الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير حساس ولكنه عقلاني

احمد علي

2005 / 12 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة عن جريدة زود ديوتش تسايتونغ
قبل انتخابات البرلمان العراقي مباشرة، تلقى الأكراد هناك دعما غير متوقعا و غير منتظرا من جانب تركيا . الدعم أتى هذه المرة من الجو . وذلك من خلال افتتاح خطوط جوية مباشرة من استنبول إلى هولير والسليمانية .
اقتصاديا، فان هذا بالنسبة لشمال العراق على درجة قصوى من الأهمية، وربما الأهم من ذلك هو المعنى السياسي لهذه الخطوة , عبور الحدود من قبل طائرات شركة خاصة تركية , يعطي إشارة قوية عن شكل تعاطي تركيا مع الأكراد العراقيين . اكثر من ذلك، يأتي هذا التطور بعد فترة ليست طويلة من التهديدات من قبل السياسيين، والعسكريين الأتراك . بسبب تحسس تركيا من كل تقدم يحرزه الأكراد هناك، ويثير تهديدات بغزو الشمال العراقي , وكانت تضع الخطوط الحمر لهم , نتيجة مخاوفها من إن استقلالهم، سيؤدي إلى إثارة مشاعر السكان الأكراد في الأناضول .
لكن تركيا تفعل الآن , ما كانت ترفضه، وتنبذه سياسيا , لفترة طويلة : دعم الأكراد في العراق . سترسل تركيا قريبا، قنصلا إلى الموصل في الشمال العراقي . أسباب هذا التغيير عديدة : الأكراد، وهم يمثلون خمس سكان العراق , يعتبرون الآن بالنسبة لتركيا , عنصر استقرار، وثبات في بلد محكوم بالعنف , وممزق بالطائفية السياسية , ومنهار اقتصاديا . في شمال البلاد حياة السكان آمنة نسبيا , والتطور الاقتصادي ديناميكي , اكثر من ذلك , يلعب القادة الأكراد، مسعود البارزاني وجلال الطالباني , الرئيس العراقي الحالي، دور محوريا في القيادة العراقية . مما يخدم المصلحة التركية، ورغبتها في عدم رؤية إيران جديدة بجوارها .
هذا التغير، يظهر مرة أخرى صورة تركيا البراغماتية . حيث المصالح الاقتصادية لها الأولوية، وحيث يمكن كسب المال، يمكن أيضا تجاوز الخطوط الحمر ، كما يقول الأتراك. إذ إن للاقتصاد التركي , مصالح كبيرة في إعادة أعمار العراق , والبحث عن مصادر جديدة للبترول في شماله . في هذه الأثناء، تعلم الجانب الكردي ،السير في طريق البراغماتية أيضاً، هذه التغيرات التي لعبت فيها أميركا دورا مساعدا . حيث إن البارزاني، وفي زيارته لواشنطن في الفترة الأخيرة , أعلن من هناك , بان استقلال الأكراد عن العراق ،غير مطروح من قبل القيادة الكردية , هذا مما رحبت به أنقرة كثيرا . حيث كان المرء يسمع من البارزاني، قبل ذلك إشارات أخرى . من مثل، انه إذا أرسلت تركيا قواتها , فان الشمال العراقي سيصبح مقبرة للجيش التركي . وهو يمدح الآن العلاقات المتسارعة من الطرفين . رئيس الأركان التركي الجنرال اوزكوك , يعلن إن البارزاني و الطالباني , كانا بالنسبة له إلى الآن، مجرد شيوخ عشائر . لكن على تركيا الآن أن تقبل بالمعطيات الجديدة .
فيما إذا كان العراق سيبقى دولة فيدرالية , يعيش فيها الأكراد والشيعة والسنة معا ؟ . هذا ما ستجيب عنه انتخابات البرلمان القادمة . وإذا لم تتحقق الدولة الفيدرالية , وغرق البلد في حرب أهلية , فان الأكراد سيكونون أول من يغلقون حدودهم مع باقي أجزاء العراق. هذا على الأقل لم يعد يمثل بالنسبة لوزير الخارجية التركي عبد الله غول فــآل سوء، حيث يقول في مقابلة أخيرة له: إن قسما من العراق، يجب أن لا يدفع تركيا إلى الخوف والهلع . وهو يريد قيادة بلاده إلى الاتحاد الأوربي , ويعلم جيدا، بأنه إذا أرسلت تركيا فرقها العسكرية إلى العراق , سترد بروكسل فوراً , بقطع مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وقعت جرائم تطهير عرقي في السودان؟ | المسائية


.. اكلات صحية ولذيذة باللحمة مع الشيف عمر ????




.. عواصف وفيضانات في العالم العربي.. ظواهر عرضية؟


.. السنغال: 11 مصابا في حادث خروج طائرة من طراز بوينغ عن المدرج




.. الجامعات الإسبانية تعرب عن استعدادها لتعليق تعاونها مع إسرائ