الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا أحرقت الكرادة
كفاح حسن
2016 / 7 / 10اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد أن مرت مشاعر الصدمة من العمل الإجرامي و الحقود ضد المواطنين الآمنين المتجمهرين بين المقاهي و الأسواق التجارية في كرادة بغداد. حان الوقت للتمعن في الهدف من هذا العمل الإجرامي المشين.
لقد جاء التفجير الحارق مباشرة بعد إنتصارات الجيش العراقي في مدينة الفلوجة. و خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان مايرافقها من فرح و التحضير لأفراح العيد. كما إن الكرادة أصبحت مركز بغداد النابض الذي تلتجأ إليه العوائل و الشباب لتقضية أوقات آمنة بحماية قوات الأمن المسؤولة عن ضمان حياة الناس حركتهم.
إن الإنتصارات التي حققها الجيش العراقي عززت من أمل الناس في تعزيز هيبة الدولة و إزالة مظاهر التسلح و تجريد الميليشيات من سلاحها و حلها. ليعود منتسبيها إلى أعمالهم في المزارع و المصانع و المتاجر. و ليتفرغ جهازي الجيش و الشرطة لمهمتهما في حماية أمن البلد و حدوده.
إن الأمل في دخول البلد إلى وضع مستقر و آمن يتعارض مع رغبة الأحزاب الحاكمة و ميليشاتها و دول الجوار. إن هناك تعارض دائم مابين رغبات الناس و رغبة الأحزاب الطائفية الحاكمة.
و حسب التفاصيل المعلنة عن تفاصيل العمل الإجرامي, فإن المادة الحارقة المستعملة فيه تستخدم لأول مرة في الأعمال الإرهابية. كما إن حفظ و نقل هذه المادة الحارقة يتطلب حاويات خاصة و مبردة لكون إن هذه المادة سريعة الإشتعال في درجات حرارية واطئة. ولا يمكن لداعش و خلاياه السرية حيازة هذه المادة و نقلها إلى مكان الجريمة. كما إن التفجير يتطلب حسابات هندسية و رياضية دقيقة لتحديد كمية المادة الحارقة و طريقة توزيعها و إشعالها. و هذا يقوم به مهندسوا تفجيرات متخصصين موجودين في أجهزة المخابرات العسكرية و أحهزة الأمن الحكومية.
و بعد إستقالة وزير الداخلية أثر هذا الحادث الإجرامي, رشح حزب الدعوة الحاكم لهذا المنصب عقيل الخزعلي محافظ كربلاء السابق. و لم تبتلي كربلاء فقط بجيش يزيد أو همج الوهابية, بل إبتلت بأكثر من عقيل! فعقيل هذا تعرفه كربلاء بفساده الفاحش منذ أيام الحكم الصدامي البغيض. و قد هرب من كربلاء بعدما إفتضحت سرقاته و إختلاساته. و لكنه عاد بعد 2003 مغيرا (جلاله) إلى كادر دعوجي. و فور أستلامه مهام محافظ كربلاء إنغمر في عادته القديمة في السرقة و الإختلاس.
كيف يستطيع شخص فاسد إلى حد النخاع حماية أمن البلد؟؟
وكما يصرح قادة الميليشيات سواء الشيعية منها أو السنية, بإنهم يريدوا الحفاض على بقائهم و توسيع سلطتهم على حساب الدولة و أجهزتها. حيث يطرحون نفسهم كصمام آمان لبقاء طائفتهم.
كما أن المتابع لوضع المنطقة يعرف بأن إيران الصفوية و سعودية الوهابية و تركيا الطورانية تشترك مصالحهم في إبقاء العراق في وضع غير آمن و غير مستقر. و سياسة إيران مضرة بشيعة العراق قبل أن تكون مضرة بالعراق. كما إن سياسة الحكام السعوديين مضرة بسنة العراق قبل أن تكون مضرة بالعراق. و تجتمع هذه الدول في حقدها و كرهها لأكراد العراق و لأبناء العراق الأصليين من آشوريين و كلدان و يزيدية و صابئة. و لا تقبل هذه الدول بأن إنتصارات الفلوجة تؤدي لإستقرار العراق. هذا محال, فهي تعمل دائما على إفتعال الحروب و النزاعات الطائفية و العرقية المستمرة في بلدنا الجريح.
كل هؤلاء الأوغاد إختاروا الكرادة ليصبوا فيها حقدهم. و ليفرضوا غاياتهم الدنيئة على البلد..
و لتمرير جريمتهم على العامة حملوا داعش الذي يلفظ أنفاسه بصعوبة مسؤلية الجريمة متوهمين بأن الناس ستنطلي عليهم الخدعة.
إن جريمة الكرادة تستدعي مواصلة عمل التيار المدني العلماني في مكافحة نظام الحكم الفاسد. فلا خلاص من وضع البلد المزري إلا بردم نظام المحاصصة الطائفية المقيت..و تنحية و محاكمة رموزه بتهمة الخيانة الوطنية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا