الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً 30يونيو

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


وداعاً 30 يونيو
فى هذه الذكرى تختلط المشاعر، كيف يمكن أن نكتب عنها ، وكيف يمكن أن نراها ، كثير من الناس يصفونها بالإنقلاب ، إما لسوء نية ، وإما لإنهم لم يعيشوها على أرض الواقع ، لكن الواقع أن 30 يونيو كانت ، وسوف تبقى ، أكبر مظاهرة إعتراض فى تاريخ الشرق الأوسط ، على تيار الإسلام السياسى، عندما خرجت الملايين المصرية تطالب بسقوط الإخوان ، بعد مجرد أشهر من صعودهم للحكم ، لقد كانت ثورة وصحوة ضمير وتعبير عن وعى سياسى ناضج ، بكل مايعنى ذلك ، كما أنها لم تكن وليدة لحظة أو يوم أو مجرد نزوة ، لكنها كانت رحلة كفاح وحرب شوارع إستغرقت أكثر من سبعة أشهر، منذ أن أصدر محمد مرسى إعلانه الدستورى فى نوفمبر2012 ، والذى أراد به تحييد قوة القانون حتى يفرض دستور الإخوان على المصريين ، حتى تم إسقاطه فى 30 يونيو ، هذا التاريخ ، وهذه الأحداث ، وتضحيات الشباب الذين خاضوا حروب الشوارع ، ببسالة وإيمان منقطعى النظير، لن يستطيع أحد إنكارها ، مهما كابر أو خادع ، لكن معضلة يونيو الحقيقية ، تكمن فى ماوصلت إليه - سريعاً - من نتائج ، فلم تسفر فى النهاية ، وبعد كل ماقدمت من تضحيات ، سوى عن شبه دولة ، ومجتمع بائس ، ولم يعد يبقى منها سوى ذلك السؤال الحائر ، كيف يمكن أن تنتهى حركة كل هذه الملايين إلى لاشئ ، ولماذا؟
بالطبع لايمكن الإجابة على هذا السؤال الكبير فى عجالة ، فكل أحداث الثورة المصرية من يناير إلى يونيو ، سوف تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة ، لكنا نستطيع هنا - على الأقل - أن نضع أيدينا على بعض الحقائق ، وطالما أننا قد سلمنا بتضحيات الشباب ، فلم يبقى هناك سوى تقييم دور القيادة.
أفرزت ثورة يونيو، وبمحض الصدفة التاريخية ، قائدين ، أحدهما مدنى ، وهو محمد البرادعى ، وثانيهما عسكرى، وهو عبدالفتاح السيسى ، قاد محمد البرادعى كفاح الشعب المصرى ضد إعلان مرسى ودستور الإخوان ، بصدق وأمانه ، وتجمعت حولة أفئدة شباب المصريين ، أو معظمهم ، وكان أبرز أعضاء تحالف 30 يونيو، والمرشح المنطقى لتولى الرئاسة، لكنه وبمجرد أن حانت لحظ النزال ، وتجمع الإخوان فى ميدان رابعة وشهروا السلاح وأعلنوا التحدى ، هرب حتى قبل أن تنطلق أول رصاصة ، وذلك بحجج واهية لاتنطلى على أكثر الناس سذاجة، وكأن الثورة ليست صراعاً ، وكأن تيار ألإسلام السياسى يمكن أن يصالح ، وبذلك الهرب المشين ، ترك الساحة للقائد العسكرى كى يقوم وحده بالواجب ، ويحتل كل المشهد السياسى ، ويصبح هو الرئيس بعد ذلك ، وتجمعت آمال المصريين ، حول البطل الوحيد ، لكنه ، وبدوره ، قد خذل تلك الآمال ، فمنذ اللحظة الأولى لم يشأ أن يلزم نفسه حتى بفكرة أو برنامج سياسى ، يعبر عن آمال الثورة التى جاءت به إلى الحكم ، وأراد أن يحكم منفرداً ، ولم تكن تلك هى المشكلة ، فالثورات تفرز الديكتاتور المستنير أحياناً ، لكن الكارثة أنه لم يكن كذلك ، فعندما أعلن عن إنحيازه فى النهاية ، كان لصالح الأزهر والسلفية ، أضعف مكونات 30 يونيو ، نفس النطاق الثقافى الدينى الفاسد ، ومايحيط به ، وبالضرورة ، من فساد إجتماعى وسياسى ، ولم يكن ذلك ، نتيجة لأى مؤثرات خارجية أو معادلات إقليمية ، كما يتوهم البعض أحيانا ، ولكنه كان لطبيعته الشخصية فى المقام الأول ، وبذلك كان لابد أن تموت 30 يونيو ، فقد كان قائدها الأول جباناً ، وكان الثانى جاهل. وداعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاتنين مع بعض
هانى شاكر ( 2016 / 6 / 30 - 22:06 )

الاتنين مع بعض
__________

غموض بعض المظاهر و الأحداث فى النصف الثاني من يونيو 2013 جعلنا نتوجس كثيرا من نية السيسى و الجيش.

توزيع استمارات تمرد على نطاق واسع اظهر دور الجيش و المخابرات فى النية على الاستيلاء على الحكم. وكان ظاهرا جدا ان هذا الاستيلاء سيكون وبالا على البلاد اكثر من اى ضرر يمكن لمعتوه مثل مرسى ان يقترفه

يومها كتبنا : خلاص مصر يكون بهلاك السيسى و الاخوان معا

التالتة تابتة

....


2 - رد على تعليق الأخ هانى رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2016 / 7 / 1 - 00:58 )
مفيش خلاف فى أن خلاص مصر يكمن فى التخلص من الحكم الإخوانى والعسكرى معاً لكن خلاص مصر أيضاً يكمن فى ظهور بديل سياسى مدنى واعى يمكنه أن يملأ الفراغ. لابد من حدوث ذلك بأسرع وقت ممكن. تحياتى أخ هانى

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة