الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهم المشترك وويلات شعوبنا

دروست عزت

2016 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



همنا واحد ودموع اقلامنا واحدة وأوجاعنا تلتقي معاُ في الهدف, فالويلات التي نراها اليوم هي نتيجة انظمة طاغيةٍ وسلطات مستبدةٍ الفعل .. وموقف المعارضة الهزيلة في مواقفها ورؤيتها التي لا فعل لها بين الجماهير .. والجمود والعنصرية عبائتها .. شريكة الدمارفي التدمير البلد وتمزيق الشعب لأن الجهل من شيمة اهل الفساد اينما حلوا..
فالدكتاتور الطاغي لا يفرق بين صغيرٍ ولا كبيرِ ولا بين إمرأة ورجل .. كل هذا وقوده الذي يعيش عليه لإستمرار بقائه في السلطة ويسيرعلى بوصلته التي وضعت له نحو تحقيق ما خطط له للتنفيذ .. فما يحصل هو نتيجة تراكمات تاريخية مستمدة من تاريخ شرقنا الأوسخ الذي يحمل في طياته تشوهات تاريخية من أفكارٍ وقناعاتٍ سواء كانت دينية أو قومية أو في العلاقات الاجتماعية التي تستمد منهما.
فالذين خُلِقُ للدمار لا يهمهم وجه جمال بلدهم أكثر من وجوههم القذرة ويعيشون على مأساة شعبهم .. لأنهم ينتعشون برائحة البارود ولون الدم اللذان هما هواءهم وغذاءهم في العيش والسلطة .. وعندهم إستعداد لتدمير البلد والأمة وما فيها ماداميستمدون نعيم عيشهم من ذلك .. واكثرهم مرسنين بأيادي غيرهم من أعناقهم كالبهائم .. ومن يضطهد ويدجن شعبه لمصلحته الخاصة ولأسياده خمسين عاماً عنده استعداد ان يدمرها في اللحظات كونه مسيّر وغير حر .. فالتاريخ يفرز أمثال هؤلاء الذين يتطفلون على شعوبهم وبلدانهم بعناوين مختلفة في كل زمن يفتقد فيه الرجولة والنخوة ..
فمهما كان الدماروالموت والتشتيت والتهجير لابد من يكون هناك الثمن و للثمن وقوده الاوجاع والمقاومة والصبر والتحدي والعمل على التغير .. ولكل تغيرٍ لابد من فعلٍ له ونتائج .. فالجذر والمد الذي نراه اليوم في سوريا هما لعبة تصنعها أصحاب المصالح وعبيدهم المرسنين من السلطة وبعض من المعارضة نفسها وهنا نستطيع أن نقول إنهم ( إتحاد تجار الموت ) يعملون ضد الحياة ليعيشوا حياتهم على حساب شعوبهم وبلدانهم وكرامتهم تحت ضربات اسياط لعنات التاريخ ..
الصور والمشاهد التي انتجها الصراع في سوريا مؤلمة وموجوعة وإستثنائية في تاريخ المنطقة .. بسبب موقعها الخاص ومخُطِطَات وضعت لها اهداف تصلح لهذا الموقع .. فسكوت العالم وتهميش موت السوريين لا يأتي سهوة ولا نسية بل مدروس ومتفق عليه من الجهة الدولية والإقليمية والقوى المحلية ..
نعم :إننا نرى الرماد والخراب ونرى الموت والجثث ونسمع الاختطافات والتهديدات .. وتحدث مذابح لم يقترفها هولاكو في زمن غزواته .. ودمار لا يقل عن دمار حروب العالمية الأولى والثانية .. لا يفعلها غير خائن لبلده وعبدٍ ذليل لغيره ..
فالتغيرعلاجه ُ أما الوعي والوحدة والتفاهم والبناء وأما يكون الدمار والخراب والتمزق .. فمنطقة الشرق الاوسخ لا تملك غير الرؤية الثانية بالتأكيد نتيجة ذهنية تاريخية فيها والمأخوذة من عقلية متخلفة وإستعلائية مريضة ولا تحميها غير القاتل والمدمر .. على مقولة شمشون الجبار :( علي وعلى اعدائي ) لذى فالمسيّر بأمرغيره لا يسير بفعله الا إلى موته وموت البلد والشعب ..
فمن يريد للثورة نجاحاً وإتنتصاراً عليه أن يتفاهم مع نفسه أولاً على الوضع الخاصة والعام ..
الخاص هو لا رجوع إلى الوراء حتماً وسوريا لن تعود إلى كما كانت .. والعام له أوجه كثيرة ولذا على من يريدون النجاح لها عليهم أن يفهم مكانتهم وقدراتهم بالنسبة للقوى الكبرى والدول الاقليمية والاجندات الخارجية والمحلية التي تقود المخطط وتنفذه ولن تتراجع في مثل هذه الظروف .. ولكل منها أسبابها ومصالحها الخاصة بها والعامة التي تؤثر عليها ... فالتغيرُآت ٍ مهما كان ثمنه وللتغير أوجه عديدة تحدده موقع القوى المتمكنة وجودها والمصالح ..
فألم يحن وقت الإستيقاظ من غفلتنا ونعود إلى بعضنا البعض ونتفاهم لنعيش معاً من أجل غد منير للأجيال القادمة ..

دروست عزت / السويد / يوتوبوري
3/ 7 / 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل