الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة من جنس طائر

تغريد الكردي

2016 / 7 / 4
الادب والفن


على غير العادة توقفت وسط الشارع, في المنتصف تماما,
الوقت كان غروباً, متأكدة هو الغروب, رائحة الهواء, حركة الاشجار,
سكون الطريق و خلوهِ من الحركة, لابد أنه كان غروباً و لابد أني في المنتصف
تماما فذلك الطائر و خفق جناحيه يبتعد و يقترب حولي يمينا و يسارا بذات
المسافة يقول أني في المنتصف.
انتظرت هناك, انتظرت قليلا و سمعتُ صوت أقدامي مهرولة و يداي تحمل قلبيّ
المكسور حين هُجرت أول مرة و تلاشى كل شيء بعد ضربة قوية من جناح ذلك
الطائر على وجهي, لم تنزل دمعة, نَفظت بقايا الريش من على ثوبي و بدأ صوت
سيرٍ بخطى ثقيلة و يداي فارغة إلا من بقايا ترابٍ بين أظافري حين هُجرت لثاني
مرة و جاءت ضربتهُ أقوى على وجهي و لم تنزل دمعة.. حَركت العكاز
أتحسس صمت الأسفلت و قسوتهِ و أمتزجت التكات مع الكلمات
"هذا نصف قلبي و كوني ليّ", توقف الطائر امامي, اجنحته مازالت ترفرف,
شَعرتُ بمنقارهِ يلامسني, نزلت دمعة..
شَعرتُ بمضغهِ لأحشائي و هو ينهشها,
الأن لا أتذكر شيئاً إلا عمياء بنصف قلبٍ مستعار هُجرت لثالث مرة و تعيش في
حوصلة طائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??