ والأجتماع، ولكن ما قام به المصريين، هو وبرغم تغلب العنصر العربي، إلا انهم احتفظو بعادتهم وطقوسهم وحياتهم وأن عربة، تظل الكنيسة المصرية حامية هذا التراث والإرث.
إن ما يرده المصريين هو استعادت هذا التراث والإرث، ولكن يبقى السؤال ماذا نريد من هذا التراث والإرث الثقافي الذي حفظ، أو ظل يستخدم كعادات لا نعي خلفياتها وجذورها المصرية القديمة.
ماذا نريد من الثقافة المصرية التي نمارس بعض طقوسها بلا وعي؟
نحن أمام راصيد اجتماعي من العلاقات والرموز يتفاعل مع الراصيد الذي يملكه الفرد، إننا أمام ما هو قابل للتداول، والتراكم والإستخدام، من نظام مؤسس قائم على مجموعة من العلاقات والعادات والتقاليد التي تؤثر على كافة الجوانب فى المجتمع، مما يكون العلاقات الاجتماعية والإقتصادية، عبر المشترك الاجتماعي واللغة المتبادلة فى العمل الجماعي.
إذن ما نريده هو إحياء لما بداخلنا من قيم، عادات، تقاليد، قائمة على ما يطرحه المجتمع من نظم، وانساق، لكن هل كل ما يطرحه المجتمع مقبول؟ بمعنى آخر، هل سنقدم ثقافة العشوائيات، واللفاظ السوقية؟ أم سننتقى ما يقدم وما يجب التفاعل معه وتبادلة بتوازن ما بين الأخذ والعطاء، مع الأخذ فى الإعتبار بأن نعود بما نقدمه لجذوره؟
أن ما سبق هى أسئلة ماهي الثقافة التي نريد؟ وهي ليست الأسئلة الوحيدة، بل يستتبعها اسئلة أخري، تجعلنا نقف أمام ما يطرح فى وسائل الإعلام المسموع والمرئي، وأيضا نقف أمام ما يطرح على صفحات السوشيل ميديا..
إننا نتعامل فى إطار امتهان لقيمنا وشخصيتنا كمصريين، حوارات مسفه، الفاظ سوقية، نمتهن كل ما هو قيمة لصالح تقديم نماذج غير صالحه، وإعلاء السوقية والسقوط فى فخ الإستسهل.
ويبقى السؤال أين تكمن مشكلنا التي نعاني منها؟ وما هي أسبابها؟ حتى نستطيع وضع لبنه لمشروع ثقافي، نستطيع به النهوض، وتلك حكاية أخرى لنا معها لقاء فى المقال التالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك