الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنُ أسعد بن أبي رضوان

حفيظ بورحيم

2016 / 7 / 3
الادب والفن


نظرَ المواطنُ أسعد بن أبي رضوان إلى ساعة يده فوجد أن عقاربها تُشير إلى العاشرة إلا ربع، فقال لأولاده وهو أمام الباب :
ـ أستودعكم الله يا أبنائي إلى أن أعود إن شاء الله .
فقالت الابنة :
ـ ألن تودع أمي يا أبي ؟
فنظر إليها بعبوس، وأقفل البابَ وغادر وهو يقول في نفسه :
ـ إن كيدهن عظيم ... إن كيدهن عظيم .
كان يمشي بخطوات طويلة وتتقدمه لحية كبيرة اختلطَ بها زغب أبيض، وكانت نظرته حادة جداً يفحص بها الواقع وما يطرأ عليه من تغيرات . فلما بلَغَ سوق الدشيرة الصغير قصد مباشرة صديقاً له اسمه أُسامة فدخل إلى محله وشرب الشاي معه. وفي اللحظة التالية سمع أصوات فتيات في سن المراهقة يغنين هذه الأغنية :
أوه حبك موتيفايشن
كيحرك سونسايشن
بايبي على هاد رولايشن
أنا ندير كاع روفيلايشن
نتيا ماشي بحالهم
نتيا ماشي بحالهم
هادادايداي ماشي بحالهم
فقال لصديقه أسامة :
ـ لو كنَّ بناتي لعرفتُ كيفَ أربيهن جيداً .
قال أسامة :
ـ وكيف ستربيهن والواقع أقوى من الآباء أيا أبا رضوان ؟!
ـ أول شيء سأفعله هو أنني سألزمهن بارتداء الحجاب، ثم سوف أُزوجهن في الوقت المناسب .
ـ هذا يعني أنك لن تسمح لهن بإكمال دراستهن .
ـ نعم ، فهن يا أسامة ناقصاتُ عقل ودين، ولن يتورعن في الوقوع في هاوية المعصية . إنَّ الزواج والذرية هما كل شيء بالنسبة للمرأة، وهذا ما علمه لنا الشيوخ والأجداد رحمهم الله .
ـ صدقتَ يا أبا رضوان ورب الكعبة صدقت، أما كلام الشيوخ والأجداد والفقهاء فهو الحق المبين .
في أثناء حديثهما اقتربت امرأة أرملة ويتيمة، فمدت لهما يدها لنيل دراهم لتتقوت بها مع أبنائها ، لكنًَ خطابهما الإصلاحي لم يكن ليتم إيقافه فجأة بسبب امرأة صعلوكة ..
وبعد صلاة الظهر خرج أبو رضوان من مسجد تيكمي أوفلا وهو يتمتم بالأدعية والاستغفار. نظر جهة اليمين فرأى امرأة في ثياب أنيقة وجذابة، وكان شعرها أشقر منسدلا إلى ظهرها، أما عيناها فقد كانتا مثل عيني ظبية لم تُرزق بها جزيرة العرب ليصفها الشعراء. خفق قلبه بقوة وارتبك كثيرا لما مرت بزينتها أمامه، فأحس بمشاعر متلاطمة كأمواج البحر، هي الحب والشوق والقلق والخوف ... إلخ .
وبعدما غادر مع رفقته أسهبوا في الحديث عن حور العينين ، فقال لهم أبو رضوان :
ـ إذا دخلتُ إلى الجنة ـ بصفتي عبدا يغض البصر دائماً ـ فسوف أختار أنثى لها شعر برتقالي مثل النار .
ولعله قال هذا الكلام ؛ لأنه سمعَه من شيخه العتيد إبراهيم بن سالم الذي سمعه بدوره من أبيه سالم فصارت الرواية صحيحة لا تُناقش .
في الساعة السادسة هبًَ أبو رضوان وخرج من بيته، فرأى عن طريق الصدفة ابنته خارجة من إعدادية علال الفاسي مع زميل لها، فتربص بهما من بعيد . ولما اقتربا منه دفع رفيقها دفعاً وجرَّها من شعرها وهو يقول في ذات نفسه :
ـ إن كيدهن عظيم .. إن كيدهن عظيم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري