الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيور الشيخ المهاجرة ......................... قصة قصيرة

جاسم محمد كاظم

2016 / 7 / 5
الادب والفن


تنهد العجوز بحرقة وغمست قطرات الدمع كلماته الباكية واخذ يسرد هول المأساة المريرة التي يدور في فلكها المحزن لشخص الجنرال الذي انتصب أمامه كسياف أخرجه علية القدر ذلك الصباح .
انتابه شعور الأمل ورغبة أحساس بان هذا المارد سيعيد إلية طيوره المهاجرة بلمسة سحر ومسك مسبحته السوداء الطويلة وتناولت أصابعه الخشنة حباتها واحدة تلو الأخرى مع حديثة المر وكيف فقد ولده الأول في منازلة القائد الأولى .
( حتى امرأته تزوجت برجل غريب آخر )
وأحس بخناجر حادة تقطع قلبه المنهمك وجلس الجنرال أمام هذا العجوز الذي تداخلت كلماته مع صوت صرير أسنان الحصان الهزيل المربوط على مقربة منة مقتاتا ببقايا الحشيش والنفايات 0

واستمر الشيخ بنشيجه المؤلم وكيف فقد ولده الثاني في مأثرة القائد الثانية وأبحر الشيخ في تصور لحظة أمل مرجوة وكأنة ينشد ديمومة خلود في عالم الموت هل ستعود طيوره المهاجرة ويحظى بميتة كريمة تحفظ له وقار شيبته عندما تودعه أيدي أبناءة في حفرته الأخيرة.
ولم تدم لحظات تأمله طويلا حين قطعتها أصوات أطلاقات نارية مع ركضات الجنود الفوضوية ووقف الجنرال متحفزا وانجلت هذه المأثرة عن طفل لم يبلغ الثانية عشرة دفعته ركلات أقدام الجنود أمام الجنرال .
وانفجر الشيخ بصرخة قوية ورمى ما تبقى من عظامه الهشة على الصبي المذعور أمامه.

( أنة حفيدي الوحيد 0 ما تبقى لي في هذه الدنيا )

وحار الجنرال ماذا سيفعل بهذا التناقض الذي حل أمامه هل سيقضى على كومة العظام هذه باعتقال طفلة في غياهب السجون بعدما ضبط الجنود بحوزته رمانات يدوية أم يتعرض إلى تقارير رجال المخابرات المحيطين بة لتلفه دوامة الخيانة لتساهله مع الخارجين على دكتاتورة الحاكم .
وتردد طويلا قبل أن يلطم وجه الصبي بقوة قبل أن يتوارى هذا عن الأنظار بين بيوت القصب هاربا 0

ونظر إلى الشيخ نظرة أسى وعاد مرتبا على كتفة الهزيل.
( نعم ستعود 0 ستعود طيورك المهاجرة )

وتزامنت كلماته الخارجة من شفاهة الغليظة كلحم العجل مع حمحمة الحصان الذي انتصبت أذانه وبدا أنة فهم كلام الجنرال وتخيله كفارس من القرون الوسطى ومد ذيله باستقامة ظهره الهزيل وأطلق العنان للغازات المحصورة ببطنه المحتقنة بالا زبال وأحس الجنرال بالأهانة على صوت الضحكات التي تلت هذا المشهد الدرامي وأدار وجهة للحصان الهزيل ونسج في مخيلته أن هذا المخلوق وحدة من يستطيع أن يسخر بحرية على مهزلة هذه السلطة الهشة بصوت الاستهجان الذي أطلقته أمعائه المقتاتة بالأزبال 0

ونظر إلى كومة العظام التي ما تزال تنتحب أمامه وأدرك أن صوت أمعاء الحصان كان اصدق شهادة بنقطة لا رجوع أبدية تعيد إلى كومة العظام الباكية طيورها المهاجرة 0


///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام