الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المكتبات العامة ودور العبادة

صادق العلي

2016 / 7 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعريفات لا بد منها :
1-المكتبات العامة : جمع مكتبة عامة وهو المكان الحكومي او شبه الحكومي الذي يقدم خدماته من استعارة او قرأة الكتب وغيرها للجميع مجاناُ .
2-دور العبادة: هو المكان الذي يتعبد به من يعتقد بقدسيته بغض النظر ان كان الدين سماوي تبشيري او دين وضعي او حتى اي تجمع يحمل اشارات دينية وهو مكان خاص .
من المشتركات الكبيرة والمهمة بين دول العالم الثالث والاول والثاني ( ان صحت هذه التقسيمات ) من المشتركات المهمة هي وجود دورالعبادة بشكل ملفت للنظر كذلك تعاطي حكومات هذه الدول ( على اختلاف تطورها ) تتعاطى مع دور العبادة هذه وكأنها العمود الذي يحملها والذي يديم استمرارها .
وجود المكتبات العامة مختلف من بلد لاخر ففي امريكا مثلاً تقدم خدماتها مجاناً لمواطني المدينة ( لكل مدينة مكتبة عامة واحدة يكون حجمها بحسب امكانية المدينة الاقتصادية ) هذه المكتبات كما هو معروف وعلى قلتها فهي تقدم الكتاب للجميع مجاناً هذا يعني انها تقدم العلوم والمعارف الانسانية التي تطور العقل الانساني والمهارات الفردية للجميع وبالتالي خلق انسان واعٍ يستطيع ان يخدم مجتمعه .
اما دور العبادة على تنوعها وكثرتها وكبر حجمها فهي مقتصرة على روادها وعلى الداعمين والمروجين لها والاهم للمستفيدين منها هذا لا يمنع ان تقدم بعض الدعم للفقراء او للعاطلين عن العمل او من الاديان الاخرى كنوع من التكافل الاجتماعي الذي لا يؤثر عليها البتة ... الازدياد الواضح لدور العبادة في جميع الدول العالم على اختلاف مستوياتها يؤشر الى بدائية التفكير الانساني وتقوقع العقل اكثر وحصره في آطار التعصب الديني مهما كان هذا العقل متطوراً او يحمل من العلوم ما يحمل لعدة اسباب اهمها ايمان هذا العقل بوحدانية الكتاب الذي بين يديه ايضا وحدانية طريق الخلاص وهو طريقه طبعاً كذلك وحدانية رجل الدين الذي يقوده كـ ......! واخيراً الصمت المطبق وهو في دور العبادة تلك وبحضرة رجل الدين هذا كله وغيرها من الاسباب تنتج بالضرورة انسان لا يقوى على التعايش مع الاخر ( هذه حقيقة يعرفها كل من يعيش بين اناس من اديان او مذاهب مختلفة ) كذلك تجعل من هذا الانسان هدف للكراهية والحقد من او على الاخرين ولان صراع الاديان والمذاهب طويل الامد ولا نهاية له سواء القضاء التام لطرف على حساب الطرف الاخر وهذه قاعدة تاريخية منها اقول ان المتدين ورجال الدين ومن قبلهم دور العبادة جميعهم يعتبرون اهم ادوات الصراعات العلنية والسرية التي يستفيد منها بكل حرفة السياسي .
ايضاً فأن قلة المكتبات العامة وعدم الاهتمام بالقدر الكافي( كما الاهتمام بدور العبادة ) جعل الانسان وبكل المجتمعات دون استثناء يبتعد عن الكتاب وعن القرأة بل جعله يُغير تعاطيه مع الاخر بوصف احد طرفي العايش واصبح احد طرفي الصراع ...النظام المُتبع في المكتبات من حيث استعارة الكتب او الجلوس وتصفحها او الاطلاع عليها خلق نوع من التفاهم غير المُعلن بين الجميع دون الاكتراث للدين او للعرق او للقومية وبعيداً عن النظام الموضوع من قبل الادارة فان الاشتراك مع الاخرين بالمعرفة الانسانية من خلال البحث والاطلاع لا يدع للافكار الايدولوجية الهدامة اي حيز في العقل الانساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و