الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح حميد: ألامس الواقع ومواجع الناس من خلال نافذة لوحاتي

ماجد ع محمد

2016 / 7 / 11
مقابلات و حوارات


بعد قتل عشرات الآلاف من المواطنين وتشريد مئات الآلاف منهم لا يزال نظام الأسد يمارس كل أشكال العنف على شعبه، ومستمر في قتل الناس وهدم البيوت فوق رؤوس قاطنيها، ولا يزال المجتمع الدولي مداوماً على حالة الفُرجة عن بُعد، ولا يستطيع وقف جماح العنف الدموي لدى نظام البعث الدموي، ولكن رغم ويلات الحرب فلا يزال السوري متمرداً وتائقاً للتحرر من نير الطغيان، ممتلكاً العزيمة والاصرار عبر وسائل التعبير المتاحة لديه، وللنظر إلى ما يحصل في سوريا بعيون المبدعين، كان لنا اللقاء القصير التالي مع الفنان التشكيلي صلاح حميد.
ـ باعتبارك من سكان محافظة حلب ويود النظام السوري كما يرى العالم من خلال وسائل الاعلام تحويل مدينة حلب الى ستالينينغراد ثانية، فأنت كمواطن وفنان عاش فترة طويلة في تلك المدينة ما الذي تقرأه في الذي يحدث فيها منذ ما يزيد عن أربع سنوات؟
لكي ننصف المحافظات الأخرى علينا القول بأن حلب اخت ادلب في القهر والألم، وحلب مثلها مثل بقية المحافظات والمناطق، وبتصوري أن حقد النظام على تلك المدينة عائد لدورها الجغرافي والسياحي والاقتصادي، وأن ريادتها الصناعية في سوريا هو أحد أسباب صب جام حقد النظام عليه، لذا فنالت ما هو الأقسى ربما من المدن الأخرى، مَن يدري لعل النظام يود التخلص من هذا المركز المقلق والمخيف بالنسبة له، خشيةً من خروج تلك المحافظة عن مدار سطوة نفوذه في قادمات الأيام.
ـ بالمقابل ما الذي تستشفه من هذا الاصرار القوي لدى الانسان السوري وهو مستمر في مقارعة نظام قمعي لا يرحم لا الحجر ولا البشر منذ انطلاق شرارة الثورة في سوريا؟
أظن أنها من المعجزات التي تجعلنا نقف إجلالاً للانسان السوري المقاوم الذي بحق قد يعطي للدول المجاورة وشعوبها دروساً في تحدي الظلم ومقارعة نظامٍ قاتل، فمع كل الويلات التي صبت عليه تراه يناضل في سبيل نيل الكرامة والحرية، وأظن بأن الخمس سنوات كافية لتقول لنا بأن الانسان السوري الذي له امتدادات حضارية سحيقة لا يقبل بالذل والهوان مهما طال أمد النظام الجائر، باعتبار أن الكرامة متأصلةً فيه.
ـ من خلال قراءاتك السابقة لتاريخ الطغاة في العالم أين ترى موقع الأسد بين أولئك القتلة من قادات الامم؟
أرى بأنه يكون من الأوائل عند تصنيفه ومقارنته بباقي طغاة العالم، فعلى الأقل نيرون اكتفى بحرق روما من دوان أن يزرع الرعب في قلوب كائناتها ولا استطاع أن يرهب البشر فيها رغم جبروته، بينما صاحب فلسفة (الاسد أو نحرق البلد ـ أنا أو لا أحد) فأرهب النفوس ولا يزال يحاول أن يحرق روح البلد وما تبقى من بنيانه.
ـ باعتبارك في اسطنبول ومن خلال المعارض والأنشطة الثقافية قد تخالط الفنانين في تركيا فهل لاحظت بأن ثمة اهتمام ما مِن قبلهم بقضية الشعب السوري، بعيداً عن موقف الحكومة التركية وسياستها؟
لا لم أرى أي اهتمام ملحوظ من قبل فناني تركيا والفنانيين التشكيليين بوجهٍ خاص، وقد يكون سببه أن معظم الفنانين في هذا البلد هم موالون لحزاب المعارضة في تركيا وليسوا من حزب العدالة والتنمية، باعتبار أن تلك الأحزاب لم تتعاطف منذ بدء الثورة مع قضية الشعب السوري.
ـ ما هو برأيك الدور الذي تراه قد فشلت فيه المعارضة السورية ككل، وهل ترى بأن الفنان السوري استطاع ايصال معاناة شعبة الى دول العالم؟
بتصوري أن الذي فشلت فيه المعارضة السورية هو بناء حكومة مقنعة تقدم نفسها للعالم كبديل فاعل للأسد، حكومة تنتمي إليها كل الطوائف والأعراق في سوريا، وصراحة الفنان السوري مغيب من ساحة العمل في الثورة لذلك نرى تقصيراً منه وبحقه بكونه يحتاج كما يحتاج أي انسان سوري آخر الى الدعم المادي والمعنوي.
ـ سؤال أخير استاذ صلاح ونود ألا تكون أسئلتنا التي كانت سياسية أكثر منها فنية قد أقلقت ظلال الهدوء في مرسمك، فيا ترى ماهي مشاريعكم الفنية التي تحاكي معاناة الشعب السوري إن كانت متعلقة بالداخل السوري أو ما يتعلق باللاجئين السوريين في المغتربات؟
بما أن الفنان مغيب كما أسلفت، فأظن بأن محاكاة الواقع فيها مبالغة بالنسبة للفنان التشكيلي، أما بقية الفنون فأظنها فعالة نوعاً ما، ومن ناحيتي فكنت من أولئك النازحين ممن دارت عليهم الأيام علماً أني ناهضت الوقائع القائم هناك على طريقتي، وشاركت بالحراك التغييري على قدر استطاعتي، ولكن مع تتالي الشهور بدأنا نفتقد حتى ذلك الشعاع كل كنا نرنو إليه منذ انطلاق شرارة الثورة، أما من جهة ملامستي للواقع ومواجع الناس فلم تكن إلَّا من خلال نافذة لوحاتي التي تعبر عن البؤس والرعب وهول المصاب في سوريا.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل