الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تذهب يا بابا؟

أمل سالم

2016 / 7 / 4
الادب والفن


أين تذهب يا بابا؟
?Où on va, papa
عنوان رواية جون لوى فورينيه Jean-Louis Fournier ، وهو كاتب وسيناريست ومخرج تليفزيونى فرنسي، ولدعام 1938 فى بلدة كاليس الفرنسية،وتقترب أعماله الأدبية من الثلاثين كتابًا ودراسة حقق بعضها شهرة واسعة، ومن أهم أعماله:
-سأعلمك الأدب أيها الغبى الصغير 1998م.
-أبى لم يقتل أحدًا أبدًا1999م.
-كلمات الأغنياء..كلمات الفقراء2004م.
-جوادى الأسود الأخير2006م.
-أين تذهب يا بابا؟2008م.
والتى ترجمها الأستاذ أيمن عبد الهادى، وصدرت من سلسلة الجوائز(ذات القطع الغريب) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010. وحازت تلك الرواية على جائزة الفيمينا عام 2008م.
وهي جائزة أدبية فرنسية مرموقة تمنح للرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، تأسست سنة 1904م من طرف صحفيي مجلة الحياة السعيدة La Vie heureuse في فرنسا، أبرز من فاز بها ايمانويل روبلس Emmanuel Roblès المولود فى وهران غرب الجزائر، والكاتبة السنغالية ماري نديايMarie N Diaye 2001م.والتى فازت بعد ذلك بجائزة غونكور 2009م.
والرواية تحكى قصة أب لديه طفلين ذوى احتياجات خاصة وهما " توماس" و"ماتيو"، وتبدأ عبر خطاب صريح من الأب إلى طفليه :
عزيزى ماتيو
عزيزى توماس
.....لم أكن أبًا صالحًا بما يكفى.لم أحتملكما فى أغلب الوقت، كان من الصعب أن يحتملكما أحد.معكما كان يلزم صبر الملائكة، ولم أكن ملاكًا.
إن شخصية الأب عبر الرواية فى تصاعد مستمر، وتستطيع أن تنقل القارئ إلى حالة الأب تمامًا، حالة الرجل الذى لديه طفلين من ذوى الاحتياجات الخاصة، والحق أن الكاتب اعتمد على المقاطع القصيرة، والتى تتناول جانبًا واحدًا من الموضوع لتصفه، وبتكثيف شديد، أجاد خلاله العزف على المشاعر الإنسانية، ليجذب القارئ؛ لا ليكمل قراءة الرواية فقط، بل ليتعاطف مع الأب الذى ابتلى بهما، وصبر على لأوائهما. ويستمر الكاتب ليستدر عطف القارئ أيضًا مع الطفلين، ثم يستمر ليضع القارئ فى مواجهة مباشرة مع- القدر إن شئت- أو الطبيعة التى ظلمت الجميع بما حكمت به.
تحية للكاتب العبقرى، وتحية للمترجم والذى أراه أجاد فى ترجمته لنقل هذه الحالة الحسية المتفردة.
وأنهى المقال بجزء من الرواية أعتبره حالة شعرية خالصة كتبت فى طيات الرواية:
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأصطحبكما إلى المتحف. كنا سنشاهد معًا لوحات رامبرانت، مونيه، تيرنر، ثم رمبرانت ثانية.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأهديكما إسطوانات الموسيقى الكلاسيكية، كنا سنستمع معًا إلى موتسارت أولًا، ثم بيتهوفن، ثم باخ، ثم موتسارت ثانية.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأمنحكما كتبًا كثيرة لبريفير، مارسيل إيميه، كوينو، أيونسكو ثم لبريفير ثانية.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأخذكما إلى السينما، كنا سنشاهد معًا الأفلام القديمة لشابلن، ايزنشتين، هتشكوك،بنيول، وشابلن ثانية.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأخذكما إلىالمطاعم الكبيرة، كنت سأسقيكما شومبول ميوسيجنى و شومبول ميوسيجنى ثانية.
لو كنتما مثل الآخرين، كنا سنلعب معًا تنس، سلة، وكرة طائرة.
لو كنتما مثل الآخرين، كنا سنصعد معًا فى برج أجراس الكاتدرائية وننظر من فوق كعصفور.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأهديكما ملابس على أحدث صيحة، لتكون الأكثر جمالًا.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأوصلكما المرقص بصحبة خطيبتيكما فى سيارتى القديمة المكشوفة.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأعطيكما بلطف قماشًا مجزعًا حتى تقدماه هدية لخطيبتيكما.
لو كنتما مثل الآخرين، كنا سنقيم حفلًا كبيرًا لزواجكما.
لو كنتما مثل الآخرين، كنت سأرزق بأحفاد.
لو كنتما مثل الآخرين، ربما قل خوفى من المستقبل.
لو كنتما مثل الآخرين، كنتما ستكونان مثل الجميع.
ربما لم تكن لتستفيدا سيئًا من الدرسة
كنتما ستصبحان لصين.
كنتما ستنزعان خافت الصوت من السكوتر لتحدثان مزيدا من الضجيج.
تكونان عاطلين.
تحبان جون ميشيل جار
كنتما سستتزوجان بلهاء
تطلقان.
ربما رزقتما أطفالًا مقوقين.
لقد تخلصنا من خطر مداهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة