الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتحرر العراق بتحرير الفلوجة ونينوى؟

عدنان يوسف رجيب

2016 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لنبدأ من آخر الفضائع التي فجرتها جريمة داعش في منطقة الكرادة ببغداد يوم السبت الثاني من تموز 2016.... مجزرة راح ضحيتها عشرات المواطنين العراقيين الأبرياء وهم ممتلئون بحب الحياة و بهجتها..... أرادوا الإحتفال والإستمتاع بفرحة عيد الفطرالمبارك، [الإسلامي الطعم والرائحة]... هكذا، إذن، خطفت منظمة الإرهاب الداعشية زهور الحياة وهي تدعي إنها تنتمي لدين الضحايا؟! لقد كانت هكذا إرادت و مطلب سلطة آل سعود الوهابية ومجاميع البعث [بندقية للإيجار]، ودول الجوار كلها (بلا إستثناء)..... و كانت هكذا الإرادة الظلامية للسلطة العراقية المغرقة في المحاصصة و الفساد المالي والإداري.... بكل إتجاهاتها الطائفية والعنصرية... الشيعية والسنية والكردية والعربية....

إننا، من حقنا، إذن، نحن الشعب العراقي أن نعتبر الطائفية والعنصرية هما مفسدة لعراقنا الرافديني..... وإذا ما أنتحينا المثل في يوم السبت، فسنرى المخزي في سلطة العراق .... إن مسؤولي الأمن في منطقة الكرادة، كانوا يعرفون بوجود سيارة مفخخة، إلا إن إسترخائهم و اللا مسؤولية عندهم لم تثر حماستهم الوطنية للتفتيش الجريئ و الجسور للعثور على هذه السيارة .... إنهم، هم، الذين أستخدموا الإجهزة المعروفة بفسادها للكشف عن العبوات !! ..... ياللهول حمقى ولا وطنيين.....

حادثة الكرادة واحدة من مئات الحوادث التي مرت على الشعب العراقي منذ أن مرر بريمر، الحاكم – المتحكم - الأمريكي سياسته الطائفية التحاصصية في العراق وزرع [مستفيدا من التوجهات السابقة للبعثيين و صدامهم القزم] المنبت المر....
المحاصصات و الطائفية والفساد تأتي كل منها من وجود الأخرى، إنها حلقة مفرغة ... ما أن تطغى الطائفية حتى تظهر المحاصصات وكل ذلك من أجل الإستيلاء على الثروة والجاه، وهنا يظهر الفساد المالي والإداري بأجلى صوره في الطائفية والمحاصصات.... حينها يحس المواطن، كل مواطنة ومواطن، بالضياع واللاإئتمان ..... إن سلطة الدولة لا تؤمن للناس المصالح الحيوية كمواطنين.... عليه لا بد أن يلجأ كل مواطن لمن يسعفه و يحقق له ولها المصالح، حتى في أدناها.... هنا سيكون الدين أو القومية المنقذ..... وهنا، كذلك، سينقسم المجتمع بعيدا عما هومنسجم مع الهوية الوطنية....سيتجه الى الهوية الطائفية العنصرية.... وهذا، بالضبط، هو تخطيط وأمنية أل سعود وأل حمد وأل بعث وآل أردوغان وآل خامنئي وأل أسد وآل العم سام وأل أبو ناجي، وآل ، وآل.... مع عملائهم وإمتداداتهم داخل العراق من أعلى مستويات السلطة لأدناها....

فإذا تخلصنا من مرضى العقل والنفس أفراد داعش، و حررنا الفلوجة ثم نينوى، فهل سنرفل بالعز والحرية؟؟!! لكن ماذا عن الصيحات ضد الحشد الشعبي.... وعن صيحات ضد أبناء عشائر منغمسون في جرائم داعش... وعن أبناء عشائر أصابتهم جرائم داعش في مقتل.... وماذا عن مئات آلاف اليتامى و الأرامل واللقطاء اللذين يجب حايتهم ورعايتهم.... وماذا عن تخريب نفوس الأطفال و الكبار إجتماعيا.... بل ماذا عن مليونورية رجال دين (بإسم الدين باكونا الحرامية) وخداعهم و دجلهم.... وعن أفندية مليونورية خانوا الوطنية و سرقوا الأموال ومراكز الدولة وأفسدوا الإدارة.... وعن تكفيريين إقتصوا من الناس الوطنيين الواعين.... وماذا عن سذج وتوافه زيفوا الشهادات الجامعية وأسسوا لسلوك خياني علمي و وطني..... وعن جبناء تسلطوا على رقاب المواطنين الرائعين المثقفين وحاولوا إذلالهم بكل الطرق..... وماذا عن مخططين لتجهيل الناس وتضليلهم بشكل تعسفي دائمي.... يزرعون الأمراض الفكرية الشيعية والسنية..... وعن ناشرين لأمراض الهلوسة والحشيشة بين الناس ... وعن ... وعن...

هنا يبقى السؤال الكبير يصدم و يفقا العين: إذن، من يقوم الإعوجاج الذي أصاب المجتمع كله ؟! هل هي السلطة المتهافتة التي ساهمت، ولا تزال، بكل الموبقات و الجرائم!!.... لعل الأحمق وحده واللاوطني هومن يعتقد ذلك....
لايقوم التحطم والشروخ و الإعوجاج إلا الوطنيين الحقيقيين الذين تم إبعادهم عن السسلطة....هؤلاء الذين يعملون ضد المحاصصة و الطائفية والعنصرية.... هؤلاء هم من يتصفون بالوطنية والوعي ..... يملكون الإخلاص الحقيقي للوطن ويعملون على تلاحمه الكامل و سيادة الشعب على أرضه و موارده، والتوجه في العمل لسعادة ورفاهية كل أبناء الوطن و المساواة المواطنية بينهم.... إن ذلك يكون نابعا عن وعي واضح بحالة العراق .... من قبل مثقفين مشهود لهم بثقافتهم......
ووفقا لهذا المقتضى، فلا موطئ قدم مطلقا لجميع أولئك الذين حكموا العراق في فترة ظلامية البعث الفاشي، ومنذ زمن 2003 لحد 2016 .... فترة الظلامية الثانية لحكم الإسلام السياسي الشيعي والسني، و العنصري العربي الكردي.....

الظلاميون ووالطائفيون والعنصريون لا يتركون الحكم الذي أغدق عليهم الملايين [و البلايين لبعضهم]، وكثير منهم سقط المتاع.... سيتمسكون بالسلطة بكل أظافرهم و أنيابهم الذئبية، و بكل الحيل و الخداع الديني والقوماني، وبكل ما يصح و ما لا يصح، و سيصلون لأقصى الدرجات في العتو اللاإنساني مدفوعين بـ أنانيتهم المقيته و مصالحهم المريضة وهم لا يشعرون بأي وخز وطني أو إنساني.....
هم لا يتركون السلطة إلا بطريقة واحدة وحيدة واضحة.... الثورة العارمة وكنس كل موبقات الإسلام السياسي والعنصرية القومانية، وكل الخداع و الدجل في إيغال وإدخال الدين في سلوكهم الأعوج المرتد وفي تمسكهم الرذيل المخادع بـ السنية والشيعية، والقومانية العربية والكردية، وكلهم أبعد ما يكونون عن هكذا معتقدات..... الثورة العارمة هي المنقذ الوحيد يا أحرار العراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤلات مشروعة وواقعية
فلاح علي ( 2016 / 7 / 6 - 00:41 )
العزيز عدنان يوسف
تحية طيبة
مقالتك تتضمن تساؤلات مشروعة هل سننتصر على داعش ويتحرر العراق بتحرير الفلوجة وماذا نقول بعد التفجير الارهابي الاجرامي في قلب بغداد في منطقة الكرادة وراح ضحيته اكثر من 300 انسان ما بين شهيد وجريح نعم نستنكر هذا العمل الاجرامي ونقدم التعازي لعوائل الشهداء ولشعبنا ونرجوا للجرحى الشفاء العاجل يفترض بالانتصار في الفلوجة قد اصبحت بغداد محمية ليواصل جيشنا العراقي بتواصل تقدمة باتجاه الموصل والحويجة ومناطق اخرى لتحريرها لكن هذا هو تنظيم داعش الارهابي لديه خلايا نائمة تتحرك بكامل حريتها والاجهزة الامنية والاستخباراتية في غفوة هذا يؤشر ان حكومة المحاصصة غير قادرة على حماية المواطن وتحقيق الامن والامان في البلد بالمطلق هذه الحكومة غير قادرة على محاربة الفساد والمفسدين وغير قادرة على انهاء الطائفية السياسية وغير قادرة على مواصلة عمليات الاصلاح والتغيير وغير قادرة على حصر السلاح بيد الدولة لا خيار الا بمواصلة الحراك الجماهيري واتساعه وزيادة ضغطة وتأثيرة لأحداث التغيير الديمقراطي واقامة دولة المواطنة مع التحيات

اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل