الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيد ديمستورا بين سنديان تصريحه ومطرقة غاياته

دروست عزت

2016 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إنه تصريح دبلوماسي يُمرقها لإطمئنان أردوغان حتى يغوص أكثر تنازلاته من جانب .. وكذلك لتغترق المعارضة السورية الهشة وكل محاولاتها الخسيسة ومواقفها العنصرية في المستنقع أكثر فشلاً من جانب آخر .. فالتضخيم في تصريحه خطأ والتحليات التي يحللونها البعض بطريقة تسيء إلى القوى الكوردية لعدم وحدتها هي تحليلات ظالمة وخاطئة ومضرة .. ومن الخطأ أن نجعلها شغلنا الشاغل ونهاجم بعضنا البعض .. فهذا أسوء من تصريحه لأنه موظف مسيّر يسير على ما خطط وقيل له .. وكأننا نبحث عن مادة أو حجة لنحارب بها بعضنا البعض ..
السيد ديمستورا يعرف ما هي نسبة الكورد في سوريا أكثر من أحزابنا الكوردية ويعرف جغرافية سوريا جيداً .. وهو يعرف أين يزرع التصريحات وأين يحصدها .. لأن توقيت تصريحه يرد عليه ويكشف نواياه .. فديمستورا كان يعرف هذه النسبة من الأول ومن وقت طويل لما لم يتحدث ويشترط .. والرؤساء العالم و منابرهم وبرلمانتهم يعرفون ما هي الحقيقة .. والوثائق مليئة في المكتبات الدولية ودوائر الامم المتحدة وهيئاتها عن الكورد طبوغرافياً وسياسياً ..
فإذا قدر ديمستورا نسبة الكورد التي في قائمة ( أنكس ) المجلس الوطني الكوردي السوري 5% كقاعدة له وأنطلق منها .. فعليه أن يدرك بأن هناك قائمة أخرى ل ( ب ي د ) لا تقل عن 6 % أيضاً .. وهكذا يصل النسبة إلى 11 % وعليه أن يعرف ويتذكر أيضاً بأن هناك كورد مستقلين عن الطرفين وهم لا يقلوا عن 7% أيضاً .. هنا الحسابات ستختلط وتتغير عند السيد ديمستورا وتصبح 18% ..
أما إذا أنطلق من أعداد المهاجرين من الكورد .. فالكورد نسبتهم معروفة في سوريا وحتى لدى النظام نفسه وهي 4 ملايين ولنفترض أن من خرجوا منهم كلهم مليون فيبقى 3 ملايين كوردي في سوريا .. أي إن الكورد لو قرن مع المكونات الآخرى كنسبة تصبح نسبتهم 28,5 % لأن من هاجروا من العرب وغيرهم من السوريين أكثر من الكورد المهاجرين بأربعة مرات .. والمهاجرين الكورد مازالوا في ديارهم الكوردية في كوردستان الجنوبية وكوردستان الشمالية ولبنان التي هي جيرة وخطوة .. وهم عائدون وهناك من هاجروا إلى أوروبا وغيرها وهي نسبة لا تخل في الرقم أربعة ملايين ولنفترض هم 400 الف كوردي في أكثر حالاتها .. لذا لا معنى للتصريح غير أنه طرحه للتحريض وليعود بالمعارضة المتشردة على أبواب الحكومات إلى الواقع الملموس والموجود على أرض الواقع ومن هو الأقوى .. وقتها يكون ما صرح به هو شيء أخر ولغاية ما ..
فأرض الواقع هو المطلوب الآن وليست التصريحات من موظف بسيط دخل المفاوضات بين معارضة ضالة هشة ونظام مسيّر من قبل دول خارجية .. ومثلهما أردوغان الذي بدأ يتشوش في كل خطواته ويسعى للملمة فضائحه من الأخطاء التي إرتكبها مع الدول المجاورة والأقليمية .. فبدأ يتنازل عن كل ما كان يقاومه ويرفضه .. بعد أن كان يتظاهر بأنه سيد المواقف وبطل إسلامي وسلطان عثماني .. وإذ تصعلك وتنازل للإسرائيلين حتى الركوع .. وتنازل لروسيا حتى الطوبزة .. وسيتنازل للنظام السوري الذي يعيش خصمه في عقر دار أردوغان وسيحاول أن يصل معه إلى التصالح ولو على حساب المعارضة السورية الميتة .. بعد أن تقزم دولياً وعند الدول الإسلامية بشكل غير محترم .. و بدأ يفقدهيبته وطربوشه العثماني في داخل تركيا .. ويوم بعد يوم يخسر مكانته ويفقد قيمته ولمعانه حتى في حزبه ..
وهنا علينا أن نعلم بأن تصريحه ليس أقوى وأصعب من عملية أنفال وغازات الكيماوية على حلبجة وكل محاولات العدو إلى جانب من تسانده من الدول تقوم بها في كل أجزاء كوردستان .. فالحركة الكوردية أصبحت حركة شعب له إحترامه بين الأمم سياسياً وعسكرياً .. وجغرافيته لا تستقر لأحد مادام الكورد محرومين من حقوقهم ..
لذاعلينا أن نوحد أقلامنا في مواجهة الأعداء الخارجين وليس في مواجهة بعضنا البعض .. ولا نلوم حظوظنا ونتباكي ونتهم جهة فلان وجهة علان ونبتعد عن الحقيقة بسبب تصريح من رجل يقوم بالمفوضات وبالتأكيد سيلعب بالألفاظ وسيتفنن بالجمل ليصل إلى غاياته .. وكما علينا أن نعلم بأن هذا هو الصراع السياسي .. فالدول تتشكل بالقوة والعمل ولكن ليس بالسلاح وحده .. بل بالعقل والفكر والصبر والوحدة والإعلام .. فلا تفتحوا الثغرات بأقلامكم .. وتخلقون العداء فيما بينكم في زمن الأعداء يتكالبون عليكم .. لنبقى صفاً ضد الدخلاء والخارجيين ولنوحد داخلنا بالقلم والفعل والفكر .. لأن مركزية الفكر حول مبدأ هي قوة النجاح في الإعلام ..

دروست عزت / السويد / ماشتراند
1 /7 / 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح