الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا الى مشكلات صفر في عام التسويات

واثق الجابري

2016 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تصاعد العمليات الإرهابية، وقضّها لمضاجع السلطان أردوغان؛ صرح الرئيس الإسرائيلي من روما عن تطبيع العلاقات مع تركيا؛ تزامنا مع رسالة اردوغان الى الرئيس الروسي بنفس السياق، وبعد أيام من سعي بريطانيا للخروج من الإتحاد الأوربي، وتزايد الإتهام الدولي لدعم تركيا للإرهاب.
وضعت تركيا نفسها في ملفات شائكة أقليمية ودولية؛ للحصول على قوة في المنطقة منافسة للسعودية وأيران ومصر.
تركيا تلك الدولة الحالمة بالإنضمام للإتحاد الأوربي، والآملة بعودة الإمبراطورية العثمانية؛ بخليط من الأتاتوركية والأخوانية؛ تناقضت افعالها في الآونة الأخيرة فيما تطرحه من سياسة خارجية، وبعد وصول الرئيس داوود اوغلو للحكم؛ ناقض نظريته عندما كان وزير خارجية يطمح لبناء علاقات متوازنة في كتابة "مشكلات صفر".
تشنجت العلاقات الروسية التركية؛ مباشرة بعد نية الأولى المشاركة الفعلية في حرب داعش في سوريا، وركزت روسيا على قطع الإمدادات من الشريط الحدودي مع تركيا، وجاءت الأزمة الأكبر بإسقاط الطائرة الروسية وعدم الإعتذار للحادث؛ فيما كان للأتراك شروط فك الحصار عن غزة مقابل عودة علاقاتها مع إسرائيل، وتعويض ضحايا الباخرة التركية.
تركيا أيضاً لها علاقات متشنجة مع مصر والعراق؛ سيما بعد إزالة الأخوان المسلمين من الحكم، فإحتضنت معظم قادته الفارين من الملاحقة القانونية، ولها تدخلات واضحة مع العراق بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، وغض النظر عن داعش لإعتبار الحزب الكوردستاني مهدد لوحدة تركيا،ومن ثم التدخل المباشر بجلب قوات للموصل بدعوى محاربة الإرهاب، وهي لم تُشارك فعليا مع التحالف الدولي.
أردوغان صاحب الأغلبية بعد إعادة الإنتخابات، وشكل حكومة بمفرده؛ حصل على شعبية عالية قومية جعلته يندفع ويتماهى من تأثير سياسته على الدول المجاورة، وهذا ما أدى الى تصلب المواقف ومقارنة نفسه بروسيا الى قطع العلاقات، التي سببت آثار أقتصادية وخيمة على تركيا، وهي تعتاش على السياحة سيما من الروس؛ فيما تكسب من إسرائيل عمولة مرور الغاز، وعلاقة مع أوربا من هذا الغاز.
إن الخطوات التي إتبعتها تركيا بالإعتذار؛ حاولت فيها إعطاء التبريرات بأخطاء الرئاسة السابقة، وهربت من خسائر فادحة سياسية وإقتصادية، وسيترتب على إعادة العلاقة مع روسيا منع مسلحي داعش من العبور من حدود طولها 350 كم؛ بعد إكمال بناء 170كم، ومع إسرائيل ستتنازل عن شروطها وقبول التعويض مقابل الضحايا، أما مع مصر فستقوم بطرد الأخوان وحزب الوفد؛ بدعوى أن تكون المعارضة في نفس البلد أفضل.
تركيا وصلت لقناعة أن هذا العام للتسويات، وداعش لا مراهنة سياسية عليها؛ بعد نجاح القوات العراقية والسورية من إنتزاع أهم معاقلها، ومن مصلحتها إستغلال خروج بريطانيا لدخول الإتحاد الأوربي.
أردوغان يبحث عن مخارج بعيد عن العواطف والزخم الشعبي، وقد أدى تعنته الى خروقات إرهابية في أرضه وإتهامات علنية بدعم الإرهاب؛ بالتغاضي عن دوخول آلاف الإرهابيين الى سوريا والعراق، وعاد نادماً لفتح صفحة جديدة وبمساعدة روسيا وإسرائيل لدخول الإتحاد الأوربي، ويبقى الرهان على مصداقيتها في التخلي عن الإخوان وداعش، وأن كان حقيقياً سيكون عامل مساعد لإنهيار الإرهاب والتطرف، وهكذا تبدأ بتصفير المشكلات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس


.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة




.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ


.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال




.. قوات الاحتلال تنسحب من جنين بعد استشهاد 7 فلسطينيين في هجوم