الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجاج الملك حسين وموز محمد سياد بري وخرفان الملك فهد

كاظم الشاهري

2003 / 2 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




                                                                                                           
حينما اتذكر عادل اتذكر في  نفس الوقت هؤلاء الثلاثة الملك حسين والرئيس محمد سياد بري والملك فهد، اتذكرهم  لسبب بسيط لان هؤلاء الثلاثة تأمروا علنا على عادل . وهؤلاء الثلاثة منهم من مات ميتة الله ومنهم حي يرزق .
ان هؤلاء الثلاثة لايعرفون عادل . وانهم بعد سنوات طويلة من حياتهم او بعد ممات البعض منهم لم يطرء على بال احد منهم عادل . لانه كان خارج ذاكرتهم . وكيف سيتذكرونه اذا كان دجاجة بين ملايين الدجاج وموزة بين ملايين
( الموزات ) وخروفا بين ملايين الخرفان .
ان عادل لم يفكر بهؤلاء الثلاثة مرة ، ولم يكن في نيته ايذائهم او الاساءة اليهم . كان يسمع بهم حين ترد اسماءهم في الاذاعات والصحف مثل كل الناس، وينتهي الامر فلم يشغلوا حيزا في ذهن عادل ابدا . لان مطامحه مختلفة عنهم جميعا فلم يكن عادل يخطط ابدا لان يكون ملك الحجاز وملك العرب جميعا او ليكون حامي حمى الدين الصافي او الاشتراكية العربية . وكانت تلك طلاسم لايقربها عادل ولايعرف فك رموزها وانا عرفته جيدا وعشت معه طويلا وكنا ننام في مكان واحد وناكل من صحن واحد ونؤدي عملا واحدا بالتناوب على رشاشة ال(

0 بي كي سي ) في المعبر الثالث القريب من  قاطع البحيرات الاصطناعية المقامة بين القوات العراقية والقوات الايرانية في جبهة شرق البصرة . وكنا نستهلك اكثر من كل ( الحظائر ) الرمانات اليدوية . نلقيها في النهر المقام عليه المعبر لنصطاد سمكا نشويه ونقليه وناخذ قسما منه الى اهلنا في الاجازة الدورية . وان الثلاثة الملك حسين والرئيس بري والملك فهد ، على مااعتقد لم تكن لهم اهتمامات بالثروة السمكية . وحتى لو فرضنا جدلا ذلك فان عادل ممكن ان يمتنع ولايعرض حياته للتأمر . ومع هذا فان الثلاثة تأمروا عليه .
كانت لعادل زوجة تزوجها قبل اشهر ولم يكن زواجه منها سهلا فقد مر بتعقيدات كثيرة كادت ان تطيح بزواجه ولكنه انتصر عليها جميعا . وكان قد حدثني عنها جميعا بروح المنتصر الذي تخطى الصعاب . والواقع ان عادل لم يرغب  ان يتوقف عند هذا الانتصار بل انه كان يريد مواصلة انتصاره كما كان يقول .
وفي المرة الاخيرة التي كان فيها في مدينة البصرة ، تجول في شارع الكويت والبصرة القديمة واشترى عطورا وحليا وملابس قسما منها يصلح للنوم فقط ، اشتراها لزوجته . وكان يقول انت اكثر من اخ . ويقوم باخراج العطور والملابس من حقيبته ويطلب رأيي في ذوقه . وكان يتوقف عند بعضها ويشرح سبب اختياره لها ، ولاي شئ تصلح . وكان مغرما بطقم ملابس نوم نسائي شبيه الى حد ما بملابس لاعبات التنس.  ( النفنوف ) قصيرا جدا . وكان يقول اتدري لماذا اشتريت هذا الطقم ، وكنت اجيب لاادري ، فيستدرك قائلا . لو تعرف لتزوجت الان ويضحك ويعتذر احتراما لاختياراتي ، هذا الطقم الشبيه بطقم لاعبات التنس اشتريته لانني تخيلتها ترتديه ونحن في غرفة النوم والضوء خافت جدا وانا احتال ـ كان يقول ـ وأضع شيئا في زاوية الغرفة على  الارض مباشرة واطلب منها احضاره ، اتعرف ما سيحدث ؟ واقول ماذا سيحدث . يضحك ويقول . حينما تذهب لاحضاره سوف تنحني وسوف ارى اكثر الاشياء سرية ، وسوف ـ يضحك ويقول ـ ستكون تلك الاشياء لي . وليس على شاشات التلفزيونات ، لي ....... لي ....... لي  ثم يردف الاجازة قريبة وسوف تكون في اعياد رأس السنة الجديدة .
اسبوعان تفصل عادل عن اجازته وكانت لدينا ( قصعة )* واحدة نستلم بها ( الارزاق )* فاعطوا لكل واحد منا ( قصعته ) واخذوا القصعة القديمة المشتركة ، لانها لاتكفي لاثنين . وكانت تملأ قصعتي دجاجة مطبوخة باعتناء وتملأ قصعة عادل ايضا في الغداء وتملأ قصعتانا في العشاء بافخاذ اللحم الطري واما الفطور فلكل واحد منا عنقود موز وحليبا وعصائر وخبزا  وبيضا وعسلا .وهذا شئ لم نألفه سابقا ، لان قصعتنا كانت رزا في الغداء وماء اللحم في العشاء وخبزا يابسا .وقليلا من اللحم .
وكنا على اعتاب السنة الجديدة وكانت اجازة عادل القادمة . وكان يقول ساكون في اجازتي فحلا لايقاوم . لانني تغذيت جيدا وكنت احسده على تلك المصادفة . وكان موزع الارزاق العريف نعمة حينما يضع الدجاجة في  ( القصعة ) يقول هذه دجاجة عمكم الملك حسين وحينما يضع افخاذ الخرفان يقول هذه خرفان عمكم فهد وكذلك الحال مع موز الرئيس محمد سياد بري .
السنة الجديدة قادمة وعادل ادخر فحولته وحفلته للاجازة وانا ادخرت ( بطل عرق )* خباته في مكان بعيد . والثلاثة الملك والرئيس والملك اعدوا لنا الاحتفال قبل قدومه باسبوعين ، وكان هجوما ضاريا للايرانيين وصلوا فيه الى المعبر رقم (2) وكنا في المعبر رقم ( 3 ) وكنت اعد اشرطة ( العتاد ) لعادل في الحفرة  القريبة  وكان ان سمعت صفيرا قويا وانفجارا هائلا وركضت الى عادل . وعادل لم يبق منه الا بقع صغيرة جدا فيها شعر رأسه الاسود ودخان ابيض يتصاعد الى السماء .


هامش لغير العراقيين
ـ القصعة :ـ صحن اكل فولاذي
ـ الارزاق :ـ المواد الغذائية
ـ بطل عرق : ـ قنينة خمر محلي
ـ الحضيرة :ـ مصطلح عسكري ويفيد الى مجموعة صغيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب