الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين

وليد يوسف عطو

2016 / 7 / 7
حقوق الانسان


( 1 ) :

( سيكون مهما جدا لو ان السياسيين الاوربيين يطالبون زملائهم العراقيين بالمعاملة بالمثل .فحقوق الانسان التي يتمتع بها المسلمون في اوربا يجب ان يتمتع بها ايضا جميع المواطنين في بلادي ).
بطريرك الكنيسة الكلدانية : مار لويس ساكو

( 2) :

- يقتل مسيحي واحد كل خمس دقائق في العالم ..
- ازدياد الوضع الحقوقي للاقليات المسيحية في البلدان ذات الاكثريةالاسلامية سوءا ..

- تحيي الكنيسة الانجيلية منذ عام 2010 في ثاني يوم احد من الصوم الكبير ذكرى المسيحيين الملاحقين في ارجاء العالم .

- تتذكر الكنيسة الكاثوليكية في ثاني ايام عيد الشهيد القديس استيفانوس , اول شهيد في سبيل العقيدة المسيحية, وتخصص هذا اليوم لشهداء المسيحية في زماننا .
في عام 2014 اهتم البابا فرنسيس بهذا الموضوع . ووجه رسالة الى بان كي مون الامين العام للامم المتحدة ( الرجل الطيب كما يصفه سيدالقمني مستهزءا بنفاقه السياسي ), جاء في متنها مايلي :
( بالروح ذاتها اكتب لكم , سيادة الامين العام ,واضع امام عينيكم دموع والام والصرخات اليائسة لمسيحيي العراق المحبوب وغيرهم من الاقليات الدينية .وانا اجدد ندائي الملح الى الاسرة الدولية لكي تتصرف وتنهي الكارثة الانسانية الجارية هناك في الوقت الحاضر . وانا ادعو جميع الهيئات المختصة التابعة للامم المتحدة ,وعلى الاخص تلك المسؤولة عن الامن والسلام والحقوق الانسانية واغاثة اللاجئين ,الى متابعة جهودها بما يتفق مع المقدمة والمواد ذات الصلة من ميثاق الامم المتحدة .

ان موجة العنف الجارية في شمال العراق يجب ان توقظ ضمائر جميع الرجال والنساء ذوي النيات الطيبة وتدفعهم الى اتخاذ تصرفات ملموسة والتضامن مع المتضررين .يحب ان تؤمن الحماية لاولئك الذين يتعرضون للعنف والتهديد , وان تقدم المساعدة اللازمة والملحة للاجئين الكثيرين , كما وينبغي ضمان عودتهم الى مدنهم وبيوتهم .

تقول العالمة الالمانية ( ريتا بروير )في كتابها (باسم الله : اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي ):
(ان التضامن الديني الداخلي يقتضي ايضا مناقشة حرية الاعتقاد كحق عالمي مكفول لايجوز مساسه ولا تجزئته . وان يشار في جميع قضايا النشاط الديني ولدى جميع المنظمات الاسلامية في المانيا وفي اوربا الى وضع المسيحيين في العالم الاسلامي.
تقول ريتا بروير , ليس المقصود الموافقةعلى بناء جامع بالسماح في ايران بوجود اناجيل بالللغة الفارسية , او في المملكة العربية السعودية بان يحمل المرء صليبا حول عنقه دون ان يعتقل .

لو فعلنا ذلك لانتهكنا النظام الحقوقي ولخالفنا ايضا فهمنا للديمقراطية وحرية الاعتقاد , وهذا مايرفضه ايضا غالبية ممثلي الكنائس
في ورقة لمؤتمر الاساقفة الالماني حول بناء الجوامع في المانيا جاء فيها انه . على المسلمين الذين يعيشون في المانيا واوربا ان يطالبوا بالحرية الدينية في البلدان الاسلامية. ويجب ان يكون مطلبا مشتركا .لايجوز ربط بناء الجوامع بتمتع المسيحيين في البلدان الاسلامية بالحرية الفردية والجماعية .على المسلمين الذين يعيشون في المانيا واوربا ان يطالبوا بالحرية الدينية في البلدان الاسلامية . ويجب ان يكون مطلبا مشتركا للمسلمين وللمسيحيين .

اعتقد جازما ان الغرب يحارب الكنائس المشرقية ويقف موقفا انتهازيا في عدم الدفاع عن المسيحين المشرقيين وعدم ربط بناء الجوامع والحريات الدينية للمسلمين في اوربا بتوفر الحريات الدينية للمسيحيين والاقليات الاخرى في الشرق الاوسط .

ان الشرعة الدولية لحقوق الانسان حمالة اوجه تخدم مصالح شركات الغرب الاحتكارية والنظام الراسمالي النيوليبرالي المتوافقة مع اشد الاصوليات الاسلامية تشددا وتكفيرا في العالم .

في نهاية عام 2013 وجه مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان , مطران الكنيسةالكاثوليكيةالسورية, في ضوء التهديد الوجودي للمسيحيين في سوريا نداءا عاطفيا جدا طالب فيه الغرب بالتخلي عن الانتهازية السياسية ذات الدوافع الاقتصادية .وبان يدافعوا بحزم عن حقوق المسيحيين في الشرق الاوسط وعن حقوق الانسان والحرية الدينية .

ولكن بدلا من ذلك , حسب قول المطران , يتعين علينا ان نتابع بكل مرار ة كيف ان الحكومات الغربية تقيم علاقات ودية مع دول تقف بالقول والفعل ضد الحرية الدينية وتفر غ الاعلان الدولي لحقوق الانسان من مضمونه , باعطاء الاسلام مكانة متميزة على باقي الاديان الاخرى.

(3 ):

ان التعامل اللين والضعيف والذليل من قبل الغرب تجاه الاصوليات الاسلامية في الغرب , يعتبر علامة ضعف وهشاشة لقيم الليبرالية والعلمانية الغربية .فلا يمكن وصف مشهد صلاة المسلمين في بلجيكا في شوارعها وساحاتها بحماية الامن البلجيكي انه يمثل العلمانية , بل انتهاك فاضح لحقوق الانسان ولمباديء العلمانية وقيم الديمقراطية والليبرالية الغربية . انها محاولة لاسلمة اوربا مقابل اموال البترو- دولار الخليجية.
لو كانت هذه هي العلمانية الصحيحة لصلى المسيحيون في الشوارع وليس في الكنائس . ولما ظهرت الحاجة الى منع لبس الصليب والحجاب الاسلامي والزي الكهنوتي المسيحي في الشارع .على الحكومات الغربية ربط تسامحها مع المسلمين في دولها بتسامح الحكومات الاسلامية مع المسيحيين وباقي الديانات في بلدانها.

يتعين على الدول الاوربية تحمل مسؤولياتها تجاه المسيحيين المتضررين في العالم وربط دفاعها عن المسيحيين في الشرق بموقف المسلمين في اوربا من حقوق الانسان ومن اصحاب الديانات الاخرى ومن حقوق الاقليات في الشرق الاوسط.
تمارس داعش, العنف والقتل والتعذيب والافراط في استخدام القوة , اي الايغال في العنف والقتل يجبر تنظيم الدولة الاسلامية – داعش, النساء على تغطية اجسامهن بالسواد من الراس حتى اخمص القدمين .

اما النساء غير المسلمات فيتم اعتبارهن من السبايا والغنائم , حيث يتم اغتصابهن واسترقاقهن وبيعهن في سوق النخاسة .بعض تلك النسوة تمكن من تحرير انفسهن وتحدثن عن عمليات اغتصاب ومعاملة محتقرة تعرضن لهن .كان يتعين عليهن مشاهدة اعمال قتل شنيعة , ويتم الضغط عليهن للدخول في الاسلام .

وفي حال الرفض يتعرضن للتعذيب وسؤ المعاملة . ولا تهتم داعش بابقاء جرائمها سرية , بل على العكس من ذلك , فجميع النساء يجب ان يعرفن ماينتظرهن من مصير .
في الجامعات يتم التمييز ضد الطلاب المسيحيين بتحديد موعد امتحاناتهم يوم عيد الميلاد . وفي دولة باكستان يمنح المرشحون للحصول على مقعد دراسي درجات اضافيةعن دروس القران لتعويض النقص في علاماتهم . وهذا الامر غير متاح للطلاب المسيحيين .

وفي جمهورية ايران الاسلامية يتم التمييز في الحياة اليومية ضد المسيحيين واليهود بوضعه علامات خاصة على محلاتهم.والاسوا هو ان التلاميذ المسيحيين في المدارس الايرانية لهم حنفيات مياه خاصة بهم .ولا يحق لهم لمس حنفيات التلاميذ المسلمين لكي لاينجسونها .وهذا يخالف القران وسيرة النبي محمد وزواجه من خديجة زواجا نصرانيا :

مقالتنا ( زواج خديجة من محمد ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273525

كما ان هنالك مشكلة في اعطاء الاسماء المسيحية في البلدان الاسلامية .ففي الجزائر يحظر على جميع المواطنين استخدام اسماء غير اسلامية .وقد رفض موظفوا الاحوال المدنية تسجيل اسم (ايفا ) لطفلة حديثةالولادة , حيث ينتمي اهل الطفلة الى الديانة المسيحية.

كما ان من يحمل اسما اسلاميا يعتبر مسلما ويحضر دروس الدين الاسلامي في المدرسة . ويجب دفنه في مقبرة اسلامية .وهذا شكل من اشكال تجاهل المتنصرين والمسيحيين .


مقالات ذات صلة:

مقالتنا (الميسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام ), والمنشورة على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=522562

مقالتنا ( اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي ), والمنشورة على الرابط التالي :


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=522106








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع


.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد




.. مؤيدو ترامب يطالبون بإعدام القاضي وبحرب أهلية