الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!! قلبى معكم 00 بشروط

ياسر العدل

2005 / 12 / 14
الصحافة والاعلام


الأخوة أعضاء مجلس الشعب المصرى، انتم الآن نواب التشريع لمستقبل كل المصريين، من المؤكد أننى لم اشترك فى انتخاب واحد منكم بصفته الشخصية، ومن المؤكد أننى مصرى الدم واللسان والوجدان، أرى فيكم أكثر من أربعمائة فرد من ذوى الجنسية المصرية، لم تتهربوا من الخدمة العسكرية، تكسبون رزقكم من حلال وتنفقون ما تكسبون فى الحلال، لديكم قلوب تعقلون بها مشاكل التقدم على أرض مصر، ويوم توليكم عضوية المجلس تقسمون على رعاية مصالح كل المصريين، تحتاجون عيون حق ترى أعمالكم، وتحتاجون قلوب رحمة تعقل أقوالكم، ولأننى مصرى تبادلونى حسن النيابة بحسن النوايا، فليس بيننا خسوف أو كسوف كالذى يجرى بين الشمس والقمر.
حين يتصدر القمر طريق أشعة الشمس إلى الأرض، تنكسف الشمس وترفض الطلوع على سحنات أناس يرون القمر أكبر، وتلقى عليهم هالة كسوفها وترمد أعين البصاصين، ومع الكسوف تظل الشمس كبيرة أكبر من كل قمر، تطلع ساطعة بهية وتضيء أراضى وسحنات قوم آخرين، وحين تتصدر الأرض والناس طريق الشمس إلى القمر، ينخسف القمر خسوفا ويبقى مظلما تماما، لا ينقذه من المحاق غير انصراف الأرض والناس بعيدا عن مداره.
صغار النفوس من البشر يلعبون ذلك الدور الحزين للقمر فى كسوف الشمس، يشغلون مناصب سلطوية تنخلع قوانين الحكمة بعيدا عن طرق اختيارهم، وتحجب فاسد الدعاية ضعف إمكانياتهم، صغار النفوس يتراصون فى طوابير من أقمار سلطة يحكمها قوانين تعصب وشللية، كبرائهم يختارون تابعيهم، وتابعوهم يختارون ذيولهم، وذيولهم يلتصقون بأجسادهم، وتطول سلاسل أقمار السلطة لتضم عمالا وموظفين وقيادات وبصاصين، يورثون أولادهم إفكا ويأخذون ما لا يستحقون، بالتخاذل والجبن يقصدون السلامة، وبالسحت والحرام يقصدون الغنى، وبصمت الناس يطلبون حسن الخاتمة.
أحبائى أعضاء مجلس الشعب، الناس فى بلادنا يملكون عيون حق وقلوب رحمة، ويملكون أذانا وألسنة، يتراصون فى دواوين الحكومة والبيوت وقاعات الهتاف وطوابير المستهلكين، يكرهون عجين الكلام الممزوج بالقهر والاستخفاف، ويبادلون سلطة القهر نفاقا بنفاق، يذكرون فى العلن، أمام شاشات العرض العام، صلاحية الشأن العام وأن ولاة الأمور طيبون، ولكنهم يميلون فى السر، داخل البيوت ومجالس النميمة، إلى فضح الشأن العام والإمساك بوقائع الفساد، ويقصد الناس فى بلادنا اغتيال سلطة كل قهر.
أحبائى أعضاء مجلس الشعب، لأننا نعيش هذه الأيام وقائع إسهال بعض الطامعين فى حكم مصر، يمسكون بطونهم طمعا فى استمرار مناصبهم، ويعشقون الموت على خوازيق كل مؤامرة، لذلك تنتشر فى بلادنا ساحات غيبة يلوك الناس فيها سيرة الطامعين، يرونهم موظفين أقمارا تكسف قدراتهم المتواضعة شمس كل كفاءة، وتتناثر بين الجميع حكايات ونوادر.
فى جلسات الاغتياب والتصالح، يقول حاسد أن هذا الرجل ظل يبحث طول العمر عن فرصة، وحين أمسك بأول كرسى فى السلطة طبخ الطبخة لأولاده، الغشيم فيهم أصبح حكيما والأهطل فيهم أصبح ثريا، وأقام لهم أراضى وعمارات وأرصدة فى البنوك، ويقول منافق أن أهل الحل والربط تأكدوا أن ذاك الرجل غير مثقف ومع ذلك اختاروه مسئولا عن كل ثقافة، ويقسم أحد الكاذبين أن كل المناصب تعرض على شخصه لكنه يأبى أن يشغل منصبا لا يريده، وينهى رجل واع جلسة الاغتياب والتصالح بأن المناصب كثيرة لكن الشحاذين أكثر.
أحبائى أعضاء مجلس الشعب، الناس فى بلادنا تحب الحياة وتسعى وراء لقمة العيش، تؤمن بأن الحياة لا يصلحها غير علماء مثقفون مخلصون، وأن التقدم يأتى على أكتاف قيادات تنطبق عليها معايير الشفافية فى الاختيار والعلمية فى التقييم والإنسانية فى الحساب، وأن الفساد والتخلف يتعاظم جثثا على سلم طالبى القيادة والساعين لحكم مصر، يبكى بعضهم إذا ضاع منه منصب، ويأكل معظمهم مال النبى رشوة لاعتلاء منصب أخر.
أحبائنا أعضاء مجلس الشعب، أعطيكم صوتى بالتأييد مع صوت الملايين المقهورة فى بلادنا على أن تحسنوا التشريع لصالح كل المصريين، وأن تمارسوا الرقابة العلمية على قيادات التخطيط والإنتاج والمتابعة فى بر مصر.
أنتم يا أهل التشريع فى بلادنا، إن معايير التقدم البشرى يصنعها عقل حكيم ويعشقها قلب محب، معايير التقدم ليس فيها عصبية جاهلية، فالعصبية سلوك الحمير فى كل أسواق التخلف، يبدأ حمار فى النهيق بأن العصبية مصدر للثقة، فيجاوبه عشرات الحمير بأن الكفاءة تعنى عدم الولاء، وأن تناول العلم لا يشبع من يأكلون البرسيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية بفرنسا.. ما مصير التحالف الرئاسي؟


.. بسبب عنف العصابات في بلادهم.. الهايتيون في ميامي الأمريكية ف




.. إدمان المخدرات.. لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب، وكيف ال


.. أسباب غير متوقعة لفقدان الذاكرة والخرف والشيخوخة| #برنامج_ال




.. لإنقاذه من -الورطة-.. أسرة بايدن تحمل مستشاري الرئيس مسؤولية