الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا

أسعد العزوني

2016 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



مثلنا تماما ، فقد رسموها بالقلم والمسطرة والفرجار، وفصلوا لها دورها الوظيفي في المنطقة ، وقد نجحت في تحقيقه بالكامل ومنعت كافة محاولات الوحدة العربية ، وكل أوجه التنمية المستدامة والتقدم والتطور ، بحجة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وإني لأعجب عن أي معركة كانوا يتحدثون؟
ونحن أيضا في منظومة دول معاهدة سايكس - بيكو ، لنا دور وظيفي نفذناه بزهو وحقق نجاحا باهرا ، ومن أوجهه تضييع كامل فلسطين وأراض ومناطق عربية أخرى ، مثل هضبة الجولان التي باعها حافظ الأسد لمستدمرة إسرائيل بمئة مليون دولار عام 1967 ، قيل أن الشيك كان بدون رصيد والله أعلم.
بعيدا عن التعمق في الموضوع والغوص في الثنايا ، يتبين أننا متساوون مع مستدمرة إسرائيل ، لكن وبنظرة متعمقة ، نجد أنهم يختلفون عنا في طريقة تنفيذ الدور ، لأنهم "شايلوكيون "حتى النخاع بطبيعتهم ، وقد حلبوا النملة وجنوا الفوائد الجمة ، ومارسوا الإبتزاز والإستغلال ، إلى درجة أن مسؤولا أمريكيا جريئا كبيرا نسيت إسمه طالب بتغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط ، وقال أن إسرائيل تبتز أمريكا في حال طلبت منها شيئا ، ويمضي النهار ولا تقدم لأمريكا شيئا ، عكس الدول العربية التي تقدم وبالسرعة الفائقة كل ما تطلبه منها أمريكا وبالمجان .
أما نحن فإننا تبرعنا طواعية بأضرعة نياقنا وأبقارنا ونعاجنا وماعزنا للآخر كي يحلبها ، ونحن نتحسر على رشفة حليب ، ولهذا لم يحترمنا أحد ، أو يشعر بوجودنا ، بدليل أن الدول العربية فشلت في الحصول على برنامج نووي رغم الثروات والعلاقات مع أمريكا ، بينما إيران حصلت مؤخرا على عضوية النادي النووي ، وما نزال نندب حظنا.
هذا الدور الوظيفي الذي نتحدث عنه ، هو الدافع الرئيسي لرفض قادة مستدمرة إسرائيل منذ بن غوريون الذي أزاح سلفه موشيه شاريت الذي كان راغبا بالتوصل إلى سلام حقيقي مع الدول العربية ، لكنه لم ينجح لأن التيار الصهيوني الذي كان يمثله بن غوريون أزاحه فورا ، علما أنه كان أجرى إتصالات إيجابية مع بعض العرب.
يظن البعض أن رفض قادة مستدمرة إسرائيل للسلام وفي مقدمتهم شامير وبيغين وشارون ونتنياهو ، ناجم عن قوة إسرائيل وقدرتها على إلحاق الهزيمة تلو الهزيمة بالدول العربية ، لكن الحقيقة هي أن هؤلاء الصهاينة يعون جيدا طبيعة دورهم ، وأن الغرب مستعد لفعل المستحيل لمنع إلحاق الهزيمة بمستدمرة إسرائيل ، للسبب الوظيفي ، وحتى لا يتمكن العرب من هزيمة يهود بحر الخزر في فلسطين ، فيضطرون للعودة إلى بلدانهم الأصلية في الغرب ويمارسوا الفساد والإفساد مجددا ، ومع ذلك فإن غالبية هؤلاء يحملون جنسيات بلدانهم الأصلية وحصلوا على جوازات سفر فاعلة منها .
إن رفض قادة إسرائيل للتسوية ينطلق من الخوف من تذويب يهود بحر الخزر في المنطقة ، بحكم قوة الدفع العربية وطبيعة التكاثر الديمغرافي ، فهم لا يؤمنون بصناديق الإقتراع ، لأن العرب في حال التوصل إلى تسوية ، سيصبحون إن عاجلا او آجلا هم الأكثرية في فلسطين ، ولهذا فإن الصهاينة رفضوا مقترح الدولة الواحدة التي قدمته حركة فتح ، وحل الدولتين الذي يؤيده المجتمع الدولي.
يؤمن قادة مستدمرة إسرائيل أن مستدمرتهم ستفقد سعرها في حال التوصل إلى سلام حقيقي مع العرب ، علما أن مؤتمر قمة بيروت العربية تبنى ما يحلو للبعض تسميته "مبادرة السلام العربية " التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله ، وتعهد فيها بجلب كافة أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 للتطبيع العلني والرسمي مع مستدمرة إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة