الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإستحواذ السيساوي على الإعلام في مصر

مها الجويني

2016 / 7 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حين رأينا صور ثورة الكرامة بمصر ، قلنا بصوت واحد : مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر؟
فالثورة المصرية لم تكن مجرد ثورة تقع في بلد ما ، بل كانت رسالة لجميع حكام العرب بان زمن الظلم قد ولى . فمن ميدان التحرير و أمام جامعة الدول العربية كانت الكلمة للجماهير و للشعب المصري الغلبان الذي صرخ باسم كل المقهورين في العالم مناديا بالعيش و بالحرية و بالكرامة .
كان شعار مصر مرفوقا كلمة حرية طوال ايام الثورة ، فالشعب المصري حرم لعقود من التعبير على رأيه و ممارسة حقه في الرفض وفي الايجاب ، فالوطن كان شبيها بسجن بمقاطعة لا صوت فيها إلا للحاكم و لحاشيته .
أمام القمع ، دفعت الصحافة في مصر الثمن الباهض ، فالدكتاتورية المصرية قامت على تكميم الافواه و ملاحقة الأقلام الوطنية وتشوييها و اتهامها بالاستواء بالأجنبي و تهديد الأمن العام . أمام زمن ما بعد الثورة ، ظن العالم أن الحرية و حقوق الانسان سيكونون من حليف مصر و لكن سيسي و بعد أحداث يونيو 2013 أعادنا إلى زمن القمع و إليكم موجز عن جرائمه تجاه الصحافة المصرية .
• 1 مايو اقتحام قوات أمن الداخلية نقابة الصحفيين، بالمخالفة للدستور، وقبضت على كل من محمود السقا، وعمرو بدر، عضوي النقابة، واللذين اعتصاما بها اعتراضا على تفتيش منازلهم من قبل قوات الأمن، على إثر تظاهرات 25 أبريل الرافضة لترسيم الحدود بين "مصر والسعودية"، والتي ألت بتبعية جزيرتي "تيران وصنافير" للأخيرة.
• 2 مايو نظم الصحفيين ما يزيد عن 4 وقفات احتجاجية بسلم نقابة الصحفيين، بهتافات مضادة للداخلية.
• 2 مايو أيضا أصدرت وزارة الداخلية، بيانا تؤكد أنها التزمت بالقانون بتنفيذها قرار ضبط واحضار عمرو بدر، ومحمود السقا، بتهمة التحريض على خرق قانون تنظيم حق التظاهر والإخلال بالأمن ومحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد.
• 3 مايو، وقفات الصحفيين ضد الداخلية مستمرة
• 3 مايو أيضا، دفعت الداخلية باللواء أبوبكر عبد الكريم للرد عبر الاتصالات التليفونية علي خذا دون خروج عن نص بيان الداخلية
• 4 مايو انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وحددت 12 مطلبا للتصعيد، أبرزهم " إقالة وزير الداخلية من منصبه، تقديم رئاسة الجمهورية اعتذارًا يحفظ كرامة الصحفيين ومهنتهم ونقابتهم، الإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين والمحتجزين على ذمة قضايا النشر والرأي والتعبير، إصدار البرلمان قوانين تغلظ عقوبة الاعتداء على الصحفيين أو منعهم من مزاولة عملهم وفق ما يكفله الدستور، وكذلك تجريم الاعتداء على النقابات المهنية جميعاً، سرعة إصدار قانون منع الحبس في قضايا النشر، ومشروع "القانون الموحد للإعلام" الذي شاركت النقابة في إعداده.
• 4 مايو، حاصر أمن الداخلية النقابة، و سمح لأنصاره من "المواطنين الشرفاء" بالتواجد بمحيط النقابة طيلة انعقاد الجمعية العمومية، بأغاني مناصرة للنظام أبرزها تسلم الأيادي، فيما منعت كافة المتضامين من التواجد أمام نقابة الصحفيين من وفود النقابات المختلفة.

• 5 مايو التزمت كافة الجرائد الورقية الخاصة والحزبية بقرارات النقابة، ونشرت صورة وزير الداخلية مجدي عبد الغفار "نيجاتف"، ووضعت شارة سوداء علي جانب الصحيفة، فيما انحازت القومية للسلطة التنفيذية.

• 5 مايو خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطاب على الشعب من الفرافرة في مناسبة إطلاق شارة بدء حصاد محصول القمح، ضمن مشروع "المليون ونصف المليون فدان"، بحضور وزير الداخلية بجواره دون أدني إشارة للأزمة، وهو ما فسر بتجاهل متعمد، يشير لتأييده موقف الداخلية.

• 8 مايو لم تلتزم الصحف بتسويد صفحاتها طبقا لقرارات عمومية الصحفيين، بسبب التدخلات الأمنية عبر المطابع التي منعت استكمال الاحتجاجات والتصعيد.

• 8 مايو أثيرت القضية بالجلسة العامة لمجلس النواب، وانحاز معظمهم لصف السلطة التنفيذية، وشهدت هجوما حادا حيال الصحفيين.

• لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، عقدت اجتماعات لمناقشة الأزمة، وخرجت ببيان يؤكد على ضرورة احترام القانون ومؤسسات الدولة، دون الانحياز لطرف بعينه، فيما غضب بعض أعضائها واعتبروا أنه بيان معبر عن رئيس اللجنة أسامة هيكل فقط.

• فشلت وساطات عدد من العقلاء من البرلمانيين بين النقابة ووزارة الداخلية، والذين عقدوا لقاءا مع شريف اسماعيل، رئيس السلطة التنفيذية.

•11 مايو صرح سامح شكري وزير الخارجية، في مؤتمر عالمي، عقب جلسة مجلس الأمن ، بأن تناول الإعلام الدولي قضية اقتحام نقابة الصحفيين يصيبه "التعميم" ولا يناسب الأوضاع في مصر، موضحاً أن هناك الكثير من المنابر الإعلامية في مصر وهي حرة في التعبير عن وجهة نظرها.
• 15 مايو وقع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة على عقد شراء، "الاستحواذ" كافة أسهم قناة "أون تي في " التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس.
• 16 مايو يرأس المهندس نجيب ساويرس، شركة "بروموميديا"، الوكالة المستحوزذة على الاعلانات بمصر، ويقرر رفع رأس المال المدفوع إلى 500 مليون جنيه مصري للدفع بالشركة وتعزيز موقفها المالي.

• 16 مايو أرسل مجلس الوزراء قانون الإعلام الموحد إلى مجلس الدولة، لمراجعته وصياغته من الناحية القانونية، وذلك قبل إرساله إلى مجلس النواب لاعتماده بشكل نهائي والبدء في التشكيل الثلاثة هيئات الاعلامية طبقا لنص الدستور.


• 24 مايو قرر مسئولو شبكتي تليفزيون النهار وقنوات "cbc "، الدخول في شراكة باندماجهما في كيان اقتصادي واحد.

• 30 مايو تم احتجاز نقيب الصحفيين يحيي قلاش وعضوين من مجلس النقابة؛ بتهمة ايواء مطلوبين وهما محمود السقا وعمرو بدر. استمر التحقيق ما يزيد عن ١٠ ساعات وصظر قرار الافراج عنهم بغرامة؛ ورفضوا دفعها؛ مبدين استعدادهم للمثول امام المحكمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كن بينهم رجل الزمان تظل (توركو) محتقر
خالد سالم ( 2016 / 7 / 14 - 08:54 )
لا شك أن ثورات الربيع العربي ضاعت رغم الأقاويل والكلمات المنمقة من أبواق الأنظمة العربية، وهذه سابقة في تاريخ الشعوب، فعندما هبت شعوب المنظومة الإشتراكية في التسعينات لم يوقفها أحد، ونالت حريتها من براثن الطغاة. أما الشعوب العربية ومن خلفها عواصم الردة والرجعية فقد أتت على ثوراتها. بالأمس خرج السود الأمريكيون يتظاهرون لاعتداء الشرطة على أحدهم في دالاس رافعين جملة ذات معنى كبير -لسنا عربًا لتقتلونا ونصمت-. التاريخ يعيد نفسه، ففي نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين كان الأمريكيون اللاتينيون يحتقرون العرب المهاجرين معهم إلى القارة الفتية، ويطلقون عليهم لقب -تركو- أي التركي أو المسلم، العثماني، وهو ما خلده الشاعر القروي في بيتين:
كن بينهم رجل الزمان تظل (توركو) محتقر
حتى العبيد السود قد سخروا بنا مع من سخر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا نقبل دائمًا بالذل والمهانة بينما الحكام العرب يسيرون دائمًا على خطى أسلافهم في الأندلس؟

اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية