الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر

محمد محسن عامر

2016 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


و كأن الجزائر وجدت من أجل أن تذكّر العرب معنى النخوة و الإنسانية في مواجهة تاريخ عربي غارق في دموية التطرف الديني و الحروب الأهلية التي تموّلها أموال النفط في سوريا و اليمن و ما بينهما . هذا البلد الذي أراد الإعلام العربي الموجه خارجيا أن يصورها في مشهد كليشيهاوي , مشهد الرجل المريض الذي يسود بلدا من على كرسيه المتحرك مازالت تصدر صرختها الحرة في وجه ألئك الذين مازالوا يريدون كتابة التاريخ بدماء ضحاياهم . بقيت الجزائر في ربيع الاقتتال العربي من اليمن حتى سوريا و في محاور التخريب الإقليمي و حلبات الصراع الدولي واقفة ثابتة في عرينها رغم كل محاولات خلق القلاقل الطائفية و الإثنية و محاولات إيجاد "خرم" إبرة من أجل تصدير الديمقراطية على الشاكلة "الربيعية" فأبت الجزائر إلاّ أن تكون فصلا واحد هو فصل الصمود و العزة في مواجهة نموذج الديمقراطية القادمة مهللة على ظهر دبابة .
خبر قد لا يثير الإهتمام (نقطتان) : السلطات الجزائرية رفضت اعطاء تأشيرة دخول لمدرب منتخب فريق غانا الوطني لكرة القدم افرام غرانت الاسرائيلي الجنسية لحضور مباراة فريقه الودية على الارض الجزائرية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة نقطة انتهى الخبر (نقطة) في هذا الزمن الذي أصبح فيه الحديث عن التطبيع من منطلق منطقوي أي كواقع مفروغ منه , و في زمن أصبحت فيه القضية الفلسطينية خبرا غير مقروء في الجرائد ووسائل الإعلام, و عندما أصبح خبر القتل اليومي في فلسطين و حصار غزة و الأسرى في سجون الاحتلال خبرا غير مثير للاهتمام أو لنقل من أجل الاعتدال لا يتجاوز شعور السخط المقرف . عند كل هذا نجد الجزائر مازالت محافظة على المبادئ من منطلقها الجذري : لا اعتراف لا صلح و لا تفاوض مع دولة الكيان الغاصب بأي طريقة أو أي شكل .
لم يحدث في كل الكرة الأرضية أن يهلل جمهور كرة قدم متعصب لفريقه ووطنيته كجمهور الخضراء لهدف من الفريق الخصم ! عندما سجل مهاجم المنتخب الفلسطيني هدف ضد الجزائر هلل الجمهور الجزائري من ملعب الجزائر العاصبة و ارتجت المدارج فرحا و رفعت أعلام فلسطين . إن فلسطين في ذهن الجزائريين لا تهزم حتى و لو رمزيا في مباراة كرة قدم ففلسطين بعنفوان مقاومتها للإحتلال دوما تنتصر و لا تهزم.
لماذا؟
قد نتسائل عن هذا الكم من الحب لفلسطين من قبل الجزائر . الجواب بسيط و يتعدى كونه تعاطف قطر عربي شقيق مع قطر عربي أخر محتل . إن فكرة النضال ضد الإستعمار فكرة مؤسسة لفكرة جمهورية الجزائر . إن شعبا عقد عزما فقدم مليون شهيد و شعبا فرض على الإستعمار حربا ضروسا لا تقل دمويا و صمودا عن حرب الفياتنام , إن شعب ألهم بثورته ثوريي العالم من فرونز فانون حتى غيفارة , إن شعبا رضع الحليب على الصمود فعقد العزم فحرر الجزائر , إن هذا الشعب يفهم الحرية في منطلقها الكوني لأنه تشربها في تاريخ نضال أكثر من مائة عام ضد الإمبريالية الوحشية الفرنسية لا يمكن إلا أن يكون نصيرا لعدالة أي حرية أينما كانت على امتداد أرض الإنسان .
إن للعروبة في الوطن العربي جدارا أخيرا و إن لفلسطين في ربيعها العبري ملجأ واحد و جدار صد واحد , إنه أبدا و على الدوام الجزائر .. لتحيا فلسطين .. و لتحيا الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة