الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(2/2) شمال افريقيا ليست عربية 3 يحق للبربر بناء دولهم الحرة

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا حرية – مساواة – أخوة
هذا المقال موجه خاصة للشعب الليبي و الشعب الجزائري و لحكامهما و لمناضلي منطقة القبايل .
يقول إبن خلدون أن أجدادنا "إرتدوا عن الدين العربي عشرات المرات".و هذا صحيح .لأن ماقدموه لهم لم يكن الاسلام الحق.
وهل يمكن للإنسان أن يرفض ما هو في صالحه؟ هل يمكنه ان يرفض الحرية والكرامة و العدالة الاجتماعية والسمو؟
إبن خلدون نفسه يجيب عن السؤال بما معناه "أن العرب إذا تغلبوا على بلدان سارع إليها الخراب".و السبب هو ما قلناه.
ونحن نصحح له أن الامر يتعلق ببعض العرب و ليس كل العرب... لأن ثقافة التدمير والتخريب و الاستبداد كانت تميز أقلية فرضتها بالسيف على الأغلبية العربية وغير العربية.لأنها لا تزال مستمرة .
لذلك كانت ثقافة اجدادنا وتكوينهم البيولوجي يقاوم تلقائيا محاولة المحو المادي والمعنوي لهويتها . و هي الثقافة االمتشبعة بالمساواة و الكرامة والحرية ....حرية العقيدة وحرية الفكر وحرية التعبير وحرية الملكية الخاصة وحرية السيدات في مجتمع يعطي قيمة لهن و عرفا و تقاليدا تؤسس للعدل ولعلاقات سوية بين البشر تحترم خصوصياتهم و تدعو للسلام و نبذ العدوانية والعبودية.
كل هذا يتم التعبير عنه بالقصة والشعر والغناء و السينما و المسرح والرسم و غير ذلك عبر الجمعيات الثقافية المتنوعة .
إنها ثقافة مغايرة لثقافة العرب الجاهليين القدامى المتخلفة عنها والذين قلنا انهم يمثلون الاقلية.
لذلك فهي كالعناصر المتطفلة ترفضها الاجسام و تحاول التخلص منها باستمرار و لو قعدت ملايين السنين.هذا قانون المناعة الذاتية الطبيعية للكائنات الحية جميعها باستثناء الفيروسات .
الثقافة الجاهلية القديمة الدخيلة على شمال افريقيا مرفوضة بسبب عدم جدواها في تقديم اي شيء إيجابي للانسان. بل إذا تم ادخالها على شعب صار اسوأ مما كان ونال حظا لا يستهان به من الاتهام بالارهاب .
لذلك ساهمنا منذ سنة 2010 على صفحات الأنترنيت في محاولة الإصلاح الديني الذي قالوا أنهم يريدونه و لم نتجاهل النداء الذي تم توجيهه للمثقفين والمفكرين ونبشنا في هذا الثراث بالاطلاع والملاحظة والمقارنة و التحليل العلمي الحديث ثم إقترحنا تحويل هذا الدين لدين سلام بناء على العقل و معطيات العلم الحديث لإبعاد تهمة الإرهاب و البداوة عن العرب و عن غير العرب طالما أن البشر هم الذين كتبوا و نشروا ما كانوا يقولون دائما هذا هو الدين الصحيح و نشروا بذلك الجهل والامية والفقر وامتهان كرامة الانسان و لا يزالون مستمرين..
و ما نعتقد أنه الصواب هو أن ثقافة شمال إفريقيا الأصلية هي الكفيلة أن يتواجد و يُحترم فيها الجميع.لأنها تحترم الجميع.و سيحترمها الجميع إذا كانوا احرارا في الاختيار.
هذه الثقافة التي هي قيم و عادات و تقاليد و قوانين و أعراف أفضل من ثقافة الجاهليين .وهي التي كانت تؤسس الفضاء العام أو العمومي و العلاقات بين السكان في شمال افريقيا..و هي التي تتماشى في ذلك الوقت مع القيم و الحقوق الدولية الحالية التي تؤسس للسلام .أليست موريطانيا الطنجية (شمال المغرب الحالي) و نوميديا الغربية (الجزائر الحالية) ونوميديا الشرقية (تونس و جزء من ليبيا ) في القرن الأول الميلادي كانت منظمة تنظيما إداريا وحضاريا رومانيا لم تعرف مثله شبه الجزيرة العربية إلى اليوم .وكان كل مواطن من هذه البلدان إذا طلب الجنسية الرومانية ونالها أصبح بإمكانه أن يتقدم للمنافسة السياسية كي يصير عضوا في مجلس الشعب الذي يمكنه أن يقيل الامبراطور نفسه آنذاك بل يصير حتى أمبراطورا بغض النظر عن إنتمائه الإثني أو العشائري أو لون جلده .هذه المناطق كان يحكمها أجدادنا و كانت رائعة ولا تزال آثارها شاهدة على ذلك العصر الذهبي إلى اليوم.
هذه الثقافة في الواقع هي التي تم الاعتداء عليها وإفسادها من طرف ذلك البعض من العرب البدو القدامى الذين دخلوا شمال افريقيا من شبه جزيرة العرب غزاة محتلين بقيمهم المتخلفة و ثقافة المخاتلة والإحتيال و الأكاذيب الحلال (أنظر صحيح البخاري و مسلم ). فتم جر مجتمعاتنا قرونا إلى الوراء و شَغَلها ذهنيا بمشاكل الشرق أو المركز و أذاب الفرد في الجماعة الخاضعة لحاكم مستبد بإسم الدين وألغى مميزات الإنسان بالتكفير و همش و شكك الناس في بعضهم ليسود و ليجعل الإجرام ظاهرة طبيعية وحلال . ثم إحتقر الجسم البشري الحي و شرعن لإتلافه و هو الجسم الذي بتكوينه و ما يحتوي عليه من ظواهر بيولوجية طبيعية مدهشة ،غاية في التعقيد والروعة والجمال و دليل على وجود الله .
هذا ما سميناه "أجرمة مجتمعاتنا" و تحويلها من المسالمة للعدوانية عن طريق الثقافة الجاهلية القديمة.فإنحدروا به من صف الإنسان المميز بالعقل لصف الحيوان المميز بالغريزة .
للاسف هذه الثقافة هي التي صار العرب الحاليون يسمونها إرهابا و يدينونها و التي كان يجب ان تكون المنطقة قد تخلصت منها منذ زمن طويل لكنها لازالت متواجدة لحد الساعة في شمال افريقيا رغم خلوها من اي قيمة انسانية أو حضارية فعلية .اذ الحضارة تبدأ ليس ببناء الحيطان و انما باحترام العقول و المساواة ومميزات الانسان .
و ها أنتم ترون أن شمال افريقيا صارت رغم امكانياتها الضخمة و الغنية من بين المناطق الاكثر فقرا و جهلا و امية في العالم .والعالَم و الغرب خصوصا أصبح يتهمها بتفريخ الارهابيين بل و تصديرهم له ونشرثقافة التكفير و العدوان والحال أن الاغلبية من شعوبها بريئة مما ينسب لها .
و لذلك قلنا له الحقيقة التي يعرف و نعرف وهي أن شمال افريقيا لا هي عربية و لا هي إسلامية بالمفهوم الذي روجه الاقدمون للاسلام إلا بالإسم و الغصب ، لتجنيب سكانها اي مسؤولية عما يُتهمون به من ارهاب .ولأن السطو القديم على اراضي واملاك الغير و محاولة محو ثقافته و تقاليده المسالمة بالتعريب ولو تقادم بملايين السنين فهذا لن يعطيه ابدا اي شرعية للقول ان شمال افريقيا عربية او اسلامية طالما ان السطو يبقى سطوا و ليس شيئا اخر مهما طال الزمان .
فالخلافة التي تؤسس للاستبداد و الفاشية لا يزال مصدرها شاهدا و متجسدا في شبه الجزيرة العربية و خاصة السعودية .
و الغزو و السطو والغنائم و سبي النساء و الوأد و غير ذلك كان هناك ايضا .
و أبو بكر و عمر و أبو لهب وعثمان و أبو جهل و الارقم بن الارقم وغير ذلك هذه كلها شخوص من شبه الجزيرة العربية تخص سكانها و لا تخصنا في شمال افريقيا .
و أسباب النزول التي يروون لنا في الكتب و التي تعني الأسباب التاريخية الموضوعية الداعية لوجود القرآن و غيره وغزت اسواقنا في شمال افريقيا أرضها هي شبه الجزيرة العربية.
و الناسخ والمنسوخ و صحيح البخاري و مسلم و غير ذلك كلها تتحدث عن شبه الجزيرة العربية وشخوصها وليس عن شمال افريقيا و فضائها .فلهذه الاخيرة شخوصها و هم الاولى بالتدريس في تاريخها العريق لابنائها..
كما أن إختلاف نصوص المصاحف والتدخل غير الموفق للخليفة الثالث عثمان بن عفان لإعادة كتابة نص موحد و حرقه للمصاحف الأخرى المختلفة (لأنه توجد حتى اليوم إختلافات بين المصاحف المعتمدة [لدينا نسخ منها ] في مكة و المدينة و شمال افريقيا والعراق و الشام اي سورية ) و الصراع الذي تفجر بين السنة والشيعة ، كل هذا نشأ في شبه الجزيرة العربية و لا دخل لشمال افريقيا بأسبابه.
و الذين خوطبوا بأن "يأتوا بسورة من مثله" هم العرب القدامى الجاهليين في شبه الجزيرة العربية .لأنه كان يخاطبهم بلغة شبيهة بلغتهم في الشكل و المضمون و لم يكن يخاطب آنذاك أجدادنا في شمال افريقيا و أنى له ذلك ؟ و الحال أن أجدادنا كانوا ذوي لغة مختلفة عن لغته لا يفهمها و لا يعرفها لا العرب القدامى ولا الحاليون .
إن التعريب أراد منذ أن كنا صغارا أن يجعل منا صغارا و شخصيات مختلفة عما ورثناه طبيعيا وبيولوجيا من آبائنا و أجدادنا .
إنه كان يريد أن يجعل منا شيئا لسناه.
لكن عناية القدرة الإلهية العظمى جعلتنا نكتشف أنه فشل الفشل الذريع .و سيفشل دائما لأنه غير شرعي.و لأنه محتل لأرضنا و أرض أجدادنا.
وكشعوب أولى في شمال إفريقيا فنحن لسنا عربا . نحن مختلفون. هذه حقيقة هويتنا.و سنبقى بهذه الهوية إلى الأبد.لانها ارادة الله لنا.و من يريد أن يجعلنا غير هذا فهو معتد و تجوز مقارعته بالحجة والدليل العقلي والتاريخي و محبة الخير للناس.
ولا يجوز باي حال من الاحوال ان يفرض اي شعب جاهلي ثقافته المدمرة و تقاليده القاسية والمتخلفة و التي تم رفضها ليس محليا فقط بل دوليا أيضا على اي شعب آخر مختلف .لأنها تهدد الأمن والسلام محليا و دوليا و تنكر حرية و كرامة الانسان .و إلا لما أصبح العالم اليوم يدينها ويعمل على التخلص منها .
و لمن يعارض حقيقة هويتنا الثقافية المختلفة سنفترض أن البعض من هذه الشعوب الأولى في شمال افريقيا قام بتأليف كتاب بالحرف اللاتيني أو اليوناني فيه ما يعتبره شرائع و اخلاق الخ ...ثم قام بغزو شبه جزيرة العرب و احتلها وفرض ذلك الكتاب على العرب و قال لهم إقرأوه و تعلموا لغته قسرا ثم إنسوا لغتكم المتخلفة و سمَّاها لهجة .
فهل سيقبل العرب ذلك ؟ و هل هذا عمل شرعي ؟
طبعا لا . سيكون رفضهم رد فعل طبيعي .لأنهم مختلفون .
لأنه لبناء الدول على اساس سليم ، لا يمكن الجمع بين الاضداد مثل الجمع بين ثقافة الإرهاب و الفاشية و الاستبداد واالغزو والاحتلال العربية الوافدة التي يقولون أنها من الدين العربي وهو منها براء كما بيننا التي تبيح الاكاذيب و سيطرة شعب على آخر وتجعلهما حلالا طيبا مع ثقافة شمال افريقيا المسالمة للشعوب الاولى المعتدى عليها قديما وحديثا بالاستعمار الغربي.
فالاستعمار الغربي المتناقض مع المبادئ التي قامت عليها دوله للاسف وكمعتد لم يؤسس دولا بل خلَّف هو ايضا ادارات تابعة له في شمال افريقيا همها هو مراقبة هذه الشعوب مع المحافظة على ثقافة الاحتلال العربية الاستبدادية الارهابية لتخويف الشعوب حفاظا على نهبه للثروات الطبيعية للمنطقة .لأنه يلتقي مع هذه الثقافة في نقطة الاعتداء والاحتلال.
إذن فالمراهنة على هذه الادارات لتأسيس دول ديموقراطية حرة دول مساواة واعتبار لحقوق الانسان هو ربما نوع من الأوهام ..
و لذلك يحق للشعوب و القبائل الأولى في شمال افريقيا الغنية بمواردها الطبيعية التي ينهبها الهاربون من العدالة ، أن يقاوموا التعريب و الأسلمة الارهابية التي ليست اسلاما حقيقيا والتي تجعلهم مجرد تابعين للسعودية مستعمرين ذهنيا بدون إستقلال فعلي محرومين من حقهم في ثروات بلادهم و من التعليم و رفع مستواهم المعرفي و الحضاري بشكل صحيح .و يجب أن لا يهدأ لهم بال حتى يوقفوا هذا العبث التاريخي بحقوق البشر فيصلحوا الاسلام بانفسهم دون إنتظار أحد وفق ما قلناه مسترشدين بعبارة "لا اكراه في الدين" فيجسدوها واقعا يمشي على الارض مكتمل الاركان ويرسموا صورة في الأذهان لرسول العرب كاملة الأوصاف مخالفة لصورة قطاع الطرق التي روجها عنه أولئك الأغبياء القدامى هناك في شبه الجزيرة العربية و نشرها للاسف المحدثون في كل العالم دون تفكير ثم قالوا كاذبين هذا هو دين الحق المبين .
و عليهم أن يستردوا بالكامل كل الاراضي التي لا تزال تحت نير الاستعمار و يستردوا سيادة ثقافتهم المسالمة و فضاءها العام الحر بكل الوسائل المتاحة و المشروعة وعلى رأسها الحوار و السلام داخل الوحدة على أرضهم التاريخية.
و يحق لهم علاوة على ذلك المساهمة الفعالة في تأسيس الدولة الاتحادية أو اتحاد الدول القانونية (العلمانية) الحديثة الديموقراطية التي يريدون ذات المؤسسات الحقيقية والهياكل التنظيمية و المراقبة لكل من يدخل غمار الادارة والسياسة والتي لن ينازع أحد شرعيتها محليا ودوليا والمبنية على المساواة و المواثيق الدولية لحقوق الانسان مثل باقي الدول الحديثة و التي يمكن ان يعيش تحت ظلها و يجد فيها الحرية والكرامة الانسانية وموطئ قدم كل انسان مهما كان انتماؤه اللغوي أو العرقي أو الثقافي أو الديني أو غير ذلك شريطة احترام قوانينها الموافقة للمواثيق الدولية لحقوق الانسان و شريطة أن يعترف كما الحقيقة أنها ليست عريية و أنه لا أحد من الموجودين اليوم على ارضها قد شارك في إحتلالها أو مسؤول عنه ، في افق توحيد كل شمال افريقيا ..

العزة والكرامة و الحرية الفعلية لشعوب شمال افريقيا و الشرق الأوسط حتى يمشي كل مواطن على أراضيها كرئيس دولة ..
و كل من يريد لهم الذل والهوان و الفقر لتدسه يوما ما أقدام البائسين و الفقراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرب والبربر امتزجا في العرق
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 10 - 14:48 )
باستثناء بعض القرى فان البربر والعرب مختلطون بالزواااااااااااااااااااااااااااج والتساكن والمصالح المشتركة ولايمكن الفصل بينهم

اخر الافلام

.. فرنسا -غارقة في المجهول-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان، من س


.. هل فرنسا قادرة على تشكيل -ائتلاف حكومي-؟ • فرانس 24




.. -مواجهات محتدمة- وإطلاق الغاز المسيل للدموع في ساحة الجمهوري


.. رفع علم فلسطين على جسر موستار الأثري بالبوسنة والهرسك




.. عاجل| 10 شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة