الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضوح علاقات إسرائيل والمغرب أفضل من الضباب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 7 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


نشرت الجريدة الالكترونية "لكم2.كوم" المغربية خبرا يتعلق بجواب الوزير محمد عبو الوزير المنتدب لدى وزير المالية المغربي على سؤال موجه له في البرلمان من فريق حزب العدالة والتنمية حول العلاقات التجارية بين المغرب و إسرائيل و التي نفاها الوزير المنتدب قائلا حسب الخبر:ما معناه أن هذه العلاقات من الناحية القانونية غائبة و غائبة كذلك في إحصائيات مكتب الصرف المغربي " و هو القول الذي لا ينفي وجود هذه العلاقات فعليا بطريقة غير معلنة .
إن حزب العدالة والتنمية المغربي الذي حضر الناشط في السلام و السكرتير الخاص لإسحاق رابين مهندس إتفاقيات كامب دايفيد للسلام مع الفلسطينيين أحد مؤتمراته السابقة (أنظر الرابط أسفل المقال) ، يتصرف بهذا السؤال في البرلمان و كأن العلاقات التجارية مع اليهود حرام أو ممنوعة و الحال أنه إلى وقت قريب كان هناك مكتب إتصال إسرائيلي في المغرب لا يرقى لمستوى السفارة ولكنه تمثيل دبلوماسي رسمي يبين العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و إسرائيل .كما أن بعض الشخصيات الظاهرة في المشهد السياسي المغربي لا تنكر زياراتها لإسرائيل مع تشبتها بهويتها المغربية مثل المستشار المغربي أندري أزولاي دي الأصول اليهودية .
المشكلة إذا كانت البضائع الاسرائيلية موجودة فعلا في المغرب وتضطر لاخفاء هويتها و تغيير الاشارة لمنشئها أنه سيصبح من الصعب معرفة مصدر هذه البضائع من طرف المواطنين المغاربة بما في ذلك أعضاء الجمعيات التي تحارب التطبيع مع إسرائيل و إن كانوا قلة .فقد يستهلكونها دون معرفة بل يجدون فيها لذة كبيرة اذا كانت جيدة .و ربما يكونون ذات يوم يكتبون بيانا ضد التجارة مع إسرائيل و هم يقضمون تفاحا أو إجاصا من إسرائيل و هم لا يدرون .و سيكون أيضا من الصعب تحديد المسؤوليات في حال كانت فيها اية اخطار على صحة المغاربة .
لكن الذي لم يتكلم عنه أحد خلال الحملة ضد التمور الاسرائيلية هو التصدير لمنتوجات مغربية نحو إسرائيل والذي يعني أن هناك مغاربة يستفيدون تجاريا من جيوب الزبناء الاسرائيليين حسب ما جاء في مقال لصحيفة "لا تريبيون اليهودية" la tribune juive.info الذي نقل عن المكتب المركزي الاسرائيلي للاحصاء تضاعف هذه العلاقات التجارية (تصديرا و إستيرادا) منذ 2014 بين المغرب و إسرائيل بطريقة غير معلنة رسميا بلغت ملايين الدولارات .(الرابط أسفل المقال) .اذن هل يعقل ان تكون هناك علاقات تجارية دون عقود ؟
الحل إذن هي الشفافية والوضوح في هذه العلاقات.
فلِمَ لا إقامة علاقات دبلوماسية معلنة بشكل رسمي و واضح مع إسرائيل وتمكينها من تمثيل دبلوماسي في مستوى السفارة مثل باقي الدول يمكن الاحتجاج لديه على اي تصرفات غير مريحة للشركات الاسرائيلية المصدرة لبضائعها للمغرب مثلا ؟
وهو التمثيل الذي سيبيح للمغرب في نفس الوقت تمثيلا مماثلا في إسرائيل يرعى مصالح المواطنين المغاربة الكثيرين هناك خصوصا بعد الزيارة الايجابية الأخيرة لسيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما للمغرب والتي أشارت لدفء العلاقات المغربية مع أمريكا مجددا ، امريكا الحاضنة و الداعمة بشكل مميز لاسرائيل .
و معلوم أن دولة إسرائيل ، رغم سجلها الحافل بدماء الكثير من الفلسطينيين سواء استحقوا أم لم يستحقوا ذلك ، لا تبشر باليهودية في شمال افريقيا أو تقوم بقلب هويات المغاربة الدينية لتحولهم لشيعة قصد مدهم بالسلاح مستقبلا و إذكاء التفرقة بين السنة والمتشيعين مثل ما تفعل إيران في الشرق الاوسط مع الحوثيين و حزب الله و غير ذلك و التي كان لها تمثيلا دبلوماسيا على مستوى السفارة في الرباط .كما أن مواطني إسرائيل لا يرفعون لافتات دائمة مكتوب عليها في الشوارع اللعنة على إيران --- اللعنة على الفرس – اللعنة على المسلمين الشيعة مثلما يفعل أتباع إيران حين يلعنون اليهود كل يوم في اليمن و هم معهم في نفس الوطن منذ القديم.
أضف الى ذلك أن إسرائيل لها سفارة في مصر و كذلك الامارات العربية المتحدة العزيزة على المغاربة و المشاركة في حرب اليمن والتي لها إستثمارات كبيرة بالمغرب تتوفر على تمثيل دبلوماسي عن طريق مكتب اتصال اسرائيلي هناك وربما هو ما جعل الامارات بسبب تجربتها الناجحة مع هذا المكتب تنصح ابن الملك الحالي للسعودية سلمان بضرورة اقامة علاقات مع اسرائيل ليكتسب دعما امريكيا في سباقه نحو عرش المملكة السعودية قبل نهاية 2016 .(أنظر تقرير جريدة ميدل ايست أي أسفل المقال)
و بما ان المواطنين اليهود المغاربة المرتبطين بالهوية اليهودية و بالكتاب المقدس العبري و بهويتهم المغربية سواء كانوا في المغرب ام اسرائيل هم أحفاد مواطني شمال افريقيا الأوائل آلاف السنين قبل الميلاد في مصر والذين لا يمكن منازعتهم في هذا الوجود الفعلي تاريخيا إلا اللاغطون ، فإن أي حملة ضد إسرائيل (خارج الكلام عن جرائم القتل مثلا أوالاستعمال المفرط للقوة العسكرية ضد الفلسطينيين وحقوقهم الدولية في الحياة الكريمة والحرية) ستمس مشاعرهم بكل تأكيد حتى لو أعلنوا العكس خوفا من أي إضطهاد.
لذلك فالتمثيل الدبلوماسي لدولة إسرائيل في المغرب سيعفيهم من الاشارة لهم بالاصابع كلما جد الحديث عن اسرائيل لأي سبب من الاسباب .لأن السفارة هي المفروض فيها أن تتحمل المسؤولية وتجيب عن اي سؤال أو طلب موجه لها انذاك بخصوص منتوجاتها التجارية او غير ذلك..
إذا حدث هذا أي إقامة علاقات دبلوماسية معلنة وواضحة بين المغرب و إسرائيل سيصبح من البديهي واجب إشعار المصدرين الإسرائيليين للبضائع نحو المغرب بضرورة كتابة مصدر بضائعهم الموجهة للمغرب و كذلك مدة صلاحيتها.و ستكون مسؤولية الشركات الإسرائيلية تجاه الزبناء المغاربة شفافة و جدية .
أليس هذا أفضل من حالة الضباب الحالية التي أثارتها التمور الاسرائيلية بالمغرب اذا وُجدت.
آنذاك لتنشط الجمعيات التي تحارب التطبيع مع اسرائيل بكل حرية و كما تريد دون مضايقة .
ويبقى الاختيار للمغاربة و الحرية لهم في أن يشتروا هذه البضائع أم لا .
من جهة أخرى فإقامة علاقات عادية مع إسرائيل يمكن أن تنفع المغاربة في التخفيف من البطالة مثلا أو الإستفادة من الكفاءة الاسرائيلية في المجال البيداغوجي والعسكري و الأمني ومحاربة الارهاب و في شتى المجالات العلمية الحديثة فقد حصلت على العديد من جوائز نوبل في هذه المجالات .
من جهتنا نعتقد أن القدرة الإلهية العظمى التي نؤمن بها موجدة الكون قد شاءت إرادتها منذ الازل أن تجعل البشر مختلفين من الناحية الوراثية في تكوينهم في المكان والزمان الذي حددته سلفا كما نعتقد.الاختلاف إذن قانون طبيعي إلهي .و بالتالي فإن مشاعر الكراهية و الحقد تجاه اليهود و المسيحيين المسالمين بل حتى ضد غيرهم الذين سموهم كفارا والتي علمونا و نحن صغار لا نعرف حتى ماذا تعني أنذاك، يجب ان تختفي إلى الأبد في عصرنا الحالي . و ذلك بتبني مقاربة عصرية في شمال افريقيا لإصلاح الثراث الديني القديم الذي كان يحض على تلك الكراهية لأسباب معينة و في أماكن معينة كانت لها شروط مختلفة عن شروط شمال افريقيا البيئية والبشرية تهم أولئك الاقدمين وزمانهم الخاص بهم و لاتهمنا نحن في القرن 21 ولا في شمال افريقيا المختلفة .
اعتقد ان تطبيع العلاقات مع اسرائيل و ليس العكس هو الذي سيحل المشكل الفلسطيني ليعم السلام و الرخاء في المنطقة .
فمواجهة المشاكل بالحقائق التاريخية و الموضوعية في نظري أنجع من مواجهتها باخفاء هذه الحقائق .لأنها ستظهر و لو بعد ملايين السنين. فحبل الاكاذيب كما يقال قصير.
و تحياتي للجميع .

رابط الخبرسؤال حزب العدالة والتنمية المغربي للوزير محمد عبو حول التمور الاسرائيلية:
http://www.lakome2.com/politique/15884.html
رابط حضور السكرتير الخاص لإسحاق رابين مؤتمر العدالة والتنمية المغربي الخامس فيه صورة عناق حار له مع سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي آنذاك :
http://www.assabah.press.ma/?view=article&tmpl=component&layout=default&id=29682
رابط معلومات المكتب الاسرائيلي للاحصاء :
http://www.tribunejuive.info/international/marocisrael-les-echanges-commerciaux-ont-double-de-2014-a-2015
رابط تقرير جريدة ميدل ايست أي عن نصيحة الامارات للسعودية باقامة علاقات معلنة مع اسرائيل.:
http://www.lakome2.com/politique/15991.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 9 أشهر من الحرب.. ماذا حدث في غزة؟


.. أبو عبيدة: محور وسط القطاع المسمى نتساريم سيكون محورا للرعب




.. 10 شهداء على الأقل في استهداف الاحتلال لمنزل مأهول في منطقة


.. قطاع غزة.. حياة الأطفال مهددة بسبب نقص الدواء والغذاء




.. تفاعلكم | صدمة.. حقائب البراندات العالمية لا تكلف صناعتها أ