الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجائب سبع من بلدان العرب

وجيهة الحويدر

2005 / 12 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


1-
الشعارات بدأت تلوح هنا وهناك مطالبة بالإصلاح في الأقطار العربية وعلى رأس قائمة الإصلاح ترسيخ حقوق الإنسان في المنطقة. احد وزراء الداخلية العرب أراد أن يُثبت للعالم اجمع أن بلده تعنى بهذا الأمر، وتعده من ألولياتها، لذلك قرر أن يعقد مؤتمرا عالميا في عاصمة بلده وتحت رعايته، ويدعو اليه مَن في الشرق ومَن في الغرب لمعاينة حقوق الإنسان على أرضه. لكن المضحك المبكي تظاهر خارج أسوار مبنى المؤتمر حفنة من الناس مطالبين بالإفراج عن ذويهم المعتقلين لفترات طويلة بدون محاكمة، فما كان من وزير الداخلية ذاك سوى أن فعل ما اعتاد على فعله في تلك المحن، أمَرَ رجال الأمن بمهاجمة المتظاهرين وتفريقهم وضربهم وسجن بعضهم...وبقيت شعارات المؤتمر تتهادى أمام العيان مطالبة بما يسميه الناس في تلك البلد "بحقوق السلطان."!!! وشر البلية ما يضحك...


-2

حاكم عربي باق لسنوات على العرش، لأنه كلما أجريت انتخابات في بلده كان هو قائد الضرورة، والواحد الأوحد المرشح للرئاسة... لذلك في كل مرة يحصد على الأقل %99 من أصوات الناخبين وبدون منازع...والمضحك المبكي في الأمر حين قررت دولة عربية أخرى أن تعيش تلك التجربة "الديمقراطية" بحذافيرها، قامت باستشارة تلك الدولة في عملية الانتخابات. ويا لها من سخرية...فقد أرسل الحاكم المتوج بالتسع والتسعين صوتا من أصوات شعبة لجنة مراقبة لتلك الدولة الشقيقة، لكي تتحرى عن مصداقية الناخبين، وتتثبت من صلابة صناديق الاقتراع، وتتأكد من نزاهة العملية وجودتها!!! وشر البلية ما يضحك...







3-

في قُطر عربي فقير، يتسم شعبه بالطيبة والكرامة. بالرغم من شدة الفاقة التي يرزح تحتها أفراد ذاك الشعب، إلا انه بالكاد ان تجد متسولا في شوارعها. معظم متسولي تلك الأرض من ذوي الإعاقات العقلية أو البدنية.هناك ترى البيوت متهالكة، والناس منهكة، وكل يوم يمر، تلتهم البطالة فيه أحلام الفتيات والفتية. البلد ليست معدمة تماما، فهي مثل بقية البلدان العربية الأخرى، الفساد المالي والإداري قَصَم أعمدتها الاقتصادية. المتهم الأول في محنة ذاك القُطر العربي هو رئيس وزرائها، فجميع أصابع الاتهام تُشير إلى جيوبه المتخمة. لكن المضحك المبكي قرر ذاك الوزير أن يحارب الفقر بطريقة عجيبة، وذلك بمطاردة المتسولين ومنعهم من التجوال في الطرقات والأزقة، لأنهم يشوهون واجهة البلد ويسيئون له والى سمعته الطيبة!!! وشر البلية ما يضحك...



4-

دساتير الدول العربية مطاطية بشكل لا يُصدق. تُقصّر وتطوّل على حسب ظروف الحاكم ومن اجل أن تتناسب مع احتياجاته الخاصة. المضحك المبكي أن دولة عربية تتسم بالعراقة في تاريخها وتُعد واجهة الأمة، غيّرت في دستورها بندا أساسيا حين أتى ابن الحاكم ليعتلي العرش ويمسك بصولجان السلطة، فقد كان عمره كحاكم اقل من المدون في الدستور، فما كان من الحكومة سوى أن قامت بتعديل تلك الفقرة في غضون دقائق، وصار البند يطابق مواصفات القائد الجديد ويتماشى مع سنه الغض النضر...بعدها شقيقتها في الجوار غيّرت دستورها ايضا ليبقى الرئيس "المنتخب" لفترة حكم اخرى!!!! وشر البلية ما يضحك...



5-

بلد عربي تبنى حركة إصلاحية كبيرة، ارسى قواعد صلبة لتمكين المرأة، وفتح أبواب كثيرة لممارسة مختلف الحريات، وبدأ بعملية الانتخابات الأولى في البلاد، وسنّا قوانين ولوائح جديدة لحفظ حقوق الإنسان، تحمي المواطن والمقيم على السواء. صارت بلده حلم عربي بدأ يتحقق لأول مرة على ارض الواقع...لكن المضحك المبكي في يوم ما حين اشتّم الحاكم رائحة غدر من بعض الأفراد، سخط على القبيلة بكاملها، فضرب بكل مُثل الديمقراطية وقيَمها عرض الحائط، فأجتث عدد كبير منهم ممن ينتمون لتلك القبيلة، ورمى بهم وبصغارهم ونساءهم وشيوخهم خارج حدود وطنهم الذي لا يعرفون غيره!!!!! وشر البلية ما يضحك...



6-

دولة عربية تترنح اقتصاديا وامنيا، تُغير طاقمها الحكومي بين فترة واخرى، أكثر من تغيير حاكمها المتنور لحذائه. بلد مؤهلة بأن تأخذ دورا قياديا في المنطقة. لا ينقصها سوى العقول النيرة، النخبة فيها مجموعة لا تقر بغير العشيرة وسننها، %60 من شعبها ليس له دور يُذكر في السلطة، لأنهم مصنفون على انهم مواطنين من الدرجة الثانية. كلما طُرحت قضية على برلمانها كان الرد بائسا. وآخرها قانون جنائي عُرض للتصويت أمام البرلمان لإدانة جرائم الشرف واعتبار مرتكبيها قتلة...المضحك المبكي أن الرد جاء بالرفض كاملا، وبأصوات الأغلبية، لأن النخبة رأت أن القتل حق لمرتكبه في تلك الحالات "النفسية الصعبة"!!!! وشر البلية ما يضحك...



7-

دولة عربية اُتهم جهاز مخابرتها بارتكاب عمليات إرهابية بشعة، تسببت في قتل أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة. حاكم ذاك البلد ظل يُنكر لسنوات ويردد أن ليس له أي يد في سفك تلك الدماء، وبعد حصار طويل وشاق، اعترف بكل شي، وتبين أن جهازه اقترف تلك المآسي الشنعية...ومن اجل أن تُحل تلك القضية كان لا بد من دفع الثمن. كان ثمن باهظا..المضحك المبكي أن قائد تلك الدولة ألزمَ شعبه البائس بدفع الحساب من جيوبهم، وبالإجبار.. وصارت تردد الأبواق الأعلامية ما تقوله رموز السلطة أمام العالم، بأن شعبهم العربي الماجد لا يهمه المال بقدر ما تهمه السمعة!!!!! وشر البلية ما يضحك...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟