الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان فعل ماضي في تعزية أهالي الكرادة الطيبين

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2016 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام



في السابق كنا نتداول نكتة جميلة عن رجل مات واخذه ملاك الموت الى رب العالمين (ابعد الله عنكم كل شر) فقال له الله للقد ارتكبت العديد من الأخطاء التي ستعاقب عليها.
فقال له الانسان يارب لماذا لم تنذرني كي اتوب وانت اله غفور رحيم.
اجابه الله كيف لم انبهك ايها ألانسان,
الم يبيض شعرك تدريجيا وانت تقوم بصبغه قبل ان يسقط كله.
الم تكثر مراجعاتك للأطباء
تارة طبيب القلب او طبيب الكبد والسكري او الاعصاب.
الم تستعمل العكاز في مشيتك وتتعثر كالطفل بعد ان كنت تركض برجليك وتتسابق مع الاخرين.
الم تتكسر اسنانك وذهبت للطبيب لصنع الاسنان الاصطناعية لتتمكن من مضغ الطعام مع ان طعامك اغلبه مسلوق وشوربة ومخضرات.
الم يضعف نظرك وتستعمل النظارات.
فلماذا تقول لي ذلك؟
حتى السبعينات كان من النادر ان تسمع بموت انسان صغير او متوسط العمر، فاذا كان المتوفي دون الخمسين من العمر يتساءل الناس عن سبب الموت هل هو من ذاك المرض الخبيث ام في حادث، وحتى في حالات الحرب التي كانت تقع بين فترة وأخرى تجد الخسائر في الارواح ليست بالكبيرة ومع ذلك تأخذ طابعا من الحزن وألأسى من أبناء المدينة كلها.
في الثمانينات وبعد الحرب العراقية الإيرانية انتشرت مجالس التعازي لشهداء الحرب في شوارع المدن فلم يعد الناس يهتمون او يحزنون كثيرا على الموتى من كبار السن فهناك من هو الاهم. واستمر الوضع على هذه الحال من حرب الى حرب الى ان وصل الامر الى ما نحن عليه اليوم فدخلنا مرحلة الكوارث العائلية واصبح الموتى بالجملة على مستوى العائلة الواحدة، نتيجة التفجيرات والاعمال الانتحارية وهم يكبرون بأعلى صوتهم، ماتت الضمائر فالضحايا تتناثر في كل مكان والدماء تفرش الشوارع باسم الله اكبر، ما اجبن هذا الاله الذي يرضى بهكذا بشاعة.
ثم يأتينا الربيع العربي لنرى صورا جديدة صور من الغرقى أطفال مرميين هنا وهناك على الشواطىء، اخبار عوائل بأكملها تختفي، أناس يلقون بأناس اخرين معهم على الزوارق في البحر بلا رحمة ولا وازع ضمير.
أيعقل كل هذا يتطور في اقل من خمسين عاما وهل هناك من عائلة لم تنكب بفقيد او أكثر.
واليوم تأتي كارثة الكرادة في بغداد التي سميت مدينة السلام لتمزق السلام من عروقه.
ما الذي سيقوله طفل رضيع بعمر الورود لله، هل سيقول لماذا خلقتني لتمزق احشاء من بقي من اهلي الما وحزننا علي، ام انك لم تجد طريقة افضل من هذه الطرق لكي تمتع قاتلي بالحور العين والغلمان المخلدون، و ماذا سيقول جنين في بطن امه على ماذا ستحاسبني ياربي.
فلا المهاجرين ناجين ولا الباقين ناجين
ليرحمكم الله ويرحمنا بشفاعتكم أيها الأبرياء انقياء القلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|