الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفينة الايطالية الملغومة.. قنبلة موقوتة عرفت طريقها إلى المغرب

مصطفى المغراوي

2016 / 7 / 5
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


إن الرأي العام المغربي اليوم لا حديث له إلا عن المشكلة البيئية التي تحذق بالمغرب، فبعد الحملة الشرسة التي شنتها الحكومة عن الأكياس البلاستيكية التي تستغرق عمرا طويلا كي تتحلل، يصدم المواطن المغربي بخبر تحويل كميات هائلة من النفايات القادمة من ايطاليا ليتم حرقها في معامل الاسمنت المغربية، غير آبهين بالإنبعاثات السامة الصادرة عنها، وهو أمر يتعارض مع مخطط المغرب الأخضر الذي سعت إليه البلاد منذ سنوات.
وفي هذا الإطار اصدر المركز الجهوي للتنمية المستدامة بلاغا يستنكر فيه هذه العملية، معتبرا ان الكمية المحولة تبلغ اكثر من 2500 طن، وهي تتشكل من مواد بلاستيكية ومتلاشيات مطاطية وغيرها، ليتم توجيهها الى عدد من المدن المغربية لحرقها نظرا لخطورتها البالغة، الأمر الذي خلف استياء قويا عند كافة أقطاب الشعب المغربي كافة.
وفي نفس السياق عبر خالد الماجدي رئيس المركز الجهوي للتنمية المستدامة بأن هذا الاحتراق سيتسبب إلحاق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات، ويؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، وإصابة المتضررين بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة، وأضاف أن عددا من الجمعيات قد تصدت في فترات سابقة لشحنات مشابهة استُقدِمت من دول أوربية أخرى قصد إحراقها بنفس الطريقة.
وقد أكد موقع " فين بيج " الايطالي إن مصدر تلك النفايات هو منطقة تقع نواحي مدينة نابولي الايطالية، والتي وعد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينسي بتخليص ساكنتها منها في ظرف لا يتجاوز ثلاث سنوات، لأنها مخلفات تحتوي على مواد سامة وخطيرة على البيئة والإنسان ولها أثار مدمرة، مشيرا إلى المناطق التي يتم انجاز عملية الحرق فيها أطلق عليها الايطاليون " أراضي النار " في إشارة إلى خطورة الوضع الناتج عن مدى التأثير، الذي تسببه هذه النفايات على التربة والفرشة المائية وجودة الهواء.
ومقابل دلك فقد وضحت الوزارة المكلفة بالبيئة مؤكدة خبر استيراد هذه الكمية الضخمة من النفايات، ومعللة بأنها مخلفات لا تشكل أية خطورة ، وان استقدامها إلى المغرب يدخل ضمن الاتفاقية الدولية الخاصة بالتحكم في النفايات غير الخطرة، قصد إعادة تدويرها أو تثمينها كطاقة بديلة ووقود مكمل، وأضافت قائلة أن هذه النفايات قد خضعت لعمليات التحليل والمراقبة والتتبع قبل دخولها المغرب، للتأكد من خلوها من أية مواد خطرة وسامة.
وعلى إثر الجدل المحتدم حول هذه الكمية الهائلة من النفايات، وجه حزب الاتحاد الاشتراكي أسئلة متعلقة بالموضوع إلى رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران، يُسائله عن أسباب وحيثيات وإغراض حرق هذه النفايات بالمغرب وليس بايطاليا التي أنتجتها، وعن المقابل المادي الممنوح مقابل هذه العملية، مشيرا أن الحكومة تترنح بين قناعين، الأول يدعو إلى سلامة البيئة من خلال حملة الأكياس البلاستيكي، والثاني من أجل تدمير البيئة بالسماح لهذه التجاوزات أن تتم على ارض المغرب، الذي اعتبرها البعض بأنها أصبحت مقبرة للنفايات التي يمكنها أن تأتي من كل حدب وصوب.
إن التمنية المستدامة التي يحاول المغرب أن ينهجها، لا تستثني مشاكل البيئة وما ينجم عنها من اختلال في التوازن البيئي، وذلك لتأمين حاجيات الإنسان في الحاضر والمستقبل، عن طريق التقليل من استعمال المركبات وخفض معدلات التلوث، والتي تزداد ارتفاعا وانتشارا أكثر من أي وقت مضى، فتمادي الحكومات في الترخيص لهكذا مشروعات، يضع مستقبل البلاد في موقف محرج، موقف تزداد خطورته حدة بفعل نقل النفايات الأجنبية إلى داخل البلاد كيفما كانت الحجة ونوع التبرير.
إن الحفاظ على البيئة أصبح يتسم بحساسية خاصة، لذا لابد من بذل الجهود لمنع انتقال هذا النوع من النفايات، التي تشكل خطرا على مستقبل المواطن، مع صرف النظر عن التعويضات المقدمة من طرف الدول المصنعة – مهما كانت قيمتها - من تحفيز الدول النامية ودفعها مكرهة على قبول مثل هذه العروض المغرية، متجاهلين ما ينجم عن ذلك من كوارث وأضرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج يتوافدون على عرفات لأداء ركن الحج الأعظم


.. الحرب في أوكرانيا.. خطة زيلينسكي للسلام




.. مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي يرصد آخر الأوضاع في مدينة رفح


.. كيف هي الأجواء من صعيد عرفات؟




.. مراسل الجزيرة يرصد أراء الحجاج من صعيد عرفات