الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يلدرم يتكفل باسدال الستار

جواد البياتي

2016 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يلدرم تكفل باسدال الستار
جواد البياتي
بعد مجموعة الخطوات التي اعقبت اختفاء اوغلو والتي باشر بها فورا خلفه السيد بن علي يلدرم رئيس وزراء تركيا الجديد بإعادة تطبيع العلاقات التي تصدعت مع روسيا واسرائيل الاولى بسبب الوضع في سوريا والثانية بسبب سفينة الحرية يأتي صباح هذا اليوم ليعلن محاولة ترميم العلاقة مع سوريا واعادتها الى وضعها الطبيعي مع العراق .
ولكوني رجلا ساذجا ولست من فريق الخبراء السياسيين والمحللين الاستراتيجيين ارى ان النار التي اوقدتها تركيا في منطقة الشرق الاوسط بدعوى البكاء على الديمقراطية في سوريا والسنة في العراق والشرعية في مصر ، عادت لتطفئها باسرع من ايقادها وهذه خطوة يشم منها رائحة الندم اكثر من كونها دليل على عقلانية السياسة التركية التي لو بقيت سائرة على تطبيق سياسة اوردغان لكانت خسارتها الوحدة التركية ارض ومجتمع واقتصا د .
لقد وجدت حكومة يلدرم ان ليس بالامكان احسن مما كان ، وان ما كانت تطمح اليه حكومة اوغلو المنافقة بالدخول في مغامرة تجني منها المليارات من الدولارات عن طريق تدخلها في الشأن السوري من خلال احتواء المعارضة وتعضيدها ثم قبام حكم من غير الاسد الذي اغلق الباب بوجه البضاعة التركية نتيجة سياسة تعضيد او دعم المنتج السوري العالي الجودة ، تلك المغامرة التي توقع منها رئيس الوزراء السابق داود اوغلو ان تكون على غرار دعم الحرب على العراق سنة / 2003 وما جنته من ارباح انعشت الاقتصاد التركي ، ثم دعم عصابات داعش وتوفير الغطاء السياسي لها اثناء اجتياحها الموصل ومساهمة ذلك في انتعاش واقع التنمية الاقتصادية في تركيا .ماهو الاّ عملية انتحار تاريخي والتي لاحت بوادرها من خلال تململ الشارع التركي وانطلاق المظاهرات والانفجارات التي راح ضحيتها الابرياء .
لكن دخول روسيا على الخط في حرب سوريا على الارهاب وتسليح الجيش العراقي ، غير مؤشر الحرب بواقع 180 درجة خاصة مع الامتداد الاخطبوطي لداعش على الاراضي السورية بشكل لايمكن السيطرة عليه ، وضعف المعارضة التي كان الاتراك يعولون عليها وتقاطع افكارها واهدافها الى حد الاقتتال ، ثم ظهور معارضات اخرى بأهداف مشوشة وغامضة وبشعارات منافقة ، خاصة وان الجو المشحون في الشرق الاوسط بات ينذر بحرب شاملة لاتجني منها تركيا سوى الخراب في ظل تهديدات كوردية معارضة في جنوب تركيا وتهديدات بإقامة دولة كوردية في شمال العراق واخرى في شمال سورية قابلة للاتحاد ، وما سيتركه ذلك من تداعيات على الوضع في تركيا من كل الجوانب .
ان امتعاض الدبلوماسية الامريكية من الموقف المعقد في سوريا والعراق واحتمالية انفلات الوضع في البلدين بعد تعدد اطراف النزاع وفشل مؤتمرات جنيف الخاصة بسوريا جعلها تسارع ربما الى لملمة الامور واعادة الوضع الى ماكان عليه خاصة وان اوباما يشد حقائب الرحيل خارج البيت الابيض ، وهو المشروع الذي تعارف عليه الرؤساء الامريكيين قبيل مغادرتهم قصر الرئاسة بتصفية ما يتيح لهم الوقت المتبقي من وجودهم في مركز القرار وكأنه تكفير عن جبل الاثام المتراكم الذي خلفته سياستهم البغيضة .
وهذا بالضبط هو مايجري على الارض من مجموعة التصالحات ومحاولة اعادة المياه الى مجاريها ، والهزيمة المنكرة لداعش في سوريا والعراق .
انتهى شهر العسل الداعشي وانتهت مصالح النفاق والنفط ، بعد ان تدهورت اسعاره بما يهدد اقتصاديات العالم ، وستعود التي تورطت بقتل الشعوب بوجهها القبيح وبخيبة امل كبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث