الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرط حُب

احمد جميل برهان

2016 / 7 / 1
كتابات ساخرة


ادخر بعض الاموال , ثم أستدان البعض الاخر من اصدقائه في سبيل أن تؤهلهُ هذه الاموال للخروج من هذا الوطن الذي يطلق عليه أسم " المأزق " , حزم أمتعته وأشترى ما قد يحتاجه من أجل أن تلفهُ زوبعة الهجرة التي دخلها الكثير من الافراد ليجدوا أنفسهم قد دخلوا في زوبعة أكبر من التي ظنوا بأنهم قد خرجوا منها .
في منتصف الليل أحتظن أمه وأبيه وأيقظ من كان نائماً من أخوته ليُودعهم , وضع حقيبته وطلب من أخيه أن يوصله حيث ينتظره اصدقائه الذي قرر الهجرة معهم , قضوا أياماً يسيرون بين الغابات من بعد ما خرجوا من أوطانهم ويبيتون في العراء هم والكثير من المهاجرون من مختلف الدول القريبة على وطنهم .
أفترشوا الارض وألتحفوا بالسماء , حيث البرد , حيث الاماكن المفتوحة التي تغص بالمهاجرين , حيث يتبولون ويقضون حاجاتهم في العراء , ركبوا البحر بزورق مطاطي لا يعرفون متى سيُغرقهم أو يتوقف محركه الصغير عن العمل , عندما وصلوا قريباً من الساحل الاخر , كما هو الحال مع شهامتهم كونهم من بلاد العرب حيث تجري الشهامة حتى في المجارير نزلوا من القارب كونهم الرجال وتركوا النساء والاطفال فيه وأخذوا يدفعونه نحو اليابسة , كون المحرك قد اصابه العطب بسبب عدم تحمله للوزن الذي كان يحمله القارب الصغير , وصلوا الى اليابسة , استلقوا على ظهورهم من شدة التعب وهم يهلثون ويضحكون كونهم قد اجتازوا الجزء الاصعب من عملية هروبهم من الوطن الذي لو فعلوا معه ما فعلوه مع القارب لأخذوا به حيث الطمأنينة والسلام .
استقبلهم شعب الدولة التي وصلوا اليها استقبالاً جيداً وضيفوهم على أتم وجه , وكانوا يتفاخون فيما بينهم كونهم يُعاملون مُعاملة حسنة لأنهم من ذلك الوطن الرجولي المُغتصب , وفروا لهم مضيفوهم مختلف وسائل الاتصال من أجل أن يتصلوا بأهلهم , فأتصل أحدهم بأبيه العجوز ليقول له : " بوية لو شايف شلون يعاملونا , بوية يعاملونا مثل الملوك " , فأجابه أبوه : " استهدي بالرحمن يبوية , ترة هم يعاملون چلابهم بمعاملة أحسن من معاملتي لأمك , واذا هم الچلب يحترموه شلون ما يحترموك أنت يبن الصطعش چلب " .

بعدة عدة أيام , أستقروا في دولة ما , حيث الشقراوات والنهود البارزة والمؤخرات المتمايلة , فأتفقوا أن يذهبوا لأقرب ساحل , من أجل رؤية البحر , وصلوا الى هُناك , أنتصب قضيب من أستدان الاموال في سبيل أن يرى هذه الرؤية , حيث يستلقين الشقراوات على ظهورهن او بطونهن وهن مُطلقات العنان لما يشتهي أن يُمسك به كُل عربي . في هذه الاثناء رن هاتفه المحمول ليجد أمه تتصل به , فأجاب ومن بعد عدة احاديث والكثير من الاسئلة عن الحال والاحوال , فغر فاه على تلك الحسناء التي مرت أمامه للتو , ولم ينبس ببنت شفة وأخذت أمه تُردد : " الو , ولك يمة وينك الو , يمة الشبكة موزينة عدكم مثلنا " , أنتبه على نفسه بسبب صياح أمه في الهاتف فقال لها " يمة تدرين گدما يحبون بلدهم شيسوون ...؟ "
فقالت له مستفسرةً : " أي يمة شيسوون "
فأجابها : " ولج يمة مسوين علمهم ستيانات ولبسان "
فأجابته من بعدما بصقت في سماعة الهاتف وقالت : " ذكرتني بأبوك أيام الحصار من چان يجيبلي لافتات الحزب واخيطهن لباسات يلمن قلاقيله "

أنتهت مكالمته مع أمهُ , ليجد أن وضع صورة شخصاً ما او علماً ما على جسده أو أي مكان أخر ما هي ألا اساءةً , ولا يعني القيام بذلك العمل من فرط الحُب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب


.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي




.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت