الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا ستراليا أولا ً...استراليا للجميع

واصف شنون

2005 / 12 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


خمسة ألاف شخص تجمعوا على شواطىء ضاحية كرونولا في سيدني كبرى المدن الاسترالية،يهتفون بشعارات عنصرية قبيحة ضد الـ WOG الشرق أوسطيين على الخصوص،بعضهم وقد لفّ جسده بالعلم الأسترالي فيما يمسك بيده اليمنى قنينة بيرة،والسبب هو خلاف شخصي أدى الى شجار عنيف بين أفراد لهم سحّنة شرق اوسطية ومنقذي سباحة في وقت سابق...نفختْ فيه بعض أجهزة الأعلام الاسترالية اليمينية ليشكل سابقة عنصرية....وصفها رئيس الولاية(الإيطالي الأصل ) على إنها الوجه القبيح للعنصرية في هذا البلد الأمن الذي وفر المعيشة والاحترام لكل فرد يحيا فيه ويحمل جنسيته بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه وثقافته الأثنية على شرط إطاعته للقوانين والنظم الاسترالية...،أية أحقاد دفينة تدفع بعشرات الأشخاص للقيام بمطادرة شخص والأعتداء عليه فقط لأن سحنته تشبه الشرق اوسطي أو (اللبناني )وهذا هو القصد الحقيقي من مصطلح الشرق أوسطي الذي يتحاشى إستخدامه اليمينيون في أجهزة الأعلام الذين يحاولون الدفع لتحويل شجار الشاطىء إلى نوع من صدام الحضارات...،فالأيطالي واليوناني والمالطي والعراقي والتركي يشتركون تقريبا في مواصفات ماركة الشرق أوسطي للسحنات البشرية...،وقياس المواطنة والولاء لأستراليا لايمكن أن تتم وفق لون البشرة وطول وعرض وارتفاع أجساد المواطنين الأستراليين...،وهذه هي الحقيقة التي إعترف بها السيد جون هاورد رئيس الوزراء الفيدرالي الذي عبر عن إستهجانه وعدم رضاه التام عما جرى وربما سيجري من الفتن العنصرية التي لايتمناها كل من يقدر استراليا وقيمها وروحية التسامح المعروفة لدى الاستراليين..،فشاطىء كرونولا ليس مستعمرة بيضاء حتى وان إمتلأ ببعض النازيين الجدد المخمورين...ومن حق كل استرالي أفريقي أو صيني أو هندي أو لبناني مسالم التمتع بأشعة الشمس وهواء البحر فيه....فمن يدفع الضرائب ويساهم في إقرار السلم الإجتماعي لديه كامل الحقوق والحريات في إستخدام ما شاء من الأماكن العامة المفتوحة للجميع..،أما من يسيء فأن القوانين وحدها هي الكفيلة بوضع الحدّ عليه ومعاقبته..،وهذه هي المدنيّة التي تضمن حقوق الناس في البلدان الحرّة...
******
ومن جهة اخرى شكلت العنصرية الدينية والطائفية السياسية والقومية طابع الحملات الإنتخابية في العراق الداخلي وكذلك الخارجي...،وبدلا ً من التأكيد على إيجاد حلول واقعية لمشاكل المواطن العراقي بـ(كل مواصفاته )،مشاكل الأمن الإرهابية والحريات الشخصية المستلبة بالميليشيات السوداءوحقوق النساء وخدمات الكهرباء والماء والهاتف،يتم إغتيال المرشحين وتمزيق الملصقات الخاصة ببعض مرشحي قوائم معينة (كما جرى في سيدني ) وتهديد الناس وتخويفهم من إنتخاب المرشحين المنافسين وإدعاء بعض القوائم الكبرى من إن التزوير وحده يحول دون فوزها الذي تعدّه من البديهيات المفروغة منها،وهذا الطرح يتّصف بشمولية مرفوضة ويمهد لخلافات قد تتطور لتبيح دمّ العراقيين البسطاء الذين يبحثون عن أفق جديد يساهم في تحسين أوضاعهم المزرية...إن من يؤمن بالديمقراطية عليه أن يرضى بمقاعد المعارضة البرلمانية كما هو رضاه حين يحصل على كراسي السلطة...ومن يريد أن يخدم شعبه لايجوز له إستخدام أحذيته في محاورة الأخرين ممن ينافسوه للحصول على موقع يريد هو بدوره أن يخدم الشعب في حالة الحصول عليه...،والخلاف السياسي ليس خلاف شخصي يتم تسقيط الناس من خلاله وتشويه سمعتهم..بل هو خلاف منهجي وإختلاف في الأساليب والقدرات التي تؤهل البشر الأسوياء في إداء أدوارهم الوطنية لخدمة الجميع وليس خدمة حزب أو طائفة أو مجاميع بهلوانية ترتزق بطرق إلتوائية غير نزيهة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA