الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لتلك الدعوة المزرية الي الوحدة

احمد حسن

2016 / 7 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ذلك الذي يدعو لوحدة المشاركين في يناير 2011 - في مصر - مجددا إما واهم ، لرغبته في تجميد الصراع الاجتماعي والسياسي عند لحظة من تطوره ، قد انقضت بكل ملابساتها ، أو برجوازي صغير اقصي أمانيه أن نطيح مجددا برئيس لتحقيق بعض الصلاحات الديموقراطية ...

تناقضات واستقطابات المرحلة التي مثلتها انتفاضة 2011 قد تبدلت كليا ، لقد أعيد تكتيل القوي والطبقات فى اطر جديدة ، بعض المشاركين كشف عن رجعية شديدة وعمالة للدولة البرجوازية ولأجهزتها الأمنية ، وآخرون كشفوا عن انتهازيتهم أو عن جبنهم وخستهم ، أحزاب رئيسية مثل الإخوان والوفد صاروا مكشوفين تماما كاحتياطي للنظام البرجوازي ، فإما مارس قمعا ضد الجماهير ، وإما شارك أو تواطؤ ضد المنتفضين والمعتصمين ومسيرات الاحتجاج ، إن الموقف - السياسي - الملتبس نسبيا للإخوان من قضايا الحريات - على سبيل المثال - قبل 2011 ، قد وضح تماما حين امسكوا بالحكم ، وكذلك مواقفهم الأخري تجاه الخصخصة مثلا أو القضية الوطنية ، وكذلك تأرجح وجبن رموز الليبرالية المصرية - سواء التقليدية أو الحديثة ،- قد اسفر عن ظهورهم كخدم لهذا الجناح أو ذاك من أجنحة الرأسمالية المصرية ، بل انهم لم يمانعوا في دعم ومساندة حكم عسكري كان يهدف بوضوح الى وأد الثورة ، وﻻ فرق في ذلك بين رموز الوفد أو الغد أو حتى أشخاص مثل حمزاوي ونور والبرادعي ، وحتي قوى اليسار أيضا قد أعيد تكتيلها وتحديد مواقفها بصورة مزرية / يستوى في ذلك التجمع أو التحالف أو الاشتراكي المصري وغيرهم .... فأى قوى تلك التى يدعونها الى الاتحاد مجددا ويظهرون روح طيبة ومتسامحة تجاهها ، وبغض النظر عن ما حدث من تصدعات كان عميقا إلى حد شق العظم ، إلا أن تصوير هذه الاستقطابات - الجديدة - التي حدثت في مجري الثورة ، وكانها مجرد سؤ تفاهم بين رفاق ثوريين ، هو البله بعينه ، ﻻ يملك ولا يجب أن يمارس ثوري تغطية جرائم تكتل الثورة المضادة ، والمنضمين إليه ، بل وبكل أريحية يظهر تجاهه تسامح برجوازي صغير يساوي بين الثورة - بكل تعقيد تناقضاتها وتطور عميق في مجراها ،وبين مشاجرة عائلة أو أصدقاء مقهى ، إن بعض اهم نتائج الثورة هى أنها تكشف هؤلاء بالتحديد ، تعزلهم ، تسحب منهم ثقة كانت ممنوحة لهم من الحركة الجماهيرية ، يعريهم مرة والى الأبد ، وليس تلك الدعوة الانتهازية الى الوحدة والتسامح ، وكأنه يريد أن يجمع كل أخطاء الماضي في سلة واحدة ليمارسها مجددا .
العكس تماما هو المطلوب .. أن نذكر الجماهير مرة بعد اخري ودون كلل ، بمن ظهر كمعادي للثورة ، من وقف ضد طوفانها ، من تحالف مع أعداءها ، وان ﻻ نسمح لأي منهم بخداع الجماهير مجددا ، بارتداء مسوح الثورة أو اعتلاء منصتها ، وإلا كنا أيضا نسهل هزيمة ﻻحقة للجماهير ، ونخدعها ، ونخفي عنها أعداءها ، نستر عورة الانتهازيين ، ونخلط بين الأصدقاء والأعداء باستخفاف شديد ، بين أخطاء التقدير ممن لم يبارح خنادقنا ، ومن انتقل فعليا إلى الخندق الذي يطلق علينا الرصاص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟


.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب




.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم