الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النيل في مهب رياح مشروع امبريالي صهيوني مسعور

عدلي محمد احمد

2016 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الهدف الرئيسي للزياره الصهيونيه الاستعراضيه الي افريقيا , هو الاعلان الصاخب المدوي من جانب الصهيونيه الامبرياليه المبكر عن المرحله التأسيسيه لمشروع احتكار الاراضي الزراعيه والقابله للزراعه في حوض النيل , والمجسده الان في سد النهضه الذي يبلغ تصريفه المائي 50 مليارمتر مكعب , جري انتزاعها من بين ايدي المصريين حتي تتمكن الشركات العالميه من توسيع استثماراتها الزراعيه , فهي كميه من المياه تسمح بزراعة 25 مليون فدان وفقا لاساليب الري الحديث
يحتفل الصهاينه بحدث تاريخي لا يقل عن توجيه ضربه قاصمه لمصر, في حده الادني سيشغل المصريين في شئونهم لسنوات مع تعرضهم لما لا يقل عن الفناء , وهي نفس السنوات التي ستنتقل بالمشروع الصهيوني الاستيطاني الي مستوي لا قبل لاحد في المنطقه العربيه لمواجهته خصوصا مع ما تتعرض له سوريا والعراق واليمن من هجمه امبرياليه داعشيه وسعوديه مسعوره
فهذه المرحله فقط , في مقابل ما ستؤثر به علي مصر, ستفتح امام رؤؤس الاموال الصهيونيه ابواب استثماريه , تبدو وكأنها تأتي خصيصا لجوانب التفوق الاقتصادي الصهيوني , لتدفع بها علي الاقل بعيدا عن التأثر باي آثار للازمه العامه الراسماليه , يصح ذلك فيما يتعلق بالزراعه الصهيونيه المتقدمه التي يمكن ان تقدم ما لديها للاستثمارات العالميه في مشروع حوض النيل الذي في وسعه زراعة ما لا يقل عن 400 مليون فدان , والقدرات التصديريه المعتمده علي النفوذ الصهيوني الذي يمكنه من ناحية ثانيه توفير عقود استثماريه هائله , والقدرات الامنيه المتطوره في مجال الحراسات التي يمكن ان تحتكر مجالها الشركات الصهيونيه فيما يخص توفير الامان التام لاي استثمارات عالميه في احراش بلدان حوض النيل , بالاضافه الي صناعة الري الحديث التي تطورت بصوره عاليه في ظل محدودية المياه في الكيان الصهيوني , وقبل ذلك وبعده فان كل ذلك يستند الي علاقه وثيقه بالعصابه الاثيوبيه الحاكمه , بالاضافه الي ادارة الشبكه الكهربائيه الملائمه لهذه الزراعه الحديثه الواسعه
حرص الصهاينه علي اتمام الزياره قبيل الافتتاح الرسمي لسد النهضه المشئوم , هوتوفير عدة اسابيع بعد الزياره تمكنهم من حصد حصادها الاستثماري في جميع هذه المجالات , بما يمكنهم من الظهور في الاحتفال الرسمي , بمظهر الممسك بالنواصي الاستثماريه لهذا المشروع الذي تتوفر لديهم بالفعل مقومات ادارته الشامله لصالحهم في المحل الاول , واهم ما في هذا الظهور المسيطرهو توصيل رساله قويه للمصريين : سد النهضه مشروعنا, قبل ان يكون مشروع للاثيوبيين
لا يقتصر الطموح الصهيوني علي ال 25 مليون فدان فاثيوبيا لديها 100 مليون فدان يستهدفها مشروع احتكار الاراضي المبريالي العالمي , وتتوفر لها المياه في بقية الانهار الدوليه العابره للحدود والانهار الداخليه البالغه 11 نهر داخلي ومخزون جوفي ما يتجدد منه لا يقل عن 20 مليار
ولا حتي علي كل هذه الاراضي الاثيوبيه بل علي التوجه لزراعة قرابة 100 مليون فدان اخري في كينيا , و100 مليون فدان اخري في تنزانيا , وقرابة ذلك في السودان في امد ابعد قد يأتي لاحقا بعد استكمال الزراعه في بلدان حوض النيل الغربي
وهذه التوسعات الاخيره يعتبرالاعداد للشروع فيها الهدف الثاني للزياره الصهيونيه , وهو اعداد يتطلب توثيق سريع وقصدي لاواصر العلاقه مع العصابات الحاكمه في اوغندا وكينيا وتنزانيا , من اجل دراسة المشروعات الهندسيه المناسبه للتعامل مع بحيرة فكتوريا, والتي تشمل تعميقها واحاطتها باسوارعاليه , مع بناء شبكه من السدود المشابهه لسد النهضه علي نهر كاجيرا و قرابة 10 روافد مائيه تغذي البحيره انطلاقا من تنزانيا وكينيا ,حيث تعاني الاخيره علي وجه التحديد من ازمة مائيه حاده, تحول ثلثي اراضيها القابله للزراعه الي صحراء
ان هذه الهدف الثاني هو المرحله الثانيه في المشروع الامبريالي الصهيوني وهو هنا , سينهي وصول مياه النيل الابيض الي السودان ,
اما المرحله الثالثه فهي التوسعات الاثيوبيه التي لا يتوقف الشروع فيها علي الفور الا علي التوسع في توقيع عقود البيع والتاجير لما توفرت له المياه من اراضي , والتي لا اعتقد انها يمكن ان تتأخر عن موعد الفيضان التالي في يونيو 2017 , حيث ستتوقف اثيوبيا عن السماح بخروج نقطة ماء واحده خارج الحدود
وهنا تجدر الاشاره الي ما سيتعرض له السودان مع هذه المرحله في القريب العاجل , ليصبح الشعبان الشقيقان بسبب من اطماع عصابة البشير , امام انتصاب سد النهضه كالكابوس الذي لا محيص عن هدمه وازالته مهما بلغت تضحيات الشعبين.
ان من السطحيه وتبسيط الامور, تفسير الزياره الصهيونيه الصاخبه الي بعض بلدان حوض النيل باحتياج الصهاينه للمياه, وتصور ان اسرائيل ما زالت تعاني من ازمة المياه كما كانت تعاني منذ السبعينات
فهذه النظره تعكس لدي اصحابها جهلا مطبقا باحداث اقتصاديه تاريخيه تجري في الحقيقه منذ قرابة العقد في افريقيا وخصوصا حوض النيل ,وجهلا بالدور الصهيوني المتميز في مضمارها ومجالاتها , وجهلا بطبيعة سد النهضه واغراضه كما تعكس ايضا جهلا بتطورات ازمة المياه العذبه لدي الكيان الصهيوني
ان الصهاينه يزرعون الان في افريقيا وخصوصا في اثيوبيا , ما هو اكثر من الاراضي الزراعيه من النيل الي الفرات , وما هو اكثر من 15 ضعف لارض فلسطين التاريخيه, كما انهم يقومون سنويا علي الاقل في العقد الاخير ببناء محطة تحليه مياه من الحجم الكبير ووفق احدث التقنيات في الارض المحتله
اسرائيل الان بمثابة وكيل امبريالي في حوض النيل , لمشروع استراتيجي كبير يشمل العالم كله كما يشمل افريقيا اسمه :الاستيلاء علي الاراضي
العلاقات الصهيونيه الخليجيه الوثيقه سياسيا , تجد عمقها الاقتصادي الان علي ارض حوض لنيل
العلاقات الصهيونيه الامريكيه تجد علي ارض افريقيا في هذا السياق , توسع للاهداف المشتركه وتجدد للمضامين القديمه علي هذا الاساس الجديد, الذي تتباري في مجاله الجديد رؤؤس اموال امبرياليه طازجه , تعيد صياغة العلاقات بين الكتل الامبرياليه علي الارض الافريقيه الجديده
الاقتصاد الصهيوني ينفتح امامه افق غيرمحدود للانتقال من اقتصاد قائم علي المساعدات, الي اقتصاد امبريالي كان قد حلم به بيريز مع سلام السبعينات
السطور عاليه مجرد عناوين لتحولات تاريخيه في المنطقه العربيه ومحيطها الافريقي, تحتاج الي البحث والتمحيص والدراسات والاستعداد لمقاومه ثوريه غير مسبوقه لا الي اي اختصار سفيه , لن يفيد الا الاعداء
اسرائيل لم تنقل النيل للارض المحتله واذا نقلت لن تنقل الا قطرات , ولكن الصهاينه مع ذلك اغتصبوا النيل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |