الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة

نسرين السلامي

2016 / 7 / 5
الادب والفن



انا لا اكتب كي اقتلك..
انا فقط اكتب لان الورق يتسع لي..
لانني ارقص هنا ملئ البياض بدون توقف ولا احد يمسك بيدي ...او يخاصرني ..
اكتب حين تمتد يداك لتفرغني مني ... واناقض رغباتي وانا اعيد ترتيب ربطة عنقك بلا كلام كثير .. ولا حتى قبلة صامتة...
اكتب ملئ الرقص واحب ان تحضر لي في الضفة الاخرى .. عصيرا يملؤه الكرز به قليل من عطر البرتقال ... وسيل اخر من طعم يخطف روحي ...
امد ساقا على الاريكة وانا اقرا كتابا خلف ظهر غيابك ...
احب ان اتخيلك لحظة امتلئ بك...
اتخيل ان الرائحة التي تسلمني لمد وجزر هي نفسها اللعنة التي تطارد روحك ...
وان لمسة المسام ستقتلك ...
حين يفرغ الملح مني..
وحين تنتصر المعابد للفراغ....
اتعامل مع تلك الشموع على الطاولة .. كاحصنة ملك في لعبة شطرنج .. اغير اماكنها حسب ايقاع هرموناتي... شبقا ... او على سلم للوجع.. او ربما حسب ما يقتضيه الوقت الدقيق بيننا من ابتسامة ...
ابتسامة لا تلوثها الفجاجة ولا الاغواء.. ابتسامة صفراء كابتسامة صباح الخير لجارة تسكن الوجه الاخر من المبنى...
احب ان تتمشى اناملي على نبضك ...
تعودت الصمت ...
وتعودت الثرثرة انا كامرة تسكنها الافكار واللغة والاسئلة...
احب ان اصرخ في وجهك الف مرة لانني لا احب الصامتين...
في تلك اللحظات التي كانت فيها اناملك تراقص خصلات شعري... خطر لي ان اقول لك ان الكتابة تمنحني السعادة التي يمنحني اياها لوح من الشوكولا...
وانني اتقن السعادة كما تفتنني يداك...
وانني احب ان اعبر عني بالضد... واني امراة المفردات المضخمة الكثيرة الملحة ..
امراة ..الرقص والملح والكرز...
امراة .. العجين الرخو.
امراة الزبد والشوكولا...
وحفنة من نوتات هاربة...
سلم لتلك التي تمر على ايقاعات الدهشة ..يدا للرقص
واعتن بوردة بيضاء على حافة شرفتها..
وقص لها وهي تمد ساق وهم .. على الاريكة قصة لقصر واميرة... قص لها قصة لطين شهي ككل روائح البدء ..
او اعد صياغة البدايات بشكل يفتنها...او ترجم لها بعضا من اشعار خارجة عن اللغة...
في الحقيقة لم اخبرك بكل هذا .. كنت اتابع بصمت حركات اناملك في شعري...
ويكتفي النوم بقبلة على جفوني الناعسة...
صباحك جنوني..
انا امراة البدايات الجديدة ...
يتسع لي كل الصباح .. وكل الارائك وكل الصفحات ... لأبدا من جديد...
لاعيد ترتيب الصلوات على سلم هذا المعبد ...
صلاة للكرز واخرى للبرتقال .. واخرى لان الربيع لا يمر مرتين كل سنة...
صلاة رابعة لان رائحة الياسمين تسكن هذا الصيف وتحملني حيث البحر بلا اشرعة لمقاومة الموج...
امراة الملح ...يغويني تكسر الموج عند صخوري
يغويني ان يعنون البحر عواصفه .. تحت سمائي...
للملح رائحة جرح يا صديقي .. وكنت اقاوم البكاء لحظة الفجائع في بكاراتها الاولى...
كنت احب اغواء الحزن بنظرة ثابتة ... بنظرة تحدق في غد يشبه روحي تلك التي تتسلل لكل البدايات حافية من الخوف كما يتسلل عابد للصلاة ...
لم اتقن يا صديقي عبادة اصنامك... ولم اتمكن من حفظ تراتيلك التي ينادونك بها...
لم اعرف كيف اتهجاك ...
ولا احترفت لغتك...
ولم تلهمني تلك الصلوات في معبدك...
انا اعرف فقط كيف اكون لي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب