الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة / أنا بحاجة إلى هواء نقي

عبد المجيد طعام

2016 / 7 / 7
الادب والفن


سألها:" ما هي أحلامك في الحياة ؟ " ردت عليه فقالت :" لقد انتهى عهدي بالأحلام ...بانتهاء عهد الطفولة و المراهقة..أنا أشتغل الآن على تحقيق مشاريعي."
ارتسمت على وجهه علامات استفهام كبيرة لأنه لم يستسغ أن توجد حياة بدون أحلام ... الحياة خلقت أصلا لكي نحلم فهو لا يتوقف عن الحلم في يقظته و منامه حتى حديثه مع "سولاي" كان قبل ساعات مجرد حلم وأحس لأول مرة أن الخمسة دراهم التي سيدفعها لصاحب " السيبر" لن تذهب سدى . سولاي... اسم على مسمى، عرفها على الانترنيت منذ ساعات فقط و أشرق حبها في قلبه، سولاي الشابة السويسرية الفائقة الجمال استبدت بأحلام يقظته ... لن يستطيع الليلة أن يطرد وجهها الملائكي من على وسادته سيناجيها و تناجيه، سيتبادلان القبل و سيجعل من فحولته الشرقية ورقة رابحة في معادلة حبه ، عبد الباقي لازال مادة جنسية خام .
مرغما أوقف شلال أحلامه و سألها بكل عفوية :" و ما هي مشاريعك ؟" ردت بطلاقة " آه ..مشاريعي ...كثيرة أحاول أن أنظمها قدر المستطاع .. لكنني قررت هذه السنة أن أضبط تقنياتي في القفز بالمظلة ..علي أن أعيد النظر في مواعيدي لأقفز مرات عديدة من ارتفاع شاهق...أنا أشتغل بجدية...لأحقق كل الأهداف.."
ابتلع عبد الباقي ريقه و طال صمته، فطبطبت سولاي على الميكروفون و قالت له :" كوكو ..هل مازلت هنا ؟ ...طيب... السنة المقبلة ستكون حاسمة في حياتي لأنني قررت أن أتوقف عن العمل لمدة سنة كاملة لأقوم بجولة عبر العالم على دراجتي الهوائية..هذا المشروع يأسرني لأنني أريد أن أكتشف الثقافات الإنسانية المختلفة..أنا متأكدة من أن الرحلة ستكون ممتعة ... التعب لن يساوي شيئا أمام لذة المعرفة و الاكتشاف..و لكن قل لي أنت ...ما هي مشاريعك في هذه السنة.. ؟"
سؤال محرج عمق جراح عبد الباقي الشاب الذي تجاوز الثلاثين من عمره و لازال يعيش في بيت أبويه ،مجاز معطل عن العمل تظهر على وجهه الشاحب كدمات نفسية عديدة ..كان بوده أن يكذب على سولاه لكن عفويته غلبته و أجابها :"..أنا ...لا أحمل مشاريع ...لدي أحلام كثيرة مؤجلة لا تخرج عما كان يحلم به أبي و عمي و خالي....أحلم بوظيفة متواضعة .. أحلم أن تجد لي أمي زوجة مطيعة لا تبيت الملائكة تلعنها ...أحلم أن تكون لي شقة بسيطة، لا يهم إن كانت تحفظ كرامتي أم لا ... أحلم بأن أجد في جيبي نقودا لأؤدي الحساب للنادل.... أحلم بأن ترسلني إدارتي إلى الحج في خريف عمري و أقضي ما تبقى لي من العمر مرتاح البال...أنتظر الموت بقلب مطمئن ..."
استغربت سولاي ، لم تفهم أشياء كثيرة ،أحست بغربة هذا الإنسان في هذه الحياة و شعرت بألم حاد يعتصر أحشاءها فأرادت أن تغير الموضوع و تنقل عبد الباقي إلى أجواء أخرى ربما تكون أرحم من هذه الأحلام الغريبة فسألته :"هل مررت بتجربة حب في حياتك ؟" لولا الخجل لقال لها :" أنت أجمل تجربة حب في حياتي... أنت أحلى ما يمكن أن أصادفه في الوجود.. سأظل وفيا لحبك ما حييت.." لكنه تماسك نفسه و قال لها:" آه الحب ... هناك تجربة حب عظيمة في حياتي أحببت امرأة واحدة و سأستمر وفيا لحبها...أنا أحب أمي ..و أكره أبي..أحب أمي لأنها المرأة الوحيدة التي تشعرني بالأمان، كنت و أنا طفل أختبئ وراءها كلما زار ضيف بيتنا..استمررت في مص حليب ثدييها إلى أن كبرت أسناني..لازلت و أنا في الثلاثين لا أطمئن إلا حينما أضع رأسي على ركبتيها ..أتلذذ بمداعبتها لشعري لكنني أكره أبي ، لماذا ؟؟ لأنه كان يسرق مني أمي ليلا ، يقودها إلى الركن المظلم من الغرفة و عندما يتأكد من أن كل إخوتي ناموا يستلقي عليها ... يصدر منه صراخ و يصدر منها أنين .. كان المشهد يرعبني و الأصوات تخيفني و تكاد تخنقني .. كنت أظن أن أبي يأكل أمي كل ليلة و يعيدها إلى صورتها في الصباح ليأكلها مرة أخرى و مرات عديدة، فزاد كرهي له..و أصبحت أخاف من أن يقودني إلى الركن المظلم و يستلقي عليّ ليأكلني..."
توسلته سولاي و رجته بأن يتوقف عن الكلام و قالت له:" أكاد أختنق ، أنا بحاجة إلى هواء نقي.." قطعت الاتصال و تركت المكان تتصارع فيه الأحلام و الرغبات ....خرج عبد الباقي من " السيبير" بعد أن حفر كل تفاصيل جسد سولاي في ذاكرته، اتجه إلى البيت و قرر أن يواصل الحديث مع معشوقته التي سكنت وسادته...
انتهت
22/06/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح