الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة

رضا كارم
باحث

2016 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ما وقع في السعودية و تركيا لا يمكن اعتباره عملا إرهابيّا تسهل تلفزته و تحويله إلى حدث إعلاميّ مصطفّ ضد الدّولة الإسلاميّة.
باكستانيّ أقام ل12سنة وفق تقارير مخابراتهم، ثمّ وجد ضالّته في قتل مصلّين بالمدينة المنوّرة و هي مكان مقدّس بشدّة عند المسلمين...
هذا غريب جدّا بالنّسبة لأيّ مجرم قاتل ، فضلا عن فقير جاء للعمل لا للقتل ، و قد حصل على ما طلبه ، ثمّ فجأة بات قاتلا ؟؟
ليس سهلا بلع هذه الرّواية.
و ليس سهلا ايضا قبول انّ الدولة الأإسلاميّة تثخن في أبرز حلفائها و مموّليها و داعميها و صنّاع قرارها. هذا شديد الغرابة و العجب. كيف تفجر الدولة الإسلامية
في أرض البعثة و في سكن الوهابية و منازلهم أو في إسطنبول آخر عاصمة للخلافة الإسلامية؟
لن تكون دولة إسلاميّة إذا فعلت.
و الجريمة الحاصلة في الحرم النبوي و من ثمّة الحملة الإعلامية القوية جدا التي تباشرها قنوات آل سعود ، توحي بأنّ مخطّطا ما بصدد التبلور و بأنّ الحرب
على داعش قرار نهائيّ و ان هذا الشّيء سينتهي من العراق و سوريا ، و هو بصدد الأفول في العراق على الأقلّ، كما بات يعدّ آخر أيامه بليبيا و تونس، و أنّ قرار الحسم بات وشيكا و بمقابل جيّد.
أعتقد ان رأس بشّار سيكون المقابل الذي تريده السعودية و تركيا ، و انّ روسيا تمكّنت ربّما من ضمان مصالحها في سوريا الجديدة بما يوفّر لها موقعا متواصلا على المتوسّط و يحول دون اي إمداد قطري او خلافه لاوروبا بالغاز ...
لماذا فشل المسكين الذي قتلوه في الوصول الى المسجد النبوي و تفجير نفسه هناك؟
كيف تمكن البوليس الفاشل السعودي من الانتباه إليه؟
الرواية الاولى ذكرت انه همّ بالبوليس و طلب مشاطرتهم الأكل، و هو غريب جدا نظير العنصرية الفضيعة التي يشعر بها المقيمون، من المواطنين فضلا عن
البوليس، و من ثمة فجر نفسه غدرا و غيلة، و الرواية الثانية تتحدث عن كون المسكين أراد الوصول الى الحرم النبوي، إذن فلماذا لم يفعل؟؟؟
تضارب الروايات قد يعني فبركة الحدث بدءا و منتهى. و إذا أضفنا إلى هذا ما أعلنته تركيا من اعتقال لروس و أتراك و لموقفها التفاوضي مع المحيط من روسيا الى
الكيان الصهيوني ، نفهم أنّ عملا انتقاليا مهمّا بصدد الحصول و أنّ التفجيرات تهيّء لما بعدها من تغييرات تكتيكيّة لتأمين مصالح مشتركة بين دول استعماريّة و أخرى تابعة بلا خطّة غير الارتباط.
لو نتابع المدخل الإعلامي المعتمد في قنوات السعودية و المبررات المساقة للتنفير من الإرهاب سنفهم كل شيء.
أين كان هؤلاء الأئمة عندما قتلت تونس و قبلها الجزائر و مصر و لبنان ؟
هل فقدوا بضاعتهم الفقهية عندما دمّرت سوريا و العراق خاصّة و فلسطين أوّلا و لبنان الجريح أبدا؟
جزء من لبنان مستباح من القاعدة و جزء من العراق منتصر للدولة الإسلامية، و سوريا مخرّبة و تونس مكلومة و الموت منتشر دون هوادة، و لا صوت في تلك القنوات يحذّر من الخراب.
الآن فقط بدت أصوات فاسدة تابعة تتحدّث عن السيرة العطرة و القيم الاسلامية الرفيعة و الحكمة و الموعظة الحسنة ... الآن عندما قرر العالم ان ينتهي من الدولة الإسلامية،
و عندما اكتشفت منظمة العفو الدولية فجأة أن المقاتلين الإسلاميين إنما هم سفاحون و مجرمو حرب ، و الآن فقط بان من الحشد الطائفي الفاسد في العراق صور
قطع الرؤوس و الانتقام المذهبي المقرف، الآن قرر العالم أن يتصدى لداعش ليؤسس لشكل همجي مختلف داخل الجسد الإسلامي ذاته.
يجب ان يتوقف داعش الآن . اللعبة لم تعد وظفيّة كفاية.
لا أدري سببا لذلك. هل لان خطره بات قويا جدا و وصل امريكا و اوروبا و غرقت في أوحاله تلك البقاع المفلسة أخلاقيا و الصانعة للموت منذ قرون؟
هل يقارن داعش بإرهاب الناتو و الاف 16 و السوخوي الروسية و غيرها؟
هل يقاتل داعش بالسيف ام بسلاح ليبرالي فاسق؟
من داعش غير بضعة من هؤلاء الامبرياليين السفلة؟
إنهم فقط يغيرون ثوب المجرم و لا يمسّون شيئا من عقل الجريمة. لن يتوقف راس المال عن إبادتنا بعد داعش . ستكون دول اسلامية اخرى قادمة ، مادمنا لم نحلّ مشكلاتنا مع الدّين حلّا نهائيّا و لو بعد عقود.
إنّهم يجدرون عن أزمتنا الروحية العميقةن و يدرون عن الخراب الذي يزرع فينا لان المرةا لا يجب ان تسافر دون محرم، و لا أن تقود سيارة و لا أن تكون بشرا بعد الفراش.
إنهم يعون أزمة الجنس و العقل فينا. و يستثمرون داخل تلك الحطايا و الآثام ليحولونا إلى حيوانات متقاتلة إلى الأبد.
الحوار بيننا حول السبحة و السجاد ، و الحوار عندهم حول كيفيّة القتل المبرّر جيدا على نفس السجاد و بالسبحة ذاتها ، يحملها قاتل واحد منتدب من بيننا.
إنّنا نموت كلّ يوم و نحمل عقلنا معنا إلى قبر بلا تراب و لا معزّين ، فقد مات الجميع و مات التراب.
___________________________
رضا كارم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ أستاذ رضا
جلال البحراني ( 2016 / 7 / 7 - 11:35 )
بالرغم من أني رجعت عدة مرات لقراءة مقالك، الصحيح والمثير، إلا أني لم أجد التعليق المناسب بعد
هو في الحقيقة من أهم المقالات المعروضة على صحفية الحوار
لخصت هم عظيم مشوب بأسئلة ضمنية كبيرة!
برأيي نحن شعوب الخليج وبالتحديد الإمارات قطر البحرين السعودية، شعوب مغلوب على أمرها (مكتوب عليها ألا تعرف كوعها من بوعها) رغم توافر كل وسائل المعارف! فنحن نفضل ألا نعرف، لماذا (نوجع رأسنا)!!!!
و أقر معك أغلبية حوادث الإرهاب (يازعم) مصطنعة من أجهزة مخابرات هذه الدول
ونعم الرؤوس الكبيرة بهذه الدول تصنع الإرهاب حتى بدون أن تعلم، وهي كبقية الشعب لا تريد أن تعلم ((لماذا توجع رأسها))!!!!!!
يا عزيزي أين تجد باي أمة يسمي ويعتبر الولد (الخادمة) أمه ولا يعتبر أمه، أمه؟!
نحن شعوب تبيع وتشتري بنا الرأسمالية بأرخص الأثمان، برضا وربما بدون علم ولاة الأمر!


2 - لاحياة ولا تطور دون فلسفة العقلاء
س . السندي ( 2016 / 7 / 7 - 16:02 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي رضا وتعقيبي ؟

1: من دون القضاء على وعاظ السلاطين والشياطين سيبقى هكذا حال إنساننا وبلداننا ؟

2: فقواويد الدين يفتنون ويغردون حسب موجة نعيق سادتهم بداً من المجرم القرضاوي وأنتهاءً بكلاب الحرمين ؟

3: وأخيراً ...؟
يقول الفيلسوف الإغريقي أفلاطون مقولته الشهيرة والتي هى حقاً الدواء لكل عللنا ....؟
إن الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء عدم مبالاتهم بشؤون العامة هى أن يحكمهم السفلة والأشرار والمجرمون ، سلام ؟

اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو