الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمشون

مالوم ابو رغيف

2005 / 12 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لست بسنيا يثقلني تأنيب الضمير واستبداد الماضي القريب ومذابح المقاومة التي باعت شرفها في مواخير الدول المجاورة ببضع من الدراهم وفتحت افخاذها بكل سفالة العواهر لزناة المدن البعيدة ،ولا متاسلما لكي يدفعني هفيف رايات احزاب الاسلام السياسي الى شفا حفر الانتقام المستعرة ولا انا بغرير كي احلم بوطن ابنيه في سراب اضغاثه ولا بعثيا كي الف نفسي بمأزر اللبرالية المزيفة واسير خلف رجل المرحلة التي يكاد لا يقوى على نقل خطاه يمنعه الثقلان ،وزنه ودمه .انا لا انتمي لكل هؤلاء ،لست وحدي الذي وجد نفسه بهذه الحيرة ، مهمشا مطرودا من اسراب لا يطربه غنائها ولا يهزه صياحها ولا تخدعه شعاراتها،كثير هم مثلي لكن قد يكونوا حزموا امرهم و اختاروا فرز السيئ من الاسوء وراهنوا على حسن النية. لست مجبرا على اختيار اهون الشرين ولا مدفوعا على المر هروبا من هو امر منه .ولا مؤمن بقول شاعرنا المتنبي
ومن نكد الدهر على الحر ان يرى.....عدوا ليس من صداقته بد
فقد سبق وان جربنا هذا النوع من المصاحبة في جبهة قيل انها وطنية وها هو من وعد ببناء الاشتراكية معا ،يقضي شيخوته في مدن كردستان بعيدا عن كل الوعود .
المزري حقا ان نسمع من حل محله لا يوعد بالاشتراكية ولا بالديمقراطية ولا بشيئ اخر،ولكن باستمرار وزيادة الحصة التمونية في حملة انتخابية حملت صورة واسم واهداف رجل المرحلة ورجل المستقبل علاوي، فلم يبقى له ما يقوله ،فآلم الشيوعيون حالهم ولم تهن عليهم انفسهم ان يقفوا مع فيل اخر يرتدي كوفيا وعقالا رمزا لعشيرة ومشيخة متهمة بمحاربة ثورة 14 تموز والتآمر عليها وبسرقات شاحنات الجياع وأمرة خلايا ارهابية، فغابوا عن كل محافل رجل المرحلة.
نحن المهمشون الحقيقيون، اغلبية الشعب،كل هذا الاصطفاف السياسي الطويل العريض،رغم كل هذه البرامج السياسية والدعايات الانتخابية والملايين التي انفقت عليها،كل هذه الاهازيج والشعارات هي للتاثير علينا لكسب اصواتنا كي يصعد نفر على اكتافنا ثم يتنكر ان كان ثقله قد اوجع ظهورنا،وانه قد عنى بوعده احدا منا،فالفرد يهمش ضمن المجموعة ،والمجموع صوت يضيع فيه صوت الفرد،كما يضيع الصوت في الضوضاء ، واذا كان القانون مجرد وعد في صخب الزحمة وما دام شعار السياسي وعد ليل ،فالنهار هو ممحاة وعوده.
والممحاة هذه هذه المرة مزوقة كالعروس التي تزف الى رجل يحسبوه انه لا يعرف ماضيها،ولا مساوؤها وان كثُر مادحيها ومزوقيها والماشين بزفتها لكنها عندما تخلع برقعها سيعرف بشاعة وجهها وزيف حقيقتها.
التوافق الوطني ،او التوازن او الوحدة الوطنية،اسماء جميلة لعروس غاية في القبح والبشاعة اسمها المحاصصة،اكانت بين الطوائف او بين القوميات ،لبننة ستختمر وتكون اكثر حموضة من خميرتها ومن مثيلتها لبنان. فضمن هذا النوع من الحكومات لاتعرف المسؤلية على اي كتف تقع،فالكل يتهم الكل والكل يحمل الكل مغبة التدهور.
نحن المهمشون الذين سنبقى مجرد شعب،تصاغ القوانيين باسمه ،وتصدر الاحكام باسمه ،ويُغتنى باسمه ،يباع ويشترى باسمه،يغنون ويبكون باسمه،
مجرد شعب ليس له ملامح ،فالقانون تقتله المحاصصة او التوافق او التوازن والديمقراطية ستكون وليدة غير شرعية من نطف انبتتها باسم الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح