الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة خربوا سوريا...؟

نزار صباغ

2005 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عذراً يا سيدي ، ليسوا ثلاثة ، فالعدد مجهول .....
لا علاقة له بحزب ، أو بأشخاص ... بل بمجموع بشري ، بنهج عملاني ، بثقافة منتشرة ، بثقافة القطيع ....
ليسوا ثلاثاً ، فالوهم أكبر ، والحقائق تجرح ، وانفصام الشخصية يتكرس ويترسخ ....
منذ عدنان وقحطان ، داحس والغبراء ، والشرف العربي الموجود بين الأنثى والكتاب ... بدأت وانتشرت ثقافة القطيع ...
ناقة البسوس مميزة ، لأنها الناقة الولادة ، منبع الخير والعطاء ... لذلك كانت الحرب ، وكانت المناداة بالثأر ، لا لمبدأ عربي وهمي كما صوره البعض ، أو لثقافة الجاهلية !.... بل لقتل مصدر الخير والعطاء ، لقتل من وهب وأعطى دون حساب ، دون منـّة ، بل ودون طلب أي مقابل ...؟ لقتلٍ كان نابعاً عن اقتحام وهمي لمُلك وهمي صنعه القطيع ..... وصدقه ، وأهدر دمه بيده ، لأجله .........
هل من وجه للمقارنة بين معركتي " الجمل و صفين " ومعركة " ذي قار" ...؟
اللـــه ، الملك والجبار ، القادر والواهب ، المنتقم والعادل ..... صنع العرب وكسر القالب ... ؟!
ليسوا ثلاثة .... بل مجموع بثقافة موروثة .
.........................
المستجدات كثيرة ، أهمها للمواطن العادي ما يتعلق بالحياة المعيشية اليومية ، وأسعار العقارات ، ومنع المشروبات الروحية في المطاعم ، وأسعار الدولار، والخضار والفواكه..... وتصديق أقوال المسؤولين وكلامهم عن الخطط الاقتصادية ورفع مستوى المعيشة ، يحلم ويصفق ...... ثم يُستملك ما يملك ، لتحقيق المصلحة العامة ... ؟
نقرأ أن نسبة النمو خلال السنوات الخمس الأخيرة كانت بين 1.9 وصولاً إلى 4.1 ؟؟؟ ... تقام المحاضرات والندوات لشرح وبيان الانجازات والتأكيد بأن الاقتصاد متين وأن نسبة النمو جيدة ومرتفعة ، مع الإغفال التام للفترة الزمنية ولنسبة التزايد السكاني وللارتفاع في نسبة البطالة والعطالة ، أي وبالنتيجة ، فإن المعدل الوسطي لنسبة النمو خلال السنوات الخمس تبلغ 1.2 بالمائة ، أي ، أنها تحقق عجزاً بالمقارنة مع معدل الزيادة في التكاثر السكاني ...وبالنتيجة فإن المحاضر يؤكد التزامه الإغفال التام للصراحة والوضوح والشفافية ... وبكل الأحوال يرتفع التصفيق بعد الانتهاء وخطابات الولاء الوهمية تتردد وكأنها مزايدة علنية أمام المسؤولين الحضور .... هل أن الجميع حزبيون ؟
وتتكرس ثقافة المجموع ، ثقافة القطيع ... ثقافة الكذب .
الأنكى ما نراه في المهرجانات الخطابية ، والاعتصامات التضامنية ، تضامناً مع من ؟ أمن أحد يتضامن مع نفسه ؟؟؟؟ وتعبيراً عن الدعم لمواقف سوريا المشرفة ! أليسوا من سوريا الوطن ؟؟ وأطفال دور الحضانة والروضات التابعة للإتحاد العام النسائي المتضامنون - مع من؟ - ضد الهجمة الامبريالية الأميركية على سوريا وتعبيراً عن ولائهم .. وكذلك السجناء المضربون "طوعاً" عن الطعام تضامناً (؟)...
ثقافة القطيع .... ثقافة الوهم .
" لو أن الكلام يصنع مُلكاً ، لوجدتَ العرب كلهم ملوكا " ..........
...........................
يجول المسؤولون ، ويصولون ، يجتمعمون ويخطبون ويزورون ، تعزيزاً للحمة الوطنية ولإبراز المواقف الوطنية المشرفة .. من مضافة آل فلان إلى مضافة آل فلان .. ألا توجد أماكن عامة – مدارس - ؟ هل هي دعايات انتخابية مسبقة أم تكريس لزعامات تقليدية مسبقاً .... أهذا ما يسمى الاحتكاك المباشر مع المواطن أم هو حب الظهور ....؟ أم : شاهدوني ، أنا أعمل ، مثلما أصلّي ... علناً ....؟
ليسوا ثلاثة ... بل كثر . إنهم كل من ينافق ، كل من يرتشي ، كل من يتجاوز ، كل من يغض النظر ، كل من يكذب ، وكل من ينشر ويعمق الوهم ، كل من يسرق ، وكل من يقمع الرأي ، وكل من لا يقبل بالغير ..... كل وكل وكل ... وكل مواطن مسؤول .
بالنسبة لي ، لا أعيش إلا واقعاً ، ولا أذكر إلا واقعاً ، ولا أطلب إلا واقعاً كريماً ...... أرفض العيش بانفصام الشخصية ، بثقافة الوجهين .....
..............................
ليسوا ثلاثة يا صديقي .. فهم كثر .. نتاج ثقافة موروثة ترسخت وتكرست خلال عقود متلاحقة .. فاعلين ومفعولا بهم ... سادة وعبيد ... سارقين ومسروقين ... طامرين ومطمورين ... قاهرين ومقهورين ... ملونين ومتلونين ... ثم متكرمين وواهبين ومانحين ، ومتلقين وشاكرين وحامدين .. وطائعين لأولي الأمر..
مستخدمون ومطيعون لما يدّعيه حرف السين : سين المستقبل وسين " سوف" ، قانعون ومؤمنون بأنهم أُعزوا في حياتهم الدنيا والآخرة ... بأنهم سوف يسودون وينتصرون ، تاركين عقولهم عندما يتكلم جاهل ذو ذقن حامل لشهادة الابتدائية ، لأنهم فرضوه على أنفسهم واحداً من أولى الأمر ....
نائمون مستسلمون قانعون بوهم الماضي ، والاتكالية ، والدعوات وخير الأمم ... كأن العروبة الآن تبحث عن موت استعراضي بعيداً عن حلبة السيرك .. من يدري ، قد ينقش أحفادنا مستقبلاً نقش حجري يقول : "يا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم" .......
ثقافة القطيع ، ثقافة الكذب .. ثقافة الوهم ، وثقافة المسامحة والتغاضي عن الموبقات والسيئات لا لأنه ما من قانون أو رقيب أوليس بالمستطاع ، بل لأن الله يحاسب الجميع ، - ويدعي البعض الكثير أن لا ثقافة مسامحة في بلاد العرب ؟ -.... والعرب قوم إيمانيون مؤمنون .. قانعون طائعون .... مصفقون وهاتفون وموقعون بالدم ....

" أما الشخصية الثالثة فهي شخصية ابو جمال او عبد الحليم خدام الذي بدأ حياته سنة 1963 ‏محافظاً على أساس انه بعثي، لكن الذين يعرفونه يعرفون انه كان حزبياً اكثر مما هو بعثي ‏ولعله تحزّب لكي يصل، وانه لم يكن بعثياً لأنه لا يؤمن بمصلحة بلاده العليا، بل بمصلحته ‏الشخصية.‏
انتقل ابو جمال من محافظ الى وزارة الخارجية، ومن وزارة الخارجية الى نائب لرئيس ‏الجمهورية، وأمضى أكثر من أربعين سنة على أساس انه بعثي، ولكنه كان حزبياً، وكان حزبياً ‏بامتياز لأن نيته هي مصالحه، وأمضى حياته في المسؤولية السورية على أساس أنه يعمل لمصلحة ‏سوريا، فكانت النتيجة انه قام بأفضل عمله لمصلحته الشخصية ولمصلحة عائلته، مما جعله في ‏موقع الثروة الممتازة، ".‏
"هذه المبادئ العربية طالما أعلنها ابو جمال، وطالما كان عبد الحليم خدام يقوم بإذلال ‏الشعب اللبناني مهاجماً اللبنانيين ومدعياً الإيمان بهذه المبادئ العربية،"

أهو "أبو جمال" فقط ؟؟ ... أهم ثلاثة ..؟ أم ثقافة عامة...؟
مهما كان الوهم كبيراً فإنه لا يُقنع بأن أعضاء أي حزب كان ، قدموا من المريخ ..... لذلك فإنهم حزبيون لا بعثيون ( بأفرعه الست من أحزاب "الجبهة") ، منتفعون منتهزون مصفقون ، أثرياء وأصحاب رؤوس أموال وأصحاب شركات ووكالات في عصور الاستثمار والانفتاح ... والمجموع كما كان ، يصيح ويهتف ويصفق ، يزاود ويأمل ثم يسعى أن ينتفع ، ويقول :... كلنا بعثيون ....؟!
لم يتفوق أحد ، أو يخترع ، أو يربح مباراة وتحدي رياضي .. لأجل غيره وإن كان رئيسه أو قائده ... إلا للخير العام ، أو للمجموع .... لوطن .... أما ثقافة القطيع المنتشرة فقد كرست مفهوماً مختلفاً للعمل والفوز، وكذلك للمسؤولية ، كما كان "أبو جمال" و "رفعت" و"حكمت" .... وكل من كان ذا منصب إداري أو/و سياسي ومن ترفع منهم أومن بقي به ....
يتكلمون عن العمال والفلاحين ، الركن الأساس في الصمود ، الركن الأساس في الإنتاج ، التنمية ، والعطاء، والإنجاب ... العمال في المصانع والمدارس والجامعات ، المثقفون وأشباههم ، المتكلمون والصامتون ... كلنا عمال وفلاحون ، كلنا وقود لأصحاب المصالح ، كلنا ضحايا لصراعات فرض النفوذ ، لصراعات الحكم والتحكم بالمجموع ، لصراعات السياسة .... وللشامتون .
ثقافة القطيع ، ثقافة الكذب ، ثقافة البعث ؟ ليست هكذا ، وليسوا ببعثيين ، فالبعث ممارسة وتعامل وأخلاق ، مع الجميع لا بين بعضهم البعض ... فهل من مُصلح ...؟
البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد ، لا العكس ..... أخطأ أم صواب ..؟ .. لا أرضى أن يُتداول اسم الحزب ب "حزب البعث العربي الامبريالي" جراء الممارسة عوضاً عن "حزب البعث العربي الاشتراكي" ، فمتى يُصلَح ...؟!

"من ينظر الى التاريخ الحديث بوضوح تام يرَ ثلاثة قاموا بالإساءة الى سوريا وتخريب دورها ‏الوطني ودورها في العلاقة مع لبنان.‏"

ليسوا ثلاثة يا سيدي ، ولم يكونوا ثلاثة ، بل كل من اغتنى من الوجود الشامي في لبنان ، كل من احتقر وأهان كرامة السوريين في الشام ولبنان ، كل من سرق ونهب ، كل من اعتبر نفسه ملكاً على مملكة ، وإقطاعيا على إقطاعية ، أميراً على رعية ، ساطياً على فكرة ومصادراً لحلم ... بالكرامة ...
أليس من قصر لأحد إلا لِ "أبو جمال" ..؟ ... ثقافة عامة ممنهجة ، ثقافة القطيع ...!

"من ميسلون الى حرب تشرين في القنيطرة، الى الدماء السورية النقية التي قدمها الشعب ‏السوري دفاعاً عن وطنه اسئلة تذهب الى ابو جمال في قصر اوناسيس في باريس وتقول له:‏
سقط من سقط، استشهد من استشهد، اما جماعة يوضاس الإسخريوطي فخانوا "

لا أعتقد إلا أن من قاتل واستشهد فوق تراب الوطن في ميسلون والجولان ولبنان وفلسطين والعراق من أبناء الشام ولبنان ، ما فعل إلا من أجل إيمانه بحقيقة انتمائه للأرض وللوطن ، لا من أجل ثلاثة أو حزب محدد ... والقنبلة لا تفرق بين بعثي وشيوعي وقومي وحزبي حقيقي وحيادي ... وحتى الانتفاعي ..
لم يستشهد "محمد الشبلي" و "عساف كرم" و "محمد الشقفة" و "عبد الله العظم" و "فواز خفاجة" و"محمد زغيب".... ولم يقاتل " خالد علوان " و يستشهد إلا من أجل أمة وكرامة ووطن ، ووقفة عز آمن بها ....
لم تستشهد "سناء محيدلي" ، كما "مريم خير الدين" و "ابتسام حرب" و "زهرة أبو عساف" و "نورما أبي حسان" و "فدوى غانم" وغيرهن ... إلا لأجل الأمة التي بها اقتنعت وآمنت ، ووقفة عز اختارتها طريقا وسبيلاً لحياة أبدية ..
كذلك "عمار الأعسر" و"وجدي الصايغ" و"خالد الأزرق" و "مالك وهبي" و"عاطف الدنف" و "محمد محمود قناعة" و"جول جمال" و"سعيد العاص" و "العظمة" و "هنانو" و "فارس عودة" الذي وقف أمام الدبابة وقاتل ، بحجر ... وغيرهم الكثير ممن قاتل بدمه ، بفكره وقلمه ، بصموده وجوعه ، بألمه وغضبه ، بيأسه وأمله ما قاتلوا إلا من أجل أمة وعقيدة ووطن ... لا لأجل أشخاص ، أو لتكريس ثقافة الوهم والقطيع ، أو لترسيخ العشائرية والطائفية والمذهبية ...
بل لكي تحيا سوريا .........
................................
ليسوا ثلاثة يا سيدي .... بل إنهم يكادون أن يكونوا.. أغلبية !!
................................
نحبك يا شارل ، فابق كما عهدناك ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد