الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقد الحركة الوطنية الكويتية - الجزء الأول

علي حسين العوضي

2005 / 12 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك أسئلة كثيرة وعديدة حول الحركة الوطنية الكويتية وتتمحور هذه الأسئلة حول انخفاض تأثير الحركة في المجتمع الكويتي وانحسار شعبيتها في السنوات الأخيرة وما هي الأسباب والتداعيات التي أدت إلى ذلك .
ونحن في هذا المقال سنحاول بقدر استطاعتنا استعراض عدد من العوامل والمؤثرات التي ساهمت في هذا الانخفاض والانحسار لعلنا نصل إلى ما نصبو ونرمي إليه حتى تعود الحركة الوطنية والتيار الوطني إلى سابق عهده ، ويقود المجتمع الكويتي من جديد .

تُعاني الحركة الوطنية في الكويت من ضعف شديد متنامي ، وهذا الأمر نتيجة للصراعات والتشرذم التنظيمي الذي عانت منه الحركة في السنوات الأخيرة حيث بدأت تظهر على السطح العديد من الإشارات والعلامات الدالة على ذلك ، ولعّل يأتي في مقدمتها الخسارة الواضحة لأركان التيار الوطني الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية الكويتية الأخيرة التي جرت عام 2003 ، أضف إلى ذلك ضعف انتشار التيار الوطني في المجتمع الكويتي وظهور عدد من التنظيمات التي تحمل الصبغة الوطنية في السنوات الأخيرة والتي كان وآخرها ’’ التحالف الوطني الديمقراطي ‘‘ والذي كان الهدف منه إعادة لم شمل أضلاع الحركة الوطنية الكويتية وإعطاء دور أكبر للشباب الوطني الكويتي ، ولكن حتى هذا التحالف لم يُقدّم الشيء الجديد لهذه الفئة ـ ونقصد هنا فئة الشباب ـ .
وللأسف الشديد ، من الواضح أن هناك عُقدة كبيرة تُعاني منها الحركة الوطنية في الكويت ( وهي في المقابل ليست حالة كويتية بل تنطبق على أطراف عديدة من الحركات الوطنية والقومية على المستوى العربي ) ، وهي بقاء الزعامات التاريخية في قيادة الحركة لفترات زمنية طويلة مما انعكس سلبا على أداء وفعالية الحركة ، فالتجديد شبه مفقود والعناصر الشبابية المنتمية لهذا التيار الوطني بدأت تشعر بعدم وجود مكان فعلي لها داخل التنظيم ، وهذا الإحساس يقتل أي حافز قد يكون موجود لدى هذه الفئة مما أوجد قطاع شبابي نستطيع أن نطلق عليه بـ ’’ القطاع السلبي ‘‘ حيث بدأت اهتمامات هذا القطاع بالشأن الداخلي المحلي ( الكويتي ) تقل تدريجيا وأصبحت مشاركاتهم في الحركة الوطنية محدودة جدا .
وهذه العقدة بدأت تلقى من ناحية أخرى قبولا من بعض الفئات الشبابية الوطنية ، بل أن بعض القيادات الشبابية التي أفسح لها المجال مؤخرا لاعتبارات معينة ، بدأت تُعلن عن نفسها بأنها هي صاحبة المشروع الوطني الديمقراطي في الكويت .
وفي المقابل أمام هذه المعطيات ، فإن هناك فئات من القطاع الشبابي غير قادرة على خلق ’’ حالة يسارية ‘‘ تُعيد الحيوية والتجديد لهذا التيار ، ويعود السبب في ذلك باعتقادنا إلى عاملين اثنين أساسيين : ـ
1- تهميش دور الشباب وعدم إفساح المجال لهم للبروز واعتبار الشباب أنهم مجرد أدوات لكسب رصيد انتخابي لصالح مرشحي الحركة الوطنية .
2- إيمان فئات شبابية بأن عملهم وعطائهم لن يؤدي إلى النتيجة التي يتأملونها وبالتالي التوقف عن العمل أفضل من العمل في وضعية خاطئة حسب اعتقادهم .
ولعل العامل الثاني الأهم والأبرز في تشخيص حالة الشباب الوطني في الحركة الوطنية .
هذان العاملان أديا إلى تقوقع التيار الوطني الكويتي وعدم إقدامه تجاه المجتمع ، بل أن هناك قضايا شعبية لم تعد من أولويات هذا التيار .
والمطلوب من الحركة الوطنية الكويتية إعادة تنظيم نفسها بشكل يفسح مجال أكبر وأوسع للشباب الوطني لقيادة الحركة الوطنية ، وعلى القيادات والزعامات التاريخية مراقبة هذا الوضع وإبداء الملاحظات في حالة وجود أية أخطاء محتملة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتحم خزنة البنك بدون كسر الباب وبدون نفق (سرق ملايين الدولا


.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل




.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة


.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة




.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من