الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البغداديون لا يتناولون -الموطة- عصرا في شارع الرشيد

أسعد العزوني

2016 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



...و"الموطة " لمن لا يعرفها ، هي البوظة ، وترتبط بأهل بغداد خاصة ، إذ كان البغداديون يمارسون تقليدا بغداديا مميزا ، وهو تنزههم عائليا بعد العصر في شارع الرشيد يوميا أيام الصيف للتلذذ بطعم الموطة ، ذات المذاق الخاص في فصل الصيف ، وكان هذا التقليد يعبر عن حالة الأمن والأمان التي كانت تعيشها بغداد عاصمة السلام ، التي جاء إسمها من "البغددة" أي العيش الرغد ، وهذا ما يجعلنا نفول لمن أنعم الله بأنه يتبغدد".
لكن بغداد وأهلها ومنذ أن تآمرنا على العراق ، وسلمناه للأعداء بردا وسلاما ، لم تعد تشهد السلام ولم تنعم بالأمن ، ولم يتبغدد أهلها ، وينزلوا بعد العصر إلى شارع الرشيد ليتلذذوا بطعم "الموطة " ذات المذاق الخاص في فصل الصيف .
أصبحت السمة الوحيدة لبغداد وأهلها على وجه الخصوص ، هي الإرهاب بكافة أشكاله ، وتتقدمه الطائفية والمحاصصة ، وما نجم عنهما من إرهاب دموي طال البشر والشجر والحجر ، ولم يعد البغدادي آمنا على نفسه وأهله حتى وهم في بيوتهم ، فما بالك لو نزلوا إلى شارع الرشيد، وهذا ما يفسر أن البغداديين توقفوا عن تناول الموطة عصرا في شارع الرشيد.
توقف العراقيون عن هذا التقليد إبان الحرب العراقية – الإيرانية التي تورط العراق فيها ، وإستمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر قبل اليابس ، وشهدنا خلالها بدايات شطب القضية الفلسطينية بسبب غياب الجندي العراقي عن ساحة الحرب في بيروت دفاعا عن الثورتين الفلسطينية واللبنانية ، وإستمر هذا التوقف القسري إبان سنوات الحصار الطويلة ، لكن الهدوء والأمن بدآ يعودان إلى بغداد رويدا رويدا ، إلى أن إستقرت الأمور وأحس البغداديون بالأمن والأمان ، وأعادوا تقليد تناول الموطة بعيد العصر ، فأعادوا لبغداد ألقها ، وزرعوا البسمة والبهجة في قلوب الأطفال والصبايا على وجه الخصوص مجددا ، لكن الإحتلال البغيض الناجم عن هبل البعض العربي وحقد يهود وطيش أمريكا ، أعاد منع البغداددين من ممارسة البهجة في شارع الرشيد.
لم تهدأ شوارع بغد خاصة منذ الإحتلال الأمريكي البغيض للعراق ، وباتت التفجيرات هي المؤشر على يوم جديد يخلو من الأمن والأمان والبهجة والفرح ، ولم يسلم منه مسجد أو كنيسة أو منزل أو محل تجاري ، فقد كان هذا الإرهاب أعمى يدل على يخطط له وينفذه ، وآخر التفجيرات الإرهابية ما وقع في منطقة الكرادة الراقية بالأمس وحصد نحو مئتين من الأبرياء .
الذين يخططون للإرهاب وينفذونه يعرفون النتيجة جيدا ، فهم يريدون أن يصل العراقي إلى نتيجة واحدة وجيدة ، وهي أن يقول إنزعوني حتى عن نفسي ، بمعنى أن التقسيم سيكون مطلبا شعبيا عراقيا ، وعندها سيكون الهدف من إحتلال العراق قد إكتمل صهيونيا ، لأن يهود بحر الخزر حاقدون حد التخمة على عراق نبوخذ نصر ، الذي كان يرى في فلسطين إمتدادا للأمن القومي العراقي ، لذلك كان يرسل جيوشه لصد أي غاز يحاول الإقتراب منها ، كما انه سبى يهود الذين تحالفوا مع قورش الفارسي ، وأعادهم بعد أن هزم نبوخذ نصر ، وأصبح ليهود بعد هزيمة نبوخذ نصر موطيء قدم في فلسطين ، وأخذ هذا الوجود شرعية بعد إحتلال العراق وتدميره حاليا.
سيتم تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم حسب وثيقة كيفونيم الإسرائيلية ، ومشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ، لكننا إكتشفنا مؤخرا أن هناك إقليما رابعا سيتم إستحداثه في الموصل ومحافظة نينوى ، وتقوم مستدمرة إسرائيل حاليا بتمهيد هذه المنطقة لتكون مأوى لليهود الأكراد الذين ستقوم بترحيلهم منها وإسكانهم في تلك المنطقة ، وهذا دليل واضح على دور اليهود في تدمير العراق ، وقد غرروا بالرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير المجنون ، بأن من ينتصر في حرب العراق فإنه حتما سينتصر في معركة هرمجدون بين المسلمين واليهود قبيل قيام الساعة.
لات ينفع الندم ، ومع ذلك لا يجوز ترك الحبل في العراق على الغارب ، ويجب محاكمة كل العهد الجديد في العراق ، ولم نكن لتغضب لو ان العراقيين تخلصوا من رئيسهم السابق صدام حسين بإنقلاب فهذا حال العراق ، لكن أن يتم تسليم العراق لأعدائه بردا وسلاما فهذا ما لا نقبله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة