الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدف الحكم وليس الوطن

عدنان جواد

2016 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الهدف الحكم وليس الوطن
إن لكل إنسان هدف يسعى لتحقيقه ومن يعجز عن تحقيق هدفه يصاب بالإحباط ، البعض يكرر المحاولة إلى أن يصل إلى هدفه المنشود والبعض يفشل ويستسلم للقدر المحتوم.
يقول نجيب محفوظ: (إذا كان المال هو هدف أولئك الذين يتنافسون على السلطة، فليس هناك ضرر في أن يكون هو أيضا هدف الناخبين التعساء)، ان جميع الدارسين في علم السياسة يعزون المبرر أو الهدف لأي فرد أو حزب هو الحكم، من اجل أما إقامة العدل والحرية والمساواة، وطبعا بموافقة واختيار الشعوب، أو طلب الحكم من اجل السلطة والجاه والثروة وخدمة المصالح الخاصة وهو ما يميز اغلب حكامنا في العالم الثالث.
كنا ننادي بالحرية ونتمنى أن ننالها عندما نشاهد الانتخابات في الدول الديمقراطية ، من على شاشة التلفزيون الرسمي الوحيد الذي اغلب أخباره مدح وثناء للحاكم ومنجزات الحكومة، وكيف يمشي الرئيس مع الناس ويقبل أيديهم وانه سوف يكون بخدمتهم، تغيرت الأوضاع وأصبح البعيد قريب وحدثت الانتخابات لدينا ، لكن مع الأسف ينتقل صاحبنا الذي كان يأكل ويشرب معنا وعايشنا (الضيم والظلايم) عندما يتسلم المنصب ينسانا وينسى العشرة والأيام الخوالي وينهي كل أنواع الاتصالات، لان الطبقة الجديدة تتحتم عليه قطع العلاقة بما هو أدنى، لان طلباتهم ما تخلص (وعبالك اليصير بالحكومة كلشي بيده؟!)، فالجام المضلل للعجلة المصفحة يمنع رؤيته، والسكن في مساكن الحكام يحول دون الوصول إليه، والسيم كارت لتلفونه القديم يلغيه.
هدف الحكام لدينا هو خدمة الصالح الخاص وليس العام وهذا سبب انهيار البلد وعدم الاستقرار، فكم من شخص كنا نراه قديسا وعند انتقاله لطبقة الحكام بأصواتنا اصبح طاغوتا، البعض شبهها بعصابات المافيا فمن يدخل معهم يجب أن يخضع لقوانينهم وإذا رفضها يطردوه أو يقتلوه.
إن الفرق بيننا وبين الدول الديمقراطية وحتى المجاورة التي يتمتع شعبها بالوطنية، هو إن الحاكم يحكم من اجل الوطن ليعلو شانه بين الأمم والأوطان، فلم نرى سياسي أو حتى مواطن يبيع موطنه بثمن حتى يخرب فيه في دول الغرب وإذا حدث بعض الاستثناءات فان هؤلاء المخربين أما من أصول عربية أو إسلامية، وليس ببعيد إيران لم نسمع انفجار إرهابي واحد فيها لان شعبها وحكامها يمتلكون الوطنية وهدفهم الأسمى الوطن وليس الحكم، ومع الأسف نحن نعيش الانفجارات في كل أسبوع وشهر وسنة وعيد وبآلاف الضحايا الأبرياء ويتم قتلهم بدم بارد وبمختلف انواع القتل فلم يبقى نوع من الحرق والتقطيع لم يمارسوه، ولا يوجد رادع ولا حسيب ولا رقيب .
الأوطان هي التي تبقى وان الهدف يجب أن يكون بقاء الوطن وليس بقاء أي حكم او نظام، فإذا كان الهدف هو طلب الحكم من اجل السلطة والجاه فهذا هو الهلاك والهوان والفوضى لتعارض المصالح الخاصة مع العامة ومخالفة الأخلاق والشريعة والمبادئ والقيم والأعراف والقوانين والضمير الإنساني، أما إذا كان الهدف هو خدمة الناس وتحقيق العدل والأمن والاستقرار ولخدمة الوطن والمواطن بكل نزاهة وتجرد وبعد عن أي مصالح خاصة فهذا ما تحتاجه البلاد والعباد، وينبغي تقليل الامتيازات التي تجعل من المتسلط فرعونا ومنحها للطبقة الفقيرة حتى تتعزز الوطنية ويحترم الوطن ومواطنيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟