الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب معتدل أو حزب منبطح

عبد الواحد مفتاح

2016 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا أحد يجادل اليوم، في تقديم حزب العدالة والتنمية المغربي، لنموذج لابأس به إلى حد بعيد في الاعتدال السياسي، في وقت تتضاءل أكثر فيه مخاوف من كانوا ينادون أن إسلامية الحزب، ستكون عقبة في قيادته للحياة السياسية المغربية.
باسم يماثل نظيره التركي، وبفعالية تقل عنه بكثير، عاش الحزب سنواته على رأس الحكومة، بأغلبية مريحة في البرلمان وشعبية كبيرة بدد غالب رصيدها، فيما حافظ على وسطيته واعتداله، الذي ذهب في أحايين كثيرة لدرجة الانبطاح، فبالنظر للبرنامج الذي سطره و نادى به، لمحاربة الفساد وتضييق الخناق على المفسدين، وما تحقق منه نجده أنه مازال في حالة شبه تيهان داخل دوره الجديد، بعيدا عن كراسي المعارضة المريحة التي كان ينعم داخلها بخطاب عاطفي وقوي يفتح فمه به أوسع من تمساح.
في غياب كاريزمات سياسية قوية داخله، يشتغل وزراءه كتكنوقراط بعيدا عن أي لمسة خاصة، أو تنفيذ مشاريع تحتضن الطابع المميز له، إلا أنه وواقع الحال يشهد أن الحركة داخلة تشبه مقاولة صغيرة محكمة التسيير والإغلاق، بجناح دعوي نشيط يضمن إمداده بكوادر ومناضلين شباب، تلقوا تكوينا أخلاقيا وتربويا أساسا، لا سياسيا وسط صفوف حركة التوحيد والإصلاح، ما يجعل إخضاع شبيبة الحزب من لدن صقوره ليس بالأمر العسير، إلا أن الافتقار لرؤى إستراتيجية موسعة، وأدبيات إسلامية محكمة، وعدم تماسك الخطوط الرئيسية لوجهات نظر منظريه، والفقهاء الدائرين بفلكه، يجعلك تجد أن اعتداله صادر عن توافق وعدم تملك آلية، أكثر منه نتيجة وفعالية،
إلى ذلك يبقى حزب العدالة والتنمية، نموذج متقدم على طول امتداد الحركة الإسلامية بالعالم العربي، وأحد الأحزاب الأكثر حضورا وتماسكا بالخريطة الحزبية المغربية، المصابة بسعال حاد نتيجة الفراغ السياسي بها. رغم تعرضه لعدد من المضايقات والحملات الإعلامية الشرسة، وتضييعه أيضا لعدد من متعاطفيه، للإرباكية واللهجة الشعبوية لرئيس الحكومة التي لم يوازها بمواقف صارمة، وأفعال قوية في عدد من الملفات التي وعد بافتحاصها، وتقديم نتائج إيجابية بشأنها.
التجربة المغربية يمكن أن تحدثنا عن أحزاب فقدت هويتها بالكامل، وأخرى تبددت ولم يبقى منها غير الهيكل، وسيادة الزعيم الذي لا يفارق الكرسي إلا بعد أن يفارق الحياة، أو يصيبه الخرف، حزب العدالة والتنمية بما يحسب لنفسه، من تدعيم استقرار البلاد والمساهمة بقيادة هذا الاستقرار، على رأس الحكومة يكون قد قطع مع مرحلة ذهبت لغير رجعة، بالمغرب ألا وهي قطيعة الدولة والمجتمع المدني مع الأحزاب والتجمعات الإسلامية، هذه التي تعرف اليوم جيدا أن اللعبة السياسية يلزمها أكثر من حسن النوايا، والتبجح بالعذرية، لأن الخطاب العاطفي والأخلاقي الحميم لم يعد يقنع أحدا، بسبب بسيط أنه لم يعد ينفع أحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام