الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألإسلام السياسي المعاصر .. جذور النشأة و النمو

هيثم الحسن

2016 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


جذور الإسلام السياسي بدأت مطلع القرن العشرين حيث كان من رواد النهضة رجال دين مثل جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و الدور البارز لحوزة النجف في الأحداث السياسية و بالأخص ثورة العشرين . و بما إن المجتمعات الإسلامية مجتمعات غير متدينة و ذات ثقافة عشائرية إعتمدت الدول الإستعمارية على القوى النافذة التقليدية ( شيوخ عشائر ، رجال دين ، تجار ، كبار الموظفين من العهد السابق) و عززتها بخبراء و مستشارين منه لتوجيه المسار لجهة المحتل عند إنشاء الدول الحديثة في المنطقة . و إذا ما برزت معارضة (مسلحة كانت أو سلمية) من هذه القوى فتحتوى بمال أو منصب أو اللجوء إلى القوة المسلحة .
كانت العلاقة بين المؤسسة الدينية و السلطة تقوم إما على التحالف أو الهدنة كون الطرفين إقتضت مصالحهما إحترام أحدهما الآخر من حيث الدور و بالتالي ضعف نمو دور الحركات الراديكالية الإسلامية قبال نمو دور الحركات الراديكالية العلمانية يسارية كانت أو قومية .
بعد الحرب العالمية الثانية و إنهيار الأنظمة التقليدية من التوليتاريا العسكرية ألتي لجأت إلى إحتواء الحركات الراديكالية العلمانية لغرض الهيمنة التوليتارية و من أبرز و جوهها البعث و الناصرية و نظام اليمن الجنوبي التي قامت بتحويل الطبقات إلى جماهير و تفكيك دور الدعاية و اللجوء إلى الديماغوغية في تشويه صورة العالم غير التوليتاري عبر إرهاب السلطة كونه جوهر أنظمة من نمط كهذا مما أدى إلى طبيعية العزلة و تفتت الروابط المجتمعية بصفتها من الشروط الضرورية المسبقة لنشأة السيطرة التوليتارية أي العودة بالمجتمعات إلى مجتمعات الجماعات الأولية ففي العراق عند إنزواء الصراع القبلي برز الصراع بين اليساريين و القوميين حتى على الصعيد المجتمعي .
لجأت تلك الأنظمة إلى المتاجرة بالدين عند إشتداد أزماتها إضافة إلى وجود عدد من السياسيين ذوي الثقافة الدينية أوجد بيئة حاضنة للأفكار الدينية الراديكالية التي تفشت في المتعلمين بعد إنهيار شعارات الأنظمة السياسية على الصعيدين الوطني و القومي حيث مثلت حرب حزيران 1967 هزيمة النظام السياسي العربي برمته و لتتوج هذة الهزيمة بهزيمة تشرين الأول 1973 التي تبجحت الأنظمة بتسميتها نصرا بعد أن أعدت الجماهير العربية لهذا النصر المزعوم منذ هزيمة 1967 .
بعد تشرين الأول 1973 غير النظام المصري تحالفه من الشرق إلى الغرب و لكي يحافظ على التوازن المجتمعي أطلق سراح الأخوان المسلمين من السجون و مهد الطريق أمامهم في المجتمع للوقوف بوجه المد اليساري المناوئ لتوجهات السياسة الجديدة في الوقت الذي كانت فيه جماعة الأخوان المسلمين قد نظرت للجهاد و هي في السجون كما الإسلام السياسي الشيعي الذي كانت أبرز علائمه ( حزب الدعوة ) .
 أبرز العوامل التي أدت إلى نشوء الإسلام السياسي المسلح :ــ
• في نهاية سبعينات القرن العشرين كان الإتحاد السوفيتي يمر بأصعب ظروفه فكانت النتيجة المستنقع الأفغاني بالتزامن مع ثورة الخميني في إيران و تغول السلفية الجهادية في مصر ، و هذه الأحداث الثلاث مثّلت تحدياً لأمريكا التي بادرت برد موجع تمثل بحركة الجهاد الأفغاني و لفك الإختناق عن النظام المصري جرى تسهيل إلتحاق الجهادين المصريين بحركة الجهاد الأفغاني و التي تطلبت تمويلاً تكفلت به السعودية مما أوجد حلفاً بين السلفية الجهادية ( إخوانية مصر) و السلفية التكفيرية ( وهابية السعودية ) في الساحة الأفغانية لتبدأ هجرة المهمشين و البائسين العرب حاملين أمتعتهم إلى سوح الجهاد هناك .
• بموازاة ذلك كانت للفصائل الشيعية نصيب كبير في الحرب اللبنانية التي إستعرت منذ عام 1975 لتأتي إيران لاعباً جديداً في هذه الحرب بدعمها المليشيات الشيعية .
• كما الدور الذي لعبه حزب الدعوة و باقي الفصائل الشيعية المدعومة من إيران في المعارضة المسلحة ضد نظام صدام ( بعث العراق ) على الرغم من السياسة الإستئصالية الشرسة للنظام ضد الإسلام السياسي الشيعي .
• يماثله الدور الذي لعبته حركة الأخوان المسلمين و باقي الفصائل السنية ضد نظام الأسد ( بعث سوريا ) المتحالف مع إيران ليقوم النظام السوري بما قام به النظام العراقي .
 نهاية ثمانينات القرن العشرين و بداية تسعيناته حدثت :ـ
• نهاية الحرب العراقية الإيرانية بنتيجة تعتبر خسارة للإسلام السياسي الشيعي .
• نهاية الحرب ألأفغانية بنتيجة تعتبر إنتصاراً للإسلام السياسي السني و نشوء القاعدة .
• إنهيار الإتحاد السوفيتي و بروز الولايات المتحدة الأمريكية قطباً أوحداً في العالم .
من تداعيات الوضع الجديد هو دخول القوات العراقية الكويت و رضوخ السعودية للقرار الأمريكي بإستخدام القوات الأمريكية أراضيها و مياهها و أجوائها( بلاد الحرمين ) ضد العراق و هو ما يمثل تضاداً مع ما ثقفت القاعدة مجاهديها عليه قبال عودة أغلب العرب الأفغان إلى أوطانهم التي لم تعد تتقبلهم لما ربوا عليه من فكر و إنعدام فرص العمل أمامهم لعدم إجادتهم أي حرفة عدا القتال و الأهم من ذلك عدم إعطاء أي دور لقيادي القاعدة الجهاديين في بلدانهم رغم النصر الذي حققوه في أفغانستان ، فوجدوا في دخول القوات العراقية إلى الكويت فرصة عمل سانحة و فرصة ثانية لتحقيق الذات بإضافة نصر بإخراج القوات العراقية من الكويت يضاف إلى نصرهم الأفغاني بدلاً من دخول القوات الأمريكية ( قوات الكفر ) إلى بلاد الحرمين و هو ما قوبل بالرفض السعودي كون العملية أصبحت أكبر بكثير .
إزاء هذا الوضع إنبرت القاعدة لتعلن الجهاد العالمي و لتنشئ لها فروعاً و أذرعاً في العالم أجمع قبالة الأطاحة بنظام صدام حسين و الدولة العراقية و بناء عملية سياسية في العراق يقودها الإسلام السياسي الشيعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى