الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعطني حريتي ... اطلق عقلي

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2016 / 7 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


أعطني حريتي أطلق عقلي
ازمة المهاجرين والمهجرين من السجن المفتوح الى السجن المقيد
الهجرة بشكل عام لا يمكن حصر اشكالها او أهدافها بمجموعة من المعايير فهي تختلف من شعب الى اخر ومن فرد الى اخر والكل يتجه نحو المجهول الأفضل او السعادة المنشودة وحيث يكون في اعتقاده الحل الأمثل، مارستها البشرية على مدى التاريخ منذ العصر الحجري بدءا من مطاردة الحيوانات في البحث عن الطعام الى الهروب او الانتقال الى عالم اخر، وكانت الهجرة سواء في البحث عن الأرض الجديدة الخصبة والمراعي او المعادن او نتيجة الصراعات للاستحواذ على الاراضي والاملاك وكذلك الصراعات العرقية والدينية السبب الرئيسي في انتشار البشرية في بقاع الارض.
كانت الغزوات احدى اهم حالات الهجرة وساهمت بشكل كبير في الانصهار بين الشعوب بسبب القتل والاسر والاغتصاب وما ينتج عنها، فهي اذن ابشع حالات الهجرة وأكثرها ظلما وخرابا وخاصة اذا كانت الشعوب الغازية شعوب متخلفة او اكثر تخلفا من شعوب البلاد المحتلة، ويذكر لنا التاريخ الغزاة المقدونيين كانوا شعوبا متحضرة تفاعلت مع الشعوب المحتلة فنتج منها حضارات جديدة، حيث بنى الاسكندر المقدوني المدن التي سميت باسمه (الإسكندرية) في كل بلد احتله ففي اسكندرية مصر بني اكبر حضارة تاريخية دامت قرابة ثلاثة قرون وتوافد عليها العلماء والفلاسفة وانشأ فيها مكتبة كبيرة جدا وصل عدد الكتب فيها حوالي 700 الف مجلد قبل ان يأمر الخليفة عمر بن الخطاب بتدميرها، وفي اسكندرية بابل قدم لنا العالم فيثاغورس نظريته المشهورة.
اثبت التاريخ ان الهجرة طبيعة بشرية متأصلة فقد شهد العالم كله بلا استثناء هجرات جماعية وفردية بحثا عن الحياة الأفضل.
والحرية
الحرية المنشودة لغة الحياة، لغة البشرية منذ الازل، فهل وجدت الحرية؟
حتى البحث عن الحياة الاقتصادية الأفضل أساسها الحرية المنشودة.
البحث عن المجهول دائما ما يجعل المستفيد الوحيد من الهجرة هو الجيل الثاني او الثالث، اما المهاجر الذي خاطر بحياته وامواله وحتى تاريخه الاجتماعي وقدراته الفعلية في الدراسة والعمل غالبا ما يجد نفسه في طرق مغلقة، باستثناء الهجرة المنظمة المدروسة مسبقا او السفر بموجب عقود عمل او للدراسة ثم الاستقرار في نفس البلد بعدئذ.
الهجرة بشكل عام وبعيدا عن الاستثناءات إيجابية وليست سلبية والدول التي تستقطب المهاجرين هي دول متحضرة ومتقدمة ثقافيا واقتصاديا فقد اثبتت الدراسات ان تدفق الدماء الجديدة من المهاجرين تدعم التطور والنهوض العلمي لما تقدمه من عقول جديدة، ويشبه الباحثون الدول المنغلقة كالزواج من العائلة او القبيلة الواحدة التي سريعا ما سينتج عنها العوق نتيجة تداخل وتراكم الامراض الوراثية.
يقول أحد المهاجرين ان على المهاجر العاقل ان يفهم انه لن يجد في المهجر سوى شوارع من اسفلت او من حجر، اما من يعتقد غير ذلك فعليه ان ينتحر في وطنه قبل التفكير بمشروع كارثي، واهم مقومات الهجرة ان يحترم ويتقيد بقوانين وتقاليد البلد المهاجر اليها ولا علاقة له بقوانين بلده التي خرج منها دون ان يفقد حبه لوطنه الام.
أوروبا 2015
لا يختلف اثنان في العالم على ان موجات المهاجرين والمهجرين التي اجتاحت أوروبا سنة 2015 وما قبلها والتي ازدادت وتوسعت منذ احداث أيلول الدامي في نيويورك 2001 ما كانت لتتطور بهذا الشكل الدرامي الا نتيجة للاضطرابات الدموية التي شهدتها المنطقة كلها، وان الأغلبية الساحقة منهم ربما لم يفكروا يوما ان يتركوا اماكنهم الى اماكن أخرى داخل بلدانهم الى أوروبا ومع ان كثيرا منهم ربما لم يكن دخله جيدا جدا ولكنهم راضون في وضعهم رغم تذمرهم من الحياة المعيشية.
ورغم انهم يعيشون في أنظمة شمولية فاسدة او ديمقراطيات اعلامية مزيفة ودول ذات دساتير وقوانين ورقية تخطف الأبرياء وتسجن الأطفال لأسباب تافهة، ولكن في ظل شريعة قاسية لا ترحم أبناء جلدتها انفسهم، وتميز او لنقل يميز من يحكم بها أبناء الطائفة التي يطلق عليها الأقلية عن أبناء طائفته، اما غير المسلمين او مواطني الدرجة الثالثة او ما دون ذلك فحدث ولا حرج والأفضل ان لا تتكلم كي لا تصاب السكتة او السرطان.
انهم جميعهم كانوا يعيشون في غابة او سجن لكنه مفتوح يستطيع الجميع الحركة داخله بلا قيود!
مئات الألوف من الاسر الامنة في بلدها، أطفال وشباب بعمر الورد تمثل الحجر الأساس للأجيال القادمة وجدوا أنفسهم فجأة بالعراء مهجرين من اراضيهم قسرا بأساليب مختلفة كل له قصته الخاصة.
هؤلاء الأبرياء اللذين تركوا كل شيء وباعوا كل شيء وضحى العديد منهم بحياته ومنهم من خسر طفلا او أكثر من اطفاله والعزيزين من احبائهم كل هؤلاء دفعوا الثمن الغالي ثمن هروبهم الى بلاد الحرية وكان عليهم ان يجدوا الحرية بعيدا عن امراض الوطن الذي تركوه ورائهم.
غير ان اللذين وصلوا اوروبا لم يجدوا امامهم شوارع مبلطة بالذهب كما كانوا يحلمون بل وجدوا انفسهم في مجمعات او معتقلات ان صح التعبير ليس عن قصد اطلاقا وانما واقع حال فرضته الظروف التي ما كان يتوجب ان تحصل، فمن جهة وصول عدد هائل بشكل غير منظم لا مؤطيء قدم لهم مهيأ ولا يجيدون لغة البلد ليجدوا انفسهم مقادين بأناس جدد اشبه بمخابرات نظام الحكم الذي هجروا بلادهم بسببه، انهم المراقبين المتغلغلين اللذين ربما يلعبون دور العميل المزدوج او ربما الخلايا النائمة للاٍرهاب بغض النظر عن مسمياتها جمعيات او مترجمين او مراكز او مرشدين وهم بالحقيقة مراقبين وكأن المهاجرين هربوا من سحن كبير ليقعوا في سجن مقيد ( وارجو ان لا يؤخذ كلامي عن هؤلاء المرشدين وغيرهم بالطلق واعتذر للخيرين منهم) ولكن التقارير الاعلامية والاحداث وحتى بعض اعمال الشغب اثبتت دورهم الخطير بذلك .
نعم هذا ما يحدث لان هناك من لا يسمح ان يتحرر هؤلاء المهاجرين والمهجرين الأبرياء، فأن عادوا سيعودون بعقول جديدة متحررة وهذا يهدد كيانهم المهزوز أصلا والمبني على الشريعة البوليسية، وان بقوا أيضا سيفكرون بالتغيير وسيعملون على نشر أفكار جديدة تؤثر على كيانهم الهش.
من الطبيعي ان الطفل يتم فطامه في العام الثاني ولكن الغريب ان الإسلام المتواجد في أوروبا منذ مئات السنين وبأعداد كبيرة لم يستطع ان يكون له ثقافة متميزة (ثقافة إسلامية بحتة) ولكن تتناسب والواقع الذي يعيشه فنرى للأسف قوافل الخطباء والشيوخ القادمة من بلاد لا تعرف أي شكل من اشكال الحضارة الحديثة ، أناس عاشوا بين كتاب واحد ختموه بعمق اكثر من مرة يمثل بالنسبة لهم الحياة كلها فهو العلم والمعرفة والتاريخ والفيزياء وووو. وما الذي يملكونه ليعطوه (فاقد الشيء لا يعطيه) جاءوا بأمراضهم التي مزقتهم ومزقت شعوبهم في بلادهم، ومكانهم الطبيعي في المصحات العقلية وليس في البلاد المتحضرة، لهذا تجدهم لا يثبتون وجودهم الا بأفكار الجهاد والخلافة والسيطرة على أوروبا وسيحكمونها ويجعلون شعبها عبيدا لهم وسيفتحون أسواق للجواري (تصور في هذا العصر يخرج احد كبار الشيوخ ليتحدث عن سوق المتاجرة بالجواري بلا خجل ولم يتطرق عن أي تفكير للاٍتاج والتطور والبحث العلمي فهذه ليست في اجندته). وغيرها من الأفكار الشاذة ليس أكثر من (ثرم بصل برؤوسهم كما يقول المثل) غسل دماغ وتدمير لمستقبل هذه الأجيال فاذا خرج من هؤلاء من يقوم بالترجمة والإرشاد والرعاية مثلا لقوافل المهاجرين ماذا يتوقع منهم ان يقدموا؟
ولهذا نرى محاولات التعتيم على ما يحدث في مجمعات المهاجرين وحتى تقارير الداخلية الألمانية تؤكد ان ضغوطا تجري على المهاجرين وقد وصلت الأمور الى تهديد الصحافيين اللذين أرادوا نشر معاناتهم والامثلة المعلنة كثيرة لا داعي للدخول في تفاصيلها.
بالتأكيد دخل الإرهابيين مندسين بينهم فهذه مسألة محسومة ولكن هؤلاء الإرهابيين وصلوا الى أوروبا بأمان أكثر بعيدا عن طرق المخاطرة لتوصلهم الايادي الخفية المدعومة خارجيا وداخليا الى بر الأمان لتنفيذ مآربهم الاجرامية المخططة ثم اندسوا في وقت لاحق بين المهاجرين.
ان أوروبا لا يهددها او يهزها المهاجرين ولا يؤثر في فسيفسائها الجميل، ان ما يهددها فعلا ويهدد قيم ومباديء الثورة الفرنسية وهي التي منحت جميع المقيمين على ارضيها
الحرية
والحرية
ثم الحرية
من دون اية تدخلات خارجية او داخلية خارج ٍاٍطار القانون فهل يعقل لأوروبا ان تستثني مكون اجتماعي كبير بأكمله من ثوابت الديمقراطية العلمانية التي قامت عليها أوروبا الحديثة لتتركه تحت رحمة (ألبترودولار) والذي بسببه هجر الالاف أراضيهم وتركوا كل شيء ورائهم وما الذي يتوقعه الاوربيون من هذا التناقض والانفصام في السلوك والمباديء.
ان على الاوربيين ان يتعلموا من درس تصويت البريطانيين الأخير والذي كان أحد أسبابه مشكلة التعامل مع المهاجرين والمهجرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م