الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية

جاسم الصغير

2005 / 12 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تشيد الامم في مسيرتها السياسية الطويلة تجارب تساهم في بناء تقاليد ومؤسسات سياسية ومنها بناء تجارب ديمقراطية للبلاد كحل ومخرج للبلاد التي تشهد امراضا سياسيية متمثلة بالاستبداد والتسلط السياسي وكثير من البلدان حدثت فيها مثل هذه الامراض السياسية التي هدمت كل مرتكزات البلاد البنيوية والسياسية ادت الى فقر حضاري كبير فيها ترك اثره على الواقع السياسي والاجتماعي ومن هنا ان الشروع في بناء تجربة ديمقراطية وماتحمله من مفاهيم جديدة على مستوى رسم افاق وفضاء جديد لثقافة وتوجهات جديدة للمواطن والمجتمع معا من تعددية في الرأي وحق الاختلاف او بناء مؤسسات سياسشية وثقافية لتكون الاساس المادي والموضوعي في احتضان هذه الاليات والمفاهيم ان المسيرة الديمقراطية لبناء البلاد على الاساس القيمي والمؤسساتي باتت اليوم امر هام جدا وخاصة للبلدان التي تفتقد تقاليد سياسية عريقة تنظم العلاقة بين المؤسسات السياسية والمجتمع وبالتالي امكانية حدوث استبداد سياسي واحتكار للسلطة لهذا تعمد النخب السياسية والفاعلون الاجتماعيون لايجاد آلية عصرية تعيد بناء وترمم كل ماتم تخريبه في السابق لان الديمقراطية وان كانت على المستوى النظري هي العلاج لكل امراض المجتمع السياسية التي غابت عنها هذه الالية سواء على المستوى السياسي اوالاجتماعي الاانها تتطلب شرطا اساسيا لاي تجذر وتحول حقيقي في المجتمع وهو الاستمرارية كفلسفة سياسية للدولة والنظام السياسي ومؤسسالته السياسية متبناة وايضا اعتمادها كممارسة حية في تصريف شرؤون البلادوان لاتشهد انقطاعات عنفية فوقية كحدوث انقلاب سياسي او ثورة او ماشابه يجهضها ويوقف صيرورتها واخذ مداها كبناء قيمي ان الذي يجعلنا نتحدث عن مثل هذه الامور هو على المستوى السياسي خاصة في بلدان العالم الثالث الفقيرة جدا من تقاليد سياسية عريقة مثلما نوهنا تمنع حدوث مثل هذه الاختراقات الخطيرة في مؤسسات البلاد ومن هنا تسليط الاضواء على هذه الاختراقات الخطيرة للوقوف على اسبابها وتشخيصها من ناحية نقدية للاستفادة من دروسها وعبرها ومن تجارب قريبة مثلما حدث في موريتانيا قبل فترة في انقلاب سياسي او في السودان عام 1989 بعدما شرع المجتمع في بناء تجربة ديمقراطية على انقاض دكتاتورية نميري البغيضة فاذا بالجيش يجهض التجربة الديمقراطية او مثلما حصل في الباكستان على يد برويز مشرف الرئيس الحالي لباكستان فلقدت شهدت الباكستان خطوات ديمقراطية على المستوى السياسي قبل ان يخطو مشرف على اجراء انقلاب عسكري وتصفية او الغاء كل مؤسسات البلاد السياسية الشرعية التي كانت معتمدة في تسيير شؤون المجتمع وهذا امر هام جدا للمجتمع في بناء ذاته الانسانية والسياسية والاجتماعية ان خطورة هذه الخروقات الخطيرة جدا لمؤسسات الدولة مثلما حصلت في موريتانيا او السودان او باكستان انها اعاقت صيرورة المجتمع والدولة الى مرحلة اكثر رقي وانها رجعت بالبلاد الى الماضي والى مرحلة نكوصية وهذا يتناقض مع ما تتطلبه الديمقراطية من استمرار واستقرار حتى تتمكن من تجذير دورها وقيمها في المجتمع وانها قد اعادت تسلط الفرد الدكتاتور وقفز الى السلطة مستغلين حالة الخلاف السياسي بين بعض رموز الدولة هناك فيقفزون بانقلاب عسكري الى السطة راجمين الحكم السابق بكل ماتحفل به ادبيات الذم السياسي وواصفين خطوتهم بالثورية وغيرها من الصفات التي ويحفل بها تاريخ الاغتصاب السياسي للسلطة ومن هنا نقول ان الديمقراطية نظام وفلسفة وآلية هامة جدا لبناء ذات الامة وفي ادارة مؤسسات البلاد وبالتالي تعزيز السلام الاجتماعي والسياسي لكنه يتطلب استمرارية في الصيرورة الزمنية والبنيوية للبلاد حتى تستطيع ان تاخذ مداها في تركيبة المجتمكع والدولة وان لاتشهد انقفطاعات يجهضها بعنف كحدوث انقلاب سياسي اوغيره او سن قوانين استثنائية سرعان مايستغلها العسكر لصالحهم ويقومون بوأد الديمقراطية ان الديمقراطية تتطلب تعزيز مفهومها في صلب تكوين مؤسسات البلاد وحمايتها والانتباه الى اي نزعة تسلط او استبداد حتى لو كانت بسيطة في اي من الشخوص السياسية او العسكرية او المؤسسات او تسخيرها الى صالحهم الخاص وليس الصالح العام الامر الذي يتطلب متابعتها ووضعها تحت المراقبة الدائمة وان لايتساهل في اي نزوع للتدخل في الحياة السياسية وان واجب العسكر والجيش هو حماية الدولة من اي تهديد خارجي فقط وان لاتتدخل في الصراعات السياسية الداخلية ان حدثت لان المكان الطبيعي لها هو الجمعية الوطنية ان الذي يجعلنا نكتب في مثل هذه الامور هو ضعف بناء الدولة والمؤسسات السياسية في العالم الثالث وحدوث مثل هذه الامور فيها الامر الذي يتطلب التنبيه والتشخيص ووضع الاليات الحضارية والقانونية كي يتم تدارك ذلك وعدم السماح بحصوله لان ثمن ذلك فادح جدا وهو التضحية ببناء الامة وتجربتها الانسانية وهذا حسبما اعتقد جريمة كبيرة جدا بحق المجتمع والدولة لايمكن ان تغتفر لهذا يجب ان يتكاتف الجميع من تيارات سياسية واحزاب وشخصيات وطنية ورأي عام في عدم السماح بمثل هذه الخروقات الخطيرة والكبيرة ويكفي عبث ببناء الامة وامان المجتمع والشعب لانة الذي حدث في الماضي يكفي وهو هدر في طاقات الامة لايمكن ان يعوض ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة